الدكتور أحمد الشرباصي في ذكراه
العالم الجليل الدكتور أحمد الشرباصي من مواليد 17 نوفمبر عام 1918 الموافق 12 صفر عام 1336 هجريا بقرية البجلات التابعة لمركز دكرنس بمحافظة الدقهلية وحفظ القرآن الكريم بكتَّاب القرية ثم التحق بمعهد دمياط الديني وبعد أن أنهى دراسته به التحق بمعهد الزقازيق الديني الثانوي وأثناء دراسته كان ينشر مقالاته في الصحف والمجلات.
وبعد حصوله على الثانوية الأزهرية التحق بكلية اللغة العربية وكان من الأوائل طوال فترة دراسته وفي عام 1943 تخرج في كلية اللغة العربية وتم تكريمه مع أوائل الجامعات في حفل أقيم بقصر رأس التين بالإسكندرية وفي عام 1945 حصل على شهادة العالمية الأزهرية وإجازة التدريس وعمل بالتدريس فترة طويلة ثم عين وكيلاً لرواق الأحناف بالأزهر عام 1951 ثم سافر إلى دولة الكويت مبعوثًا من الأزهر وبعد عودته أسندت إليه أمانة لجنة الفتوى بالجامع الأزهر عام 1957 ثم انتدب لتدريس الشريعة الإسلامية في معهد الخدمة الاجتماعية بالقاهرة عام 1958 ثم عمل مستشارًا لهيئة الرقابة على المطبوعات ومراجعة الكتب الدينية وبعد حصوله على درجة الدكتوراه في الأدب والنقد عام 1967عين مدرسًا بكلية اللغة العربية .
قدم الدكتور أحمد الشرباصي للمكتبة الإسلامية العديد من مؤلفاته منها : موسوعة أخلاق القرآن في سبعة أجزاء ويسألونك في سبعة أجزاء وموسعة الفداء في الإسلام في أربعة أجزاء والنيل في القرآن والقصاص في القرآن وأسماء الله الحسنى وأمير البيان شكيب أرسلان حياته وأدبه وهو موضوع رسالته لنيل درجة الماجستير ورشيد رضا صاحب المنار وهو موضوع رسالته لنيل درجة الدكتوراه وله بعنوان عالم المكفوفين وأصدرها 1954 وتناول فيها أخلاق المكفوفين وما يتصف به كثير منهم من الذكاء النافذ والروح المرحة وإيداع الشعر والخيال الجامح واختار عددا من الأعلام المكفوفين وترجم لهم وصوّر حياتهم وأبان عن جهودهم في ميادين اللغة والأدب وشارك الدكتور أحمد الشرباصي في الأدب المسرحي فكان من أوائل من كتبوا المسرحيات الإسلامية التي استلهمت أحداثها من وقائع التاريخ الصادقة ملتزمًا الفصحى فيما يكتب ومن هذه المسرحيات : مؤمنة مجاهدة ومولد الرسول ومشرق النور والحاكم العادل.
كان الدكتور أحمد الشرباصي خطيبًا مفوهًا وبدأ نشاطه الخطابي الواسع عندما حضر إلى القاهرة وكان مسجد المنيرة بالقاهرة موضع خطبه التي جذبت الناس إليها وظل يخطب بهذا المسجد ثمانية أعوام وشارك بعلمه وجهده في بعض الجمعيات الإسلامية مثل جمعية الشبان المسلمين وتولى أمانتها فترة طويلة وجمعية الهداية الإسلامية وجماعة الأزهر للتأليف والترجمة والنشر وجمعية النهضة الأزهرية.
اشتد المرض على الدكتور أحمد الشرباصي ولم ينقطع عن التأليف على الرغم من عجزه عن إمساك القلم وكان يملي على زائريه من تلامسذه بعض مؤلفاته مثل موسوعة أسماء المصطفى ويوم 17 أغسطس عام 1980 الموافق 4 شوال عام 1400هـجريا فاضت روحه إلى بارئها.
وسوم: العدد 734