منوعات روحية 884
حرام أم حلال
الغزل في ضوء سراج العسس
????جاءت امرأة الى الإمام أحمد بن حنبل ، فقالت : يا أباعبدالله ، إني امرأة أغزل
( غزل الخيوط لصنع الملابس ) في ضوء السراج ، فيمر بنا العسس ( رجال الشرطة ) بالليل يحملون مشاعل السلطان
أيحل لي أن أغزل على ضوء نارهم ؟
????فبكى الإمام أحمد بن حنبل و قال لها : من أنت ؟! ،
فقالت : أخت بشر الحافي ،
فقال لها : من بيتكم يخرج الورع الصادق ، لا تغزلي علي شعاعها .
☄ بكى الإمام أحمد بن حنبل لهذا السؤال الدقيق جدا ، و خوف هذه المرأة من أن تقع في شبهة الحرام ، دعك من الحرام !!!
و عندما علم أن مثل هذه المرأة لا يمكن أن تكون نشأتها إلا في بيت إيماني ، تأكد له ذلك عندما أجابته بأنها أخت بشر الحافي ،ذلك الرجل الصالح ، أجابها بقدر مقامها و إن كان الأمر يجوز ، أجابها بألا تغزل ، لأن بيتها عرف بالورع الصادق .
⭕ الورع ثلاث مراتب :
- اجتناب الحرام
- اجتناب الشبهات
- ترك بعض المباح خشية الوقوع في الشبهات
أي إيمان كانوا يحملون ، و أي غيبوبة نعيش فيها نحن ؟
*********************************************
حكمة بالغة
ما مات من زرع الفضائلَ في الورى ...
بل عاش عمراً ثانياً تحت الثرى ...
فالذِّكْــرُ يُحْيي ميِّتاً ولرُبَّــما ...
مات الذي ما زال يسمع أو يرى
اسعد الله اوقاتكم بكل خير
*********************************************
في الصلاة التفاتان مثيران للانتباه لو وعاهما المصلي لاستقام عمود دينه، ولصلح أمره وسعدت أمته. أحدهما أول صلاته وثانيهما في خاتمتها: 1ـ {إياك نعبد} ابتدأت الفاتحة بالثناء على الله بلغة الغائب: {الحمد لله رب العالمين} لله أي هو، ولما وصل الأمر إلى العهد مع الله بأن لا يعبد العبد أحداً سواه، كان الالتفات إلى لغة المخاطب ليستحضر المصلي ربه ليخاطبه وكأنه يراه ليعاهده عهداً يتعذر معه أن ينقضه:{إياك نعبد} وبتقديم إياك لتكون العبادة حصراً لله دون سواه. 2ـ ((السلام عليك أيها النبي)) وفي التحيات: (( التحيات لله والصلوات)) لله أي له هو سبحانه، أي بصيغة الغائب، ولكن عند التسليم على النبي ﷺ وقد اقترب من نهاية رحلته العلوية المباركة التفت من الغيبة إلى الخطاب، ليكون التسليم وكأنه على حاضرمشاهد، ليودع المصلي صلاته وينهي رحلته بلقاءين حبيبين: اللقاء الأول بالله ومعاهدته، واللقاء الثاني برسوله والتسليم عليه. اللهم اجعلنا ممن يقيم صلاته، ويستمتع بلقائك والسلام على نبيك، لنَسعَد ونُسعِد. اللهم آمين.( محمود فؤاد طباخ)
*********************************************
درة تفسيرية
سأل الطلاب شيخهم المفسر :
مُحَمَّد الطَّاهِرُ بْنُ عَاشُور
المتوفى سنة 1393هـ رحمه الله تعالى
ما الفرق بين قوله تعالى :
( يريدون أن يطفؤوا نور الله بأفواههم ويأبى الله إلا أن يتم نوره) التوبة
وقوله تعالى :
( يريدون ليطفؤوا نور الله بأفواههم والله متم نوره) الصف ؟
فقال رحمه الله تعالى :
الفرق بين الآيتين هو كالآتي :
أن آية التوبة في الكفار،
وآية الصف في المنافقين.
فالكفار يحاربون الإسلام صراحة (يريدون أن يطفؤوا نور الله)
(ويأبى الله إلا أن يتم نوره). .. الآية
وأما المنافقون فحربهم غير مباشرة فهم يعملون مشاريع وخطط وأساليب (ليطفؤوا نور الله)
( والله متم نوره) .. . الآية
فلما كانت إرادة الكفار صريحة قوبلوا بإرادة صريحة (ويأبى الله)
وأما المنافقون فلما كان قصدهم بمشاريعهم وخططهم إنقاص الدين قوبلوا بنقيض قصدهم
( والله متم نوره ).
وفي هذا بشارة لأهل الإسلام بالانتصار الدائم على أعداء الدين سواء كانوا ظاهرين أو مندسين .
فأبشروا فإن دين الله متين .
وأن الحق سينتصر
وإن الله سبحانه وتعالى ليملي للظالم
حتى إذا أخذه لم يفلته إن أخذه أليم شديد .
وسوم: العدد 884