تأملات في القران الكريم ح384، سورة الطور الشريفة
للسورة الشريفة جملة من الفضائل و الخصائص منها ما جاء في كتاب ثواب الاعمال عن الامام الصادق عليه السلام : من قرأ سورة الطور جمع الله تعالى له خير الدنيا والاخرة إن شاء الله تعالى .
بسم الله الرحمن الرحيم
وَالطُّورِ{1}
تستهل السورة الشريفة بقسم ( وَالطُّورِ ) , يقسم الباري جل وعلا بالطور , اغلب الآراء تكاد تتفق على انه طور سينين .
وَكِتَابٍ مَّسْطُورٍ{2}
تستمر الآية الكريمة ( وَكِتَابٍ مَّسْطُورٍ ) , أي مكتوب .
فِي رَقٍّ مَّنشُورٍ{3}
تستمر الآية الكريمة مضيفة ( فِي رَقٍّ مَّنشُورٍ ) , الرق الجلد الذي يكتب فيه , بعض المفسرين يرى انه التوراة او صحف موسى "ع" , طالما وان القسم كان بطور سينين , واخرون يرون انه القرآن , وغيرهم يرى غير ذلك , بدلالة تنكير ( رَقٍّ مَّنشُورٍ ) .
وَالْبَيْتِ الْمَعْمُورِ{4}
تستمر الآية الكريمة ( وَالْبَيْتِ الْمَعْمُورِ ) , يقسم الباري جل وعلا بالبيت المعمور وهو ما يكاد يتفق عليه المفسرون انه في السماء الثالثة او الرابعة او السابعة "على اختلاف الآراء في موضعه" ويسمى الضراح , وهو بإزاء الكعبة المشرفة , تزوره افواجا كثيرة من الملائكة يوميا .
( عن النبي صلى الله عليه وآله البيت المعمور في السماء الدنيا .
وعن أمير المؤمنين عليه السلام قال ويدخله كل يوم سبعون ألف ملك ثم لا يعودون إليه أبدا .
عن الباقر عليه السلام إنه قال إن الله وضع تحت العرش أربع أساطين وسماهن الضراح وهو البيت المعمور وقال للملائكة طوفوا به ثم بعث ملائكة فقال ابنوا في الارض بيتا بمثاله وقدره وأمر من في الارض أن يطوفوا بالبيت ) . "تفسير الصافي ج5 للفيض الكاشاني" .
وَالسَّقْفِ الْمَرْفُوعِ{5}
يستمر القسم في الآية الكريمة ( وَالسَّقْفِ الْمَرْفُوعِ ) , اغلب الآراء تكاد تتفق على انه السماء .
وَالْبَحْرِ الْمَسْجُورِ{6}
يستمر القسم في الآية الكريمة ( وَالْبَحْرِ الْمَسْجُورِ ) , المملوء , مما يروى في هذا المضمون ان الله تبارك وتعالى يجعل البحار نارا يسجر بها جهنم يوم القيامة , وهو مصداق الآية الكريمة { وَإِذَا الْبِحَارُ سُجِّرَتْ }التكوير6 .
إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ لَوَاقِعٌ{7}
تضمنت الآية الكريمة جواب القسم او انها في مورد التقرير ( إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ لَوَاقِعٌ ) , لا محالة نازل على مستحقيه .
مَا لَهُ مِن دَافِعٍ{8}
تضيف الآية الكريمة ( مَا لَهُ مِن دَافِعٍ ) , لا يمنعه مانع او يدفعه دافع عن مستحقيه .
( قيل وجه دلالة هذه الامور المقسم بها على ذلك انها امور تدل على كمال قدرة الله وحكمته وصدق اخباره وضبط اعمال العباد للمجازاة ) . "تفسير الصافي ج5 للفيض الكاشاني" .
يَوْمَ تَمُورُ السَّمَاء مَوْراً{9}
تستمر الآية الكريمة مضيفة ( يَوْمَ تَمُورُ السَّمَاء مَوْراً ) , ذلك اليوم تضطرب فيه السماء اضطرابا .
وَتَسِيرُ الْجِبَالُ سَيْراً{10}
تستمر الآية الكريمة مضيفة ( وَتَسِيرُ الْجِبَالُ سَيْراً ) , تسير او تبسط حتى تكون غبارا منتشرا {فَكَانَتْ هَبَاء مُّنبَثّاً }الواقعة6 .
فَوَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ{11}
تضيف الآية الكريمة مهددة متوعدة ( فَوَيْلٌ ) , بيانا لشدة العذاب , ( يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ ) , النازل بالمكذبين ذلك اليوم .
الَّذِينَ هُمْ فِي خَوْضٍ يَلْعَبُونَ{12}
تستمر الآية الكريمة مضيفة ( الَّذِينَ هُمْ فِي خَوْضٍ يَلْعَبُونَ ) , يخوضون بالباطل والكفر والمعاصي .
يَوْمَ يُدَعُّونَ إِلَى نَارِ جَهَنَّمَ دَعّاً{13}
تستمر الآية الكريمة ( يَوْمَ يُدَعُّونَ إِلَى نَارِ جَهَنَّمَ دَعّاً ) , يدفعون اليها بعنف .
هَذِهِ النَّارُ الَّتِي كُنتُم بِهَا تُكَذِّبُونَ{14}
تروي الآية الكريمة ما يقال لهم على لسان ملائكة العذاب توبيخا وتعنيفا ( هَذِهِ النَّارُ الَّتِي كُنتُم بِهَا تُكَذِّبُونَ ) , في الدنيا .
أَفَسِحْرٌ هَذَا أَمْ أَنتُمْ لَا تُبْصِرُونَ{15}
يستمر كلام ملائكة العذاب في الآية الكريمة ( أَفَسِحْرٌ هَذَا ) , وهو ما كنتم تتهمون به الرسل , وهذا السؤال يفيد النفي , ( أَمْ أَنتُمْ لَا تُبْصِرُونَ ) , ام انكم لا تبصرون هذا كما كنتم بالدنيا لا تبصرون حقيقة ما يدل عليه وحذركم رسلكم منه , وفي النص المبارك تهكما وتقريع لهم .
اصْلَوْهَا فَاصْبِرُوا أَوْ لَا تَصْبِرُوا سَوَاء عَلَيْكُمْ إِنَّمَا تُجْزَوْنَ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ{16}
يستمر كلام ملائكة العذاب في الآية الكريمة ( اصْلَوْهَا ) , ادخلوها , ( فَاصْبِرُوا أَوْ لَا تَصْبِرُوا سَوَاء عَلَيْكُمْ ) , اصبروا او لا تصبروا الامر سيان "الصبر وعدمه" , لا ينفعكم الصبر ولا الجزع ففي كلتا الحالتين لا يدفع العذاب عنكم , بل ولا يخفف ايضا , ( إِنَّمَا تُجْزَوْنَ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ ) , انما هي اعمالكم ردت اليكم , فلا تجنون غير ثمارها ولا تحصدون غير زرعها .
إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَعِيمٍ{17}
تقرر الآية الكريمة ( إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَعِيمٍ ) , في بساتين كثيرة مع كافة اسباب النعيم الاخرى .
فَاكِهِينَ بِمَا آتَاهُمْ رَبُّهُمْ وَوَقَاهُمْ رَبُّهُمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ{18}
تستمر الآية الكريمة مضيفة ( فَاكِهِينَ بِمَا آتَاهُمْ رَبُّهُمْ ) , متلذذين بعطاء ربهم , ( وَوَقَاهُمْ رَبُّهُمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ ) , جنبهم وابعد عنهم ربهم عذاب الجحيم .
كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئاً بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ{19}
تستمر الآية الكريمة مخاطبة المتقين ( كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئاً ) , مهنئين فيها , ( بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ ) , فهذا هو حصاد زرعكم وجني ثمار عملكم في الدنيا .
مُتَّكِئِينَ عَلَى سُرُرٍ مَّصْفُوفَةٍ وَزَوَّجْنَاهُم بِحُورٍ عِينٍ{20}
تستمر الآية الكريمة مبينة حالهم في الجنة ( مُتَّكِئِينَ عَلَى سُرُرٍ مَّصْفُوفَةٍ ) , مرصوصة , بعضها جنب بعض , ( وَزَوَّجْنَاهُم بِحُورٍ عِينٍ ) , وقرناهم بنساء بيض واسعات العيون .
وسوم: العدد 772