سنن منسية: السواك
بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين
بعيدا عن السياسة وضجيجها ، بعيدا عن قرقعة الصحون ونقيق البطون اكتب سطرين عن سلاح كان يرافق أبطال الإسلام في جميع الميادين ، لسان يهتف الله أكبر ويد تدك الأسنان بالسنة المحمدية على صاحبها أفضل الصلاة وأتم التسليم
السواك :
عود يؤخذ من شجرة الأراك قال عنه المصطفى صلى الله عليه وسلم ( السواك مطهرة للفم مرضاة للرب )
رأى النبي عليه السلام بعض أصحابه وأسنانهم صفراء ، غضب عليه السلام وقال ( ما لكم تدخلون عليّ قلحا استاكوا ، فولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل طهور )
وروى البخاري عن أبي هريرة ( لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك مع كل صلاة )
سنة محمدية عند الاستيقاظ من النوم ، سنة قبل الصلاة ، سنة بين الحين والحين ، استاكوا استاكوا أمر بعد أمر
ويستحب في خمسة مواضع : إصفرار الأسنان ، تغير الرائحةو القيام من النوم ، القيام إلى الصلاة ، عند الوضوء
نحن الأن أسنانا تهر وأضراسنا تنخر وأنيابنا تعوج ، في فمنا جسور صناعية وفي فكنا أسنان بلورية يمثلون شهادة الزور ، انظر في المرآة وافتح فمك ستقول سأعود للسواك ، ستقول هذا خلق الله فأروني ماذا صنع الإنسان من أسنان صناعية ، شتان بين أرض وسماء .
إذا اتنخر ضرس حرمك من النوم ، وقديما قالوا لاهم إلا همّ العرس ولا وجع إلا وجع الضرس
كيف عاش أبطالنا وأجدادنا ولايوجد عندهم عيادة أسنان ولا كلية لطب الأسنان ؟
كان السواك حليفهم ، كان السواك رفيقهم ، انظر إلى صفوف الأبطال في كل الفتوحات أيداهم على مقابض السيوف وبين أصابعهم السواك
هاهم يكبرون عند الاقتحام والسواك يلامس أصابعهم المباركة الشريفة
هذا السواك المهمل الذي رأيته في علبة الأقلام ففطنت عليه بعد فوات الأوان كما فطنت فتاة إلى نصيحة الأديب علي الطنطاوي لقد افترسها ذئب بشري وسلب منها أعز ماتملك فكتبت إلى أديبنا تطلب نصحه فأجابها الأديب الأريب بمقالة في مجلة الرسالة عنوانها ( قاض ويكتب في الحب ) قال لها رحمه الله الآن وبعد أن انخرق الغشاء وانطلق الماء تكتيبن إلي تطلبين النصح ؟
على كل فتاة أن تقرأ رسالة ( يابنتي ) ، أيها الآباء أيتها الأمهات لتقرأ بناتكم رسالة الطنطاوي رحمه الله . وقد قالوا اسأل حكميا ولا توصه .
السواك الذي يهدى إليك هو أجمل هدية وأغلى هدية ، غضّ عليه بالنواجذ ، استعمله قبل النوم وعند الاستيقاظ ، وعند دخول المسجد وعند الوضوء وإقامة الصلاة وقبل البدء بالجهاد مرافقا هتاف الله أكبر !
السواك حلله أطباء مصر وصيادلتها قالوا إنه أعظم من معجون الأسنان بألف مرة ، فيه عشرين مادة مضادة للبكتريا لذا إستجاب تلاميذ سيدنا محمد عليه السلام لسنته وداوموا عليها أيها الشباب قبل أن تنتقل إلى عيادة الأسنان وأطباء الأسنان وقلع الضرس المنخور واصلاح السن المعوج
عليك بالسواك وهيهات وستبقى صنيعة الله هي العليا
السواك يطهر الأسنان ويعالج تسوسها ، يجعل رائحة الفم أجمل ، ويساعد في تسهيل هضم الطعام وتصفية الصوت ويمنع نزيف اللثة ويبيض الأسنان ويكافح الجراثيم ويمنع الترسبات والتكلس عن الأسنان ويحتوي على مادة الخردل التي تقتل الجراثيم
في إحدى المعارك وجد المجاهدون أن النصر تأخر ، وفتشوا عن السبب وأخيرا اكتشفوه إنهم اهملوا سنة من السنن اهملوا السواك ، واقرأوا إن شئتم رسالة عمر الفاروق رضي الله عنه إلى القائد سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قائد معركة القادسية الذي صرخ وهو مريض ياخيل الله اركبي فمزقت رماح تلاميذ سيدنا محمد عليه السلام خراطيم الفيلة فهربت
أيها الأحبة ابحثوا عن السنن المنسية وتمسكوا بها واعلموا أن من أهداكم من الحجاج الجدد سواكا قبلوا يده وطبقوا فورا سنة نبيكم عليه السلام ، وحذار حذار من إهمالكم للهدية ، واستعملوها في السفر والحضر فهي افضل من معجون الأسنان وفرشاة الأسنان ودرهم وقاية خير من قنطار علاج ، وخاب وخسر من زهد بهدية السواك ، صلوا على رسول الله طب القلوب ودوائها وعافية الأبدان وشفائها ونور الأبصار وضيائها وعاشت سنته وعلى الله قصد السبيل .
وفقكم الله
وسوم: العدد 764