إنَّ الله يدافع عن الذين آمنوا
بسم الله الرحمن الرحيم
قال تعالى *( إنَّ الله يدافع عن الذين آمنوا إنَّ الله لا يحب كل خوانٍ كفور )* [ الحج : 38 ]
إن الله سبحانه وتعالى الذي دافعَ عنكم حينما ثُرتم، وإن كان ما زالت طائفة منكم تحتَ السلاح، وآخرين تحتَ الخيام يعانون، وآخرين خلف الحدود، فإنه يجب عليكم الثبات على ما تحركتم من أجله، حيثُ أنكم *( أُمة وسطًا )* ، على الطريق المستقيم، وعلى منهاجِ قرانٍ عربيٍ غيرَ ذي عِوَج، فأي انحراف عنه، يعتبر خيانةً وكفراً *{ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ}* [الحج : 38 ]، وأما أحوالكم قبل أربعين سنة، التي عايشناها، فقد شملتها الآية الكريمة *{وَاذْكُرُوا إِذْ أَنتُمْ قَلِيلٌ مُّسْتَضْعَفُونَ فِي الْأَرْضِ تَخَافُونَ أَن يَتَخَطَّفَكُمُ النَّاسُ فَآوَاكُمْ وَأَيَّدَكُم بِنَصْرِهِ وَرَزَقَكُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ}* [الأنفال : 26]، وكذلك ذكَّرت الآية الكريمة الذين سَلِموا من الخطف والإعتقال،والقتل في السجون، وهاجروا في سبيلِ الله بقوله تعالى *{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ}* [الأنفال : 27] ، فإنكم وإن سَلِمتم من الخطفِ، والسجون، والموت في المعتقلات، فلا تَنسَوا أمانة الدينِ في أعناقكم، واثبتوا على الحق وإلّا خنتمُ الله ورسوله، وأمانة الدين التي في أعناقكم، بل الصبر الصبر، والثبات الثبات، وقولوا *{إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ (5) اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (6) صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ}* منهاجَ رسولِ الله وأصحابه، والحمد لله رب العالمين.
وسوم: العدد 814