العصاة المستنكفون عن امتثال أوامر الله
تجاسرَ إبليس فعصى خالقه ، وحملَ المستقبحَ من الأقوال والأعمال ليكون هذا المستقبحُ تجارتَه البائرةَ في الحياة الدنيا ، وحملَ سَخَطَ الله عليه ، وهذا التجاسر وهذا السخط اللذان هبط بهما على الأرض أخذ بهما العصاة المستنكفون عن طاعة الله سبحانه ، فمنهم مَن ادعى الأُلوهية ، ومنهم مَن ادعى النبوة ، ومنهم من أنكر نبوة مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم ، ومنهم من أنكر أن القرآن من عند الله سبحانه وتعالى ، ومنهم من أنكر وجود الأحاديث النبوية ، ومنهم مَن أنكر وجود الله والدين والقيم جملة وتفصيلا ... وهانحن نرى اليوم هؤلاء المستنكفين ، يتسلحون بالمناكفة في استعراضاتهم الخبيثة على طاعة الله ، و يحملون نفس الأفكار ، ولقد تصدى لهؤلاء الضالين السفهاء علماء الشريعة الإسلامية الغراء منذ عهد النبوة ، وردوا استنكاف هذه الشرذمة من مُعَوَقِي الفهم على أدبارهم ، فباءت خزعبلاتهم بالتبار والخذلان ، جاء في بعض التفاسير : ( إنَّ إبليس شريك -ومنذ أول يوم هبط فيه الإنسان إلى الأرض- في غِواية وتضليل الناس وصرْفهم عن عبادة الله تعالى أو الالتزام بشرائعه وأحكامه, بل إنَّك لن تجد نبَّياً قد تصدى القرآن لبيان ما وقع له مع قومه إلا وقد أشار معه إلى ما كان لإبليس من أثرٍ على قوم ذلك النبي , فكان هو المحرِّض على مناكفة الأنبياء وتكذيبهم, وهو الساعي بعد ذلك إلى حرف الأمم عن خطِّ الرسالات بعد عناءٍ بذله الأنبياء كان هو أحد مَن ساهم في مضاعفته. ( ذاك استنكافُ إبليس اللعين الذي أخذ به هؤلاء الذين حقت عليهم لعنة المولى تبارك وتعالى . فهم يدعون بدعوته ، ويرددون مايوسوس به إليهم ، فهم النصبب المفروض لإبليس ، قال تعالى : ( إِن يَدْعُونَ مِن دُونِهِ إِلَّا إِنَاثًا وَإِن يَدْعُونَ إِلَّا شَيْطَانًا مَّرِيدًا (117) لَّعَنَهُ اللَّهُ ۘ وَقَالَ لَأَتَّخِذَنَّ مِنْ عِبَادِكَ نَصِيبًا مَّفْرُوضًا (118)وَلَأُضِلَّنَّهُمْ وَلَأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الْأَنْعَامِ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ ۚ وَمَن يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيًّا مِّن دُونِ اللَّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَانًا مُّبِينًا (119) يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ ۖ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورًا (120) أُولَٰئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَلَا يَجِدُونَ عَنْهَا مَحِيصًا (121)النساء ، لقد تعهد إبليس بحمل راية الإضلال والأماني ، وتعهد أن يأمر أتباعه السفهاء أمرا بعدم طاعة الله ورسله ، فقال :
( وَلَأُضِلَّنَّهُمْ وَلَأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الْأَنْعَامِ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ ۚ وَمَن يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيًّا مِّن دُونِ اللَّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَانًا مُّبِينًا) 119/ القصص ، ولقد جاء في تفسير هذه الآيات وغيرها عند علمائنــــا : ( ولأضلنهم عن طريق الحق فأجعلهم يسيرون في طريق الباطل إلى نهايته، ولأمنينهم الأمانى الفارغة. بأن أجعلهم يجرون وراء الأحلام الكاذبة، والأوهام الفاسدة. والأطماع التي تسيطر على نفوسهم وعقولهم، وبذلك يكونون من جندي، ويخضعون لأمري.. وكانوا في الجاهلية إذا ولدت الناقة خمسة أبطن وجاء الخامس ذكرا قطعوا أذنها أو شقوها شقا واسعا علامة على أنهم حرموا على أنفسهم الانتفاع بها وجعلوها للطواغيت وسموها بحيرة أى المشوقة الأذن. والمراد: أنه يأمرهم بعبادة غير الله وبالأمانى الباطلة. وبتقطيع آذان الأنعام تقربا للطواغيت والأوثان فيسارعون إلى إجابته، وينقادون لوسوسته.وفي قوله وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ قال ابن كثير: أى دين الله. وهذا كقوله: فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفاً فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْها لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ على قول من جعل ذلك أمرا أى: لا تبدلوا فطرة الله، ودعوا الناس على فطرتهم. كما ثبت في الصحيحين عن أبى هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه. كما تلد البهيمة بهيمة جمعاء. هل تجدون بها من جدعاء؟» وفي صحيح مسلم عن عياض بن حماد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الله تعالى: «إنى خلقت عبادي حنفاء فجاءتهم الشياطين فاجتالتهم عن دينهم، وحرمت عليهم ما أحللت لهم. وقال بعضهم: المراد بتغيير خلق الله تغيير الصور التي خلق الله عليها مخلوقاته، كفقأ عين فحل الإبل في بعض الأحوال، وقطع الآذان، والوشم، وما يشبه ذلك مما كانوا يفعلونه في جاهليتهم اتباعا للشيطان.وقد رجح ابن جرير أن المراد بتغيير خلق الله: تغيير دين الله فقال ما ملخصه: «وأولى الأقوال بالصواب في تأويل ذلك قول من قال: معناه: ولآمرنهم فليغيرن خلق الله، قال: دين الله. وذلك لدلالة الآية الأخرى على أن ذلك معناه وهي قوله: فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْها لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ، ذلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ. وإذا كان ذلك معناه، دخل في ذلك فعل كل ما نهى الله عنه من خصاء ما لا يجوز خصاؤه، ووشم ما نهى عن وشمة، وغير ذلك من المعاصي .فأنت ترى أن الله- تعالى- قد حكى للناس ما قاله الشيطان بلسان حاله أو مقاله حتى يحذروه ويتخذوه عدوا لهم، لينالوا رضا الله ومثوبته.وقد ةأكد سبحانه هذ المعنى بقوله : (وَمَنْ يَتَّخِذِ الشَّيْطانَ وَلِيًّا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْراناً مُبِيناًً.(أي: ومن يتخذ الشيطان وليا من دون الله، بأن يتبع الشيطان ويواليه ويسير خلف وسوسته، ويترك طريق الحق والهدى، من يفعل ذلك يكن بفعله هذا قد خسر خسرانا واضحا بينا، لأن الشيطان لا يسوق الإنسان إلا إلى ما يهلكه ويخزيه في الدنيا والآخرة، وسيقول لأتباعه يوم ينزل بهم العقاب في الآخرة إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدْتُكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَما كانَ لِي عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطانٍ إِلَّا أَنْ دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنْفُسَكُمْ ما أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ وَما أَنْتُمْ بِمُصْرِخِيَّ ) .
إنها لخزعبلاتٌ تلك التي يتلفظ به عميان البصائر من الملحدين والعلمانيين والسفهاء وغيرهم من أعداء الإسلام . فكتاباتهم المتصحرة ، و وسائل إعلامهم الماكرة ، ومناظراتهم المتبلدة ، ومراوغاتهم الخسيسة ، واعتقاداتهم الواهية الباهتة ... كلها أحاديث باطلة تبعث على السخرية ، وتستحق أن توضع على رفوف الأباطيل المستطرفة لا لشيء وإنما للفكاهة والسخرية ، وهي هي الفقاعات تتجدد في كل عصر ، ويأباها الذوق السليم للشعوب ، وتمقتها عقيدتها الإسلامية المباركة . وهؤلاء الأفاكون المفسدون في الأرض يدعون بكل صراحة و وقاحة إلى إشاعة البلبلة بين الناس ، ولكنهم لايجدون إلى ذلك سبيلا ، لأن القيم الإسلامية الربانية راسخة الجذور في أعماق الفطرة البشرية ، ومتجذرة في صدور أبناء أمتنا ، فليس لفاسق أو ملحد أو مفترٍ أو ظالم متسلط أن ينال من هذه الحقيقة . فهم يريدون طمس جوهر معالم الامتداد الحضاري الكبير للأمة ذلك الامتداد الذي صنعه الإسلام ، وأوجدته الحيوية المكينة في نفوس أبنائه البرره على مرِّ العصور ، الذين أنجزوا لوحة الخلود التي تزخر بأثر القيادات الواعية الحكيمة ، وتعتد بأنوار الإيمان القرآنية ، وتفخر بسُنَّة رسولِ الله صلى الله عليه وسلم ، وهذا الامتداد العظيم لايمكن أن يأتي عليه التبار والزوال ، حتى ولو ادعى هؤلاء المبطلون التجديد والتقدم كذبا و زورا ، أو جاؤوا بمصطلحات باتت بائسة ، وأهلها في خذلان . فالإنسان منذ أن وُجد على الأرض إذا أصابته الشدة أو أقعده الكرب ، فإنه ينظر إلى السماء ، ففطرته وطبيعة وجوده تقودانه إلى الله ... نعم إلى الله ، والقصص تحت هذا العنوان كثيرة في كل زمان وفي كل مكان على وجه المعمورة . قد يتغافل بعض الناس عن هذه الحقيقة لجهل أو لسوء تفكير ، ولكن إذا جدَّ أمرُ الجدِّ أو استفحل ثقلُ الكرب فسرعان ماتتلاشى الغفلة ، ويلتجئ الإنسان إلى الله سبحانه وتعالى . وهؤلاء الأشرار الأغبياء يأتون بالحيل وبالمكر لتمرير أذاهم على جسد الأمة وعلى عقيدتها ، زاعمين أن هذا من التحضر أو التجديد ، وهم يعلمون أن التحضر والتجديد لايكونان بهدم الشريعة الإسلامية بقيمها الربانية ، ولا بهذا الهوى الذي يودي بأهله إلى الضياع والبوار ، فتجديد الوجه الحضاري يبدأ من تجديد مافي القلب من الهدى والنور ، وإحياء ماهُجِرَ من الفضائل ، وتفعيل أدوات البناء الحضاري ومقوماته من البحث والتنقيب ، وإعادة الثوب النظيف للأمة من جديد ، يقول نبيُّنا صلى الله عليه وسلم : ( إن الله يبعث لهذه الأمة علي رأس كل مائة سنة من يجدد لها أمر دينها ) رواه أبو داود والحاكم . ففي هذا التجديد عودة أثيرة كريمة إلى أيام النبوة الأولى ، وفي هذا الثوب المحمدي الطاهر براءةٌ من كل مايرتدي الأفاكون والمبطلون ، الذين تضاءلوا أمام عنفوان الحضارة الغربية المقيتة ، وتغافلوا عن مساوئها وعن سقوطها في دوامة الظلم والاستكبار والتسلط على خلق الله في أرجاء الأرض . إنَّ في حضارتهم الجميل الذي جاء به العلم والبحث والتنقيب في كل مجالات الحياة ، ولكن الإنسان لايجد في تلك الحضارة قيم السعادة والاطمئنان ، ففساد في الأخلاق ، وإباحية وفجور ، واعتداء على الشعوب ، ومكائد ومؤامرات على بني البشر ، فالتجديد يكون ــ لو عقل هؤلاء المرجفون ــ بعملية التغيير التي حثَّنا عليها ربُّنا جلَّ وعلا في محكم القرآن العظيم ، لا في عمليات التغريب والانبطاح على أبواب المغضوب عليهم ولا علي عتبات الضَّالين ، والتجديد يكون في غسل ماران على قلوب أبناء الأمة عندما نأوا عن روح دينهم ، فلم تكن إسهاماتهم في حياتهم بعد هذا الجفاء لشريعتهم سوى تفاهات أقامها أهل الأهواء لقتل وهج العقيدة الإسلامية ، وطمس معالم تاريخها وأمجادها ، وَبَتْرِِ حبلِ النجاةِ بين المسلمين وبين مولاهم الحق سبحانه وتعالى .
إن العدو لهذه الأمة ولعقيدتها يعلم علم اليقين أن الإسلام هو سر تفوق الأمة المسلمة ، وهو مفتاح نهضتها وقيامها من كبوتها ، ومن هنا جاءت حروبهم على دين الله قاسية ومريرة وطويلة ، وليس ضرر أبناء الأمة المرتدين ــ مع الأسف والأسى ــ بأقل من ضرر أمم الشر أو مايسمى بالدول العظمى في هذا العصر الحزين ، لأن ظلم ذوي القربى أشد ألما ، وأكثر أذى ، ولا حول ولا قوة إلا بالله . فهؤلاء هم الذين يحملون أوزارهم ، وأوزار مَن اتبعوا ضلالاتهم ، وفيهم يقول الله تعالى : ( ليحملوا أوزارهم كاملة يوم القيامة ، ومن أوزار الذين يضلونهم بغير علم ، ألا ساء مايزرون ) 25/النحل . إنهم خانوا الأمانة ، وأثاروا رياح الانشقاق بين أبناء العقيدة الواحدة ، وأشاعوا أفكار الفساد ليدحضوا دين الحق ، ولكن لاجدوى من أعمالهم هذه إلا الخسران الذي يلحق بهم يقول عزَّ من قائل : ( هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون ) 33/التوبة . ولو كره المشركون ، ولو كره أتباعهم في كل العصور ، إن التقدم العلمي ، والتألق الفكري ، والصفاء الروحي ، والاطمئنان النفسي ... تشهد الأيام أنها من ثمرات التقوى والأعمال الصالحات ولو كره المبطلون ... المبطلون الذين عمروا نفوسهم بالضغائن على هذا الدين الحنيف ، لقد طهر الإسلام نفوس الرعيل الأول من أوضار الجاهلية كلها من أوثانها وخمورها وفجورها وسفاسف أقوالها وأفعالها ، وأنشأ النفوس الكريمة التي عاشت توَّاقة للآفاق العليا في كل المجالات . وهذا هو السمو بالإنسانية والتحلي بالفضائل والمآثر التي لاتُجافيها إلا النفوس التي تغشاها البلادة والتعاسة . هذه النفوس الشريرة التي تحب التحرر من كل المكرمات والمحاسن التي نادى بها الإسلام . والتي لاتريد رداء العزة ولا حمائل الشرف والمروءة . إنه الذل النفسي والخنوع الذي ران على قلوبهم ، فأعمى بصائرهم ، ورماهم أذلاء على قارعة الطريق . فليس لديهم من حجة تقوى بها مكانتهم الاجتماعية ، وليس لهم من صدق فيما يدَّعون ، ولا من برهان على مايتفلسفون ! إن استنباطاتهم ماهي إلا هوس المغرور بقوة وهمية يعتقد أنها تحميه عند المنازلة ، منازلة مَن حباهم اللهُ بصدق العقيدة ، والغيرة على هذا الإسلام العظيم ، إنهم الأبرار الذين استنارت قلوبهم بالسبع المثاني والقرآن العظيم ، واعتزت نفوسُهم بنفحات النبوة العطرة التي تتثنَّى بها الأحاديث الشريفة ، وبدا في وجوههم الأمل الوضيء بالفرج القريب بمشيئة الله . إنَّ هؤلاء الأبرار يواجهون عدوَ الإسلام الداخلي ، وينازلون عدو الإسلام المتربص بهم في الشرق والغرب . فهم يحمون حياض الأمة ودينها ، ويرعون حق مقدساتها لكيلا تُنتَهك ، وحق نهضتها كيلا تنتكس ، وستنتصر ــ بمشيئة الله ــ كما انتصرت على الفرس والروم في عهدها الأول . فهؤلاء هم ورثة رسولهم صلى الله عليه وسلم الذين يحافظون على لباب المنهج الإسلامي الكريم ، ولو كلفهم ذلك بذل الأرواح الغاليات . فقد امتلأت نفوسُهم بمُثُل الإسلامِ ، وجاشت شراينُهم بدفقِ اليقين الذي لايعتريه الشك ، ولا يخالطه الوهن ، بل تُطلب التضحيات في سبيل الله ، فلم يبالوا بما يعتريهم على الطريق مهما طال ، ولم يدغدغ مشاعرهم داعي تأويل الأحداث الجِسام التي تحدق بالأمة أخطارُها ، بل إنهم أصحاب الوجه المشرق المنافي لوجه أتباع إبليس المظلم ، أولئك هم الأبرار الأخيار ، رغم الأفاكين والفجار ، أتباع إبليس الذين ارتدوا لباسه ، وظهروا بصورته البائسة في استكبارهم الكاذب : ( أناخير منه ... ) ، فهاهم يرعدون ويزبدون بباطلهم ، وبالأفضلية المذمومة التي التي أبعدتهم عن موقع الحق ، وطردتهم من ديوان أهل المعرفة . فهل ينتهي جنود إبليس عن اتباع الضلالات ؟ أما آن لهم أن يعلموا أن الشيطان لهم عدو مبين ؟ ألم ينه اللهُ آدم وحواء عن طاعة إبليس : ( وأقل لكما إن الشيطان لكما عدو مبين ) 22/ الأعراف . ثم جاء نهيُ الله تبارك وتعالى لكل بني آدم أن هؤلاء ارتضوا أن يكــــون لهم إبليس وليــــا يُطاع من دون الله فأخرجهم من ظلال الهداية إلى جحيم الضلالة : ( يابني آدم لايفتننكم الشيطانُ كما أخرج أبويكم من الجنة ... )27/ الأعراف . فهل يرعوون أم أنهم سيقولون لأهل الحق كما قال أسلافهم الهالكون : ( إنا بالذي آمنتم به كافرون ؟ ) 76/ آل عمران .
وسوم: العدد 777