تنويري .. بل ظلامي!
رسالة المنبر
????المحاور????
- ما من زمان إلا وقد وقعت فيه المعاصي والآثام، فليس ثمة عصمة لأحد إلا من عصمهم الله من أنبيائه الكرام .. والتوبة تغسل كل ذنب، فالتائب من الذنب كمن لا ذنب له، بل إنه من كرم الله تعالى على التائبين أنه " يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ ۗ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا" (الفرقان: 70).
- ولكن من جرأة البعض على ربه أنه لا يكتفي بالمعصية، بل يعتبرها أمراً حسناً طيباً .. ويرى في الطاعة والإنابة والاستقامة إنحرافاً وشذوذاً و(استنارة) .. كل ذلك من آثار وثمار انتكاس الفطرة التي فطر الله الناس عليها.
- عاشت البشرية بعد بعثة عيسى عليه السلام أكثر من خمسمائة عام حالة تصحر روحي وجفاف نفسي وإيماني، بسبب انقطاع الوحي من السماء .. وما جرى بإثر ذلك من تيه وضياع وفجور وبهتان وتزوير .. حتى أذنت إرادة الله تعالى بأن تستعيد الأرض روحها، وأن يشرق فيها نورها، وأن يستقيم مسارها، فبعث الهادي محمداً صلى الله عليه وسلم، قال تعالى: "وَكَذَٰلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِّنْ أَمْرِنَا ۚ مَا كُنتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَٰكِن جَعَلْنَاهُ نُورًا نَّهْدِي بِهِ مَن نَّشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا ۚ وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ" (الشورى: 52) .. وقال تعالى:" أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ" (122: الأنعام).
- هكذا هو الأمر تماماً؛ فما من نبي كريم إلا وجاء يحمل مصباحاً مضيئاً، وسراجاً منيراً؛ يمحو به الله تعالى ظلم الناس لأنفسهم، وظلام الجاهلية الذي أتعبهم، وظلمات الكفر والعهر والطغيان التي قضت على ما بقي منهم، قال تعالى في رسالة موسى عليه السلام:" إِنَّا أَنْزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ" (44 : المائدة)،
وقال في رسالة عيسى عليه السلام: "وَآتَيْنَاهُ الْإِنْجِيلَ فِيهِ هُدًى وَنُورٌ" (46: المائدة).
وقال في رسالة النبي صلى الله عليه وسلم: "وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُنِيرًا" (46: الأحزاب).
- أخطأ النصارى مرتين في السياق ذاته، حيث كانت الأولى حين قبلوا إطفاء نور دعوة عيسى عليه السلام بمجرد صعوده إلى الله تعالى، فقد أصغوا إلى ترهات اليهود فأضلوهم، وقالوا بأن عيسى هو الله أو هو ابن الله أو هو ثالث ثلاثة، وأطفأوا مصباح ضيائهم (الإنجيل) حين حرّفوه واستبدلوه بقبيح كلامهم .. أما المرة الثانية فكانت حين استبدوا باسم هذا الدين المزيف ببعضهم، فقد زادت سطوة رجال دينهم وتجبروا بالخلق، لاسيما في القرون الوسطى، مما جعل "دعاة التنوير" في ذاك الزمان يثورون على هذا الخداع الذي ينهب ويسرق ويستبد باسم الأب والابن والروح القدس.
- أما اليهود فخطاياهم لا تعد ولا تحصى، كيف لا وقد تعب موسى عليه السلام وغيره من الأنبياء الذين بعثهم الله تعالى لانتشالهم من ظلماتهم فأبوا، حيث كان التكليف واضح ومباشر بالنسبة له معهم: "أَنْ أَخْرِجْ قَوْمَكَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ" (5: ابراهيم)، وليتهم اكتفوا بجلب الظلام ومحو الضياء عن أنفسهم فقط، بل جعلوا رسالتهم إضلال الخلق وطمس أنوار الهداية من قلوب الناس وعقولهم، وذلك من خلال شهوات وشبهات نشروها كالزجاج المتناثر في عيون الناس عبر منابر التوجيه العالمية التي يسيطرون عليها اليوم، قال تعالى: "يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ ولو كره الكافرون) (٨: الصف).
- كانت ولا تزال وستبقى رسالة الإسلام رسالة نور وتنوير وضياء مهما عبث العابثون وحاول الظلاميون القدامى والجدد أن يحرفوها عن مسارها، فنور الله المتمثل بدعوة الإسلام والقرآن هو النور، وما سوى ذلك فعبث وتيه وظلمات، قال تعالى:
"قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ" (١٥: المائدة).
وقال تعالى: "أَفَمَنْ شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ فَهُوَ عَلَىٰ نُورٍ مِنْ رَبِّهِ" (٢٢: الزمر).
وقال تعالى: "يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمْ بُرْهَانٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُبِينًا" (174: النساء).
وقال تعالى: "الر كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ" (1: ابراهيم).
- ويبقى حال الضعفاء هزيلاً في كل شيء، فهم يستوردون بقصد الاستهلاك حتى من خصومهم، ولا يفكرون مطلقاً في إنتاج شيء .. حتى ما كان بالياً مستخدماً من الثياب والسيارات وغيرها يتم إعادة تكريره وتدويره واستخدامه في عالمنا نحن الضعفاء .. ولم يقف الأمر عند حدود استيراد ما نأكله ونشربه ونركبه ونلبسه؛ بل تعدى إلى استيراد المناهج والبرامج والثقافات والأفكار.
- ولاستيراد الأفكار في عالم الضعفاء طرائق شتى، فمنها ما ورثه المستغربون عن المستشرقين، ومنها ما يأتي بصورة هدايا ومنح وبعثات .. وكل ذلك وغيره إنما ينبعث من كنانة سهام الغزو الفكري الخبيث.
- لقد شبع أقوياء زماننا من أفكار قبيحة، وألقوا بمخلفاتها على عالمنا الضعيف، وصارت سمومهم بالنسبة لبعضنا كأنما هي الترياق والدواء .. فالشيوعية والعلمانية وما تفرع عنهما من مسميات كلها من ظلمات القوى البائسة، تم نقلها إلينا حرفياً عبر بعض النخب السياسية والثقافية.
- تحت ذريعة الحاجة إلى التجديد تارة، وذريعة محاربة التطرف والإرهاب تارة أخرى، وجد التنويريون المزيفون المقلَّدون (باعتبار أن التنوير الأصلي هناك وليس عندنا) البيئة خصبة لبث سمومهم ونشر أفكارهم الخبيثة .. فهم قد أصيبوا بالكآبة والداء ولا يحبون أن يروا غيرهم سعداء، وصدق الله: "وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِنْ نُورٍ" (٤٠: النور).
- إن أسوأ ما في الغزو الفكري على بلادنا وديننا أنه يستخدم مسميات ظاهرها فيه الرحمة وباطنه من قبله العذاب .. "ظلمات بعضها فوق بعض إذا أخرج يده لم يكد يراها" .. فالتنوير الذي جاءت بها الرسالات كلها يحكي الاستنارة، وأخذ قبس الهداية في المسارات الحياتية والأخروية كلها من الله العليم الحكيم .. أما تنويرهم فهو يحكي تحييد الدين (العلمانية)، والسير وفق ما تهوى الأنفس (الإلحاد)، والخضوع لثقافة الأقوى (العولمة)، ولنا في المحصلة المسمى قبل الإسم، والمعنى قبل المبنى، فلا يُخدع المسلم بأسماء جميلة تحمل معان قبيحة؛ فمهما قالوا في الجهاد بأنه إرهاب وفي الحجاب بأنه تخلف، وفي العهر الفكري بأنه ثقافة وفي الشذوذ بأنه حرية .. يبقى الجهاد جهاداً والحجاب حجاباً .. كما يبقى العهر عهراً والشذوذ شذوذاً ولو بعد حين.
- إن من جملة ما ينادي به التنويريون اليوم؛ المطالبة بإعادة قراءة التراث الديني .. ولا ضير في أصل الفكرة؛ فالسادة العلماء كلٌّ في مجاله وتخصصه لا يتوقف عن البحث والتحقيق والتدقيق ومواصلة الليل بالنهار لتنقية النصوص الشرعية من عوالقها .. وتجديد الدين أمر ثابت ومعروف، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ لِهَذِهِ الْأُمَّةِ عَلَى رَأْسِ كُلِّ مِائَةِ سَنَةٍ مَنْ يُجَدِّدُ لَهَا دِينَهَا" رواه أبو داود وهو صحيح، فكل عالِم مجتهد وفق الضوابط والأصول الثابتة يمارس دور التجديد في علمه، ليبقى دين الله صالحاً لكل زمان ومكان .. فلا مزاودة على أمتنا وثقافتنا في هذا الباب .. أما أولئك فيقصدون بالمراجعات والتجديد (حذف) الآيات أو الأحاديث أو القيم والأفكار والأحكام التي تصطدم مع أهوائهم وأهواء من وراءهم ممن "يمدونهم في الغي ثم لا يُقصرون" أو (حرفها) عن غاياتها ومقاصدها الربانية.
- ومن جملة ما ينادي به هؤلاء؛ فرضُ تدينٍ شكلي لا عمق فيه ولا روح؛ تدينٍ ينحصر في زمان ومكان محدد، ويأخذ إذناً خاصاً إذا أراد الخروج من ذاك الزمان والمكان ولو لدقيقة واحدة وتحت رقابة مشددة .. تدينٍ أمريكاني بامتياز .. تدينٍ لا علاقة له بالسياسة والاقتصاد، ولا حتى بحياتنا الاجتماعية وعلاقاتنا المباشرة وغير المباشرة .. ولا ندري في المحصلة هل هذا دين أم مجرد شيء مسجون في زنزانة مظلمة لا بصيص فيها ولا نور .. وهل نتج عن هذا التدين خير أم أنه صدّر لنا تطرفاً يمينياً (تشدد)، وتطرفاً يسارياً (تمييع)؟!!
- ومن جملة ما ينادي به هؤلاء؛ رفع الحجاب الساتر عن المرأة وإطلاقها، باعتبار أنه يحجب الضياء والنور عنها .. فلما كشفوا ستر الله عنها أصبحت محل أطماع الناظرين، أو لم تعد تلك العفيفة الطيبة التي يتمنى الاقتران بها الطيبون .. فعن أي تنوير يتحدثون وقد أظلمت بيوت كل تابع مصدق لهم وهم يذوقون مرارات الحيدة عن فطرة الله .. والنتيجة: تركت نساؤهم أنوثتهن، لكنهم لم يستطيعوا أن يصيروا رجالا .. مثلما ترك رجالهم رجولتهم لكنهم لم يستطيعوا أن يصيروا نساء .. فصار كلا الجنسين إلى جنس ثالث أقرب .. ونعوذ بالله من مسخ وخذلان .. قال تعالى: " وَلَا تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ ۚ لِّلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِّمَّا اكْتَسَبُوا ۖ وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِّمَّا اكْتَسَبْنَ ۚ وَاسْأَلُوا اللَّهَ مِن فَضْلِهِ ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا" (النساء: 32).
- إن تنوير هؤلاء أقرب إلى النار من النور .. فهم لا يستندون إلى دليل، ويركبون رؤوسهم في كل سبيل، قال تعالى مبيناً صفة هؤلاء ومصيرهم: "وَمِنَ النَّاسِ مَن يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلَا هُدًى وَلَا كِتَابٍ مُّنِيرٍ (8) ثَانِيَ عِطْفِهِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ اللَّهِ ۖ لَهُ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ ۖ وَنُذِيقُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَذَابَ الْحَرِيقِ" (الحج: 9).
- إن خداع هؤلاء لأنفسهم ومن يتابعهم لن يطول، ولسوف يذوقون مرارة التدليس والغش والكذب في الدنيا بمزيد من الذل والهوان .. وفي الآخرة .. بل في أول محطات الآخرة في قبورهم المظلمة، حين يقال لواحدهم: من ربك؟ فيقول: أمريكا ومن وراءها، ويقال له: ما دينك؟ فيقول: دينها وما يصدر عنها، فيقال له: وما رأيك في الرجل الذي بُعث فيك؟ فيقول: هو رجل ظلامي تركته وأنرت بعقلي وخبرتي وتجربتي حياتي!! .. عندئذ تفتح له طاقة من نور الجنة، ويقال له: هذا مقعدك منها وقد خسرته .. وطاقة من ظلام النار، فيقال له: هذا مقعدك من النار وقد لزمته .. وصدق رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم وهو يحكي حال الظالم لنفسه وغيره ومصيره: "الظلم ظلمات يوم القيامة" متفق عليه.
- أما المستنيرون بنور الوحي وبهدي السنة والسيرة المستنيرة، فهؤلاء أولاً ينعمون ببصيرة تنير دروبهم وتضبط مساراتهم في الدنيا، قال تعالى: " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِن رَّحْمَتِهِ وَيَجْعَل لَّكُمْ نُورًا تَمْشُونَ بِهِ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ۚ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ" (الحديد: 28)، وعند موتهم تضاء قبورهم ببركة أعمالهم ورضوان الله عليهم، أما يوم القيامة فتضاء لهم أرض المحشر وطريق الصراط وجنات الخلد، قال تعالى:" يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَىٰ نُورُهُم بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِم بُشْرَاكُمُ الْيَوْمَ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ۚ ذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمِ(12)".
- ليس هذا فحسب؛ بل يجري حوار يطلب فيه الظلاميون في الجحيم من النورانيين في الجنة شيئاً من نورهم، فيكون الجواب القاطع، قال تعالى:" يَوْمَ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ لِلَّذِينَ آمَنُوا انظُرُونَا نَقْتَبِسْ مِن نُّورِكُمْ قِيلَ ارْجِعُوا وَرَاءَكُمْ فَالْتَمِسُوا نُورًا فَضُرِبَ بَيْنَهُم بِسُورٍ لَّهُ بَابٌ بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظَاهِرُهُ مِن قِبَلِهِ الْعَذَابُ (13) يُنَادُونَهُمْ أَلَمْ نَكُن مَّعَكُمْ ۖ قَالُوا بَلَىٰ وَلَٰكِنَّكُمْ فَتَنتُمْ أَنفُسَكُمْ وَتَرَبَّصْتُمْ وَارْتَبْتُمْ وَغَرَّتْكُمُ الْأَمَانِيُّ حَتَّىٰ جَاءَ أَمْرُ اللَّهِ وَغَرَّكُم بِاللَّهِ الْغَرُورُ" (الحديد: ١٢-١٤).
-وختاماً
إن فكرة التنوير الجديد ما قامت إلا على التدليس والخداع، والله تعالى لا يصلح عمل المفسدين، والحذر واجب، فهؤلاء يضعون السم في الدسم، والاستعانة بالله ضرورة" رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا" (8: التحريم)، ولا يقف أمام موجات التدليس والخداع هذه إلا لزوم الاتباع ونفي الابتداع، قال تعالى: "فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ" (157: الأعراف).
وثبات الصدق والحقيقة، تلك التي يرى فيها الناس نور الله تعالى يمشي في الأرض، ويجلب الخير والضياء للناس، حتى لو اقتضى الأمر أن يموت المرء فداء ذاك النور، فيكافئوه الله تعالى بدوام النور فضلاً عن سائر البركات والحور، قال تعالى:" وَالشُّهَدَاءُ عِنْدَ رَبِّهِمْ لَهُمْ أَجْرُهُمْ وَنُورُهُمْ" (19: الحديد).
وسوم: العدد 856