توفي الأستاذ محمد مهدي عاكف مرشد الإخوان السابق في سجون الانقلاب يوم الجمعة 22-9-2017 بعد مرض طويل و عمر مليء بالجهاد ، و قد منعوا تشييع جنازته و شددوا الحراسة على قبره لمنع ملايين كانت تود وداعه رحمه الله رحمة واسعة و تقبله في الشهداء .. آمين
كأنَّ هناك عرساً في السماءِ= يُزَفُّ إليه عاكفُ باحتفاءِ
و كوكبةُ تناديه هناك= تباركه فما أحلى النداءِ
أيا مهدي هنيئا قد ظفرتَ= بخاتمة السعادة والهناءِ
تركتَ الظالمين و ما أعدُّوا= من الكيد المكيرِ أو العداءِ
تركتَ محاكمَ الهزل الرخيص= و أحكاماً تُوَزَّعُ في غباءِ
فعندهم اختلاقُ الاتَّهامِ= لظلم المتقين الأبرياءِ
و قد حبسوك ظلماً و افتراء= و في كلِّ العصور بلا حياءِ
وعانيْتَ من المرض الشديد= و قد منعوا العلاج مع الدواءِ
و أفنيت من العمر الطويل= جهادا رغم شدة الابتلاءِ
و في سجن انقلاب البغْيِ عشتَ= سنين بعزةٍ دون انحناءِ
و رغم السن والأوجاع كنتَ= مثالاً في العزيمة و الوفاءِ
و من ظلمٍ و من ظُلُمات سجنٍ= صعدتَ إلى الهناءة والضياءِ
برائتك أتتك من السماء= و فيها البشريات بالاصطفاءِ
و ما كان لمثلك أن يموتَ= على فُرُشٍ مُذلَّلَةِ الوطاءِ
و لكن في رباطٍ في جهادٍ= يليق بما لديك من الإباءِ
وداعاً .. بل هنيئا .. قد ظفرتَ= بخاتمة البطولة و النقاءِ
بكاك الصالحون لفقد رمزٍ= لعلياء الشهامة و الوفاءِ
وقفتَ كصخرةٍ في وجه ظلمٍ= و لم تأبهْ ببطشٍ أو عناءِ
و سرت بدعوة الإخوان شهماً= و تُرشِدُها بعزمٍ في فداءِ
و يخشاك الطغاةُ و كم أرادوا= مكايدةً بمكرٍ و التواءِ
و قول الحق عند الجائرين= جهاد الصالحين الأوفياءِ
فياربي تقبله شهيدا= مع الأبرار في دار الهناءِ
مع المختار والبنا جميعاً= بصحبة أحمدَ و الأولياءِ
و خافوا بعد موتك من حياةٍ= لجيل سار خلفك باقتداءِ
أحاطوا القبر بالجيش الكثيف= و قد دفنوك ليلا في الخفاءِ
و قد منعوا الصلاة عليك إلا= من العدد القليل من النساءِ
و زوج لم تجد في القبر عونا= سوى دمع الوداع مع الدعاءِ
تجيشُ الذكرياتُ بها فتبكي= و دمعُ القلب يذرف في سخاءِ
تناديك أيا مهدي سلاما= صدقتَ البيْعَ أنعم بارتقاءِ
و إن منعوا العزاء فقد أقيمت= بكل الأرض ساحاتُ العزاءِ
فهذا اليوم عرسك يا حبيبُ= لتنعم بعد سلبٍ بالعطاءِ
من الرحمن رحماتٌ عليك= و عند الله موفورُ الجزاءِ