دروس في فقه الجهاد والقيادة الراشدة 7
دروس في فقه الجهاد والقيادة الراشدة
الخبرة القتالية ، والكفاءة الميدانية ( 7 )
د. فوّاز القاسم / سوريا
لم يكن الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم ، قائداً ستراتيجياً بارعاً فحسب ، بل كان قائداً ميدانياً من طراز متميّز أيضاً ..!
فلقد قاد بنفسه أكثر من تسعة وعشرين غزوة ، وسيّر من البعوث والسرايا ، حوالي ستة وخمسين سريّة ، كل ذلك في غضون عشرة أعوام ، أي أنه كان يفجِّر معركة كل شهر تقريباً ، ولم يخسر منها معركة واحدة .!!!
ولقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يطبق في معاركه العسكرية أروع أساليب القتال ، وأحدث فنون العسكرية في عصره ، وهذه مجرد نماذج لبعض تلك الأساليب
* السرية والكتمان والمباغتة :
لقد تعرّض رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأصحابه الكرام رضوان الله عليهم ، لثلاث هجرات ، طبقوا فيها أروع أساليب السرية والكتمان .
وكذلك كانت حاله في ساحات القتال والجهاد ، فلم يكن يريد غزوة إلا ورّى بغيرها وذلك إمعاناً في السرية ، ولغرض تحقيق عنصر المفاجأة والمباغتة في الحرب .
وكانت عيونه الساهرة ( مخابراته) تنقل له أخبار قريش وحلفاءها أولاً بأول ، ولم يحدث أن تجمعوا للإغارة عليه ، إلا باغتهم في أماكنهم ، ففرّق شملهم قبل أن تكتمل خططهم .
ولقد ذكرنا أنه قاد بنفسه أكثر من تسعة وعشرين غزوة ، وسيَّر حوالي ستة وخمسين سريّة ، أي كان يفجر معركة في كل شهر تقريباً ، ولم يخسر منها معركة واحدة ، فهل يتم ذلك إلا بناءً على تخطيط مبدع ، ومخابرات متفوّقة !؟
قال ابن اسحاق : وتجهز الرسول صلى الله عليه وسلم لفتح مكة ، وأمر الناس بالجد والتهيؤ ، وقال : (( اللهم خذ العيون والأخبار عن قريش ، حتى نبغتها في بلادها )).
وبينما كان المسلمون يتجهزون للفتح ، إذ أرسل حاطب بن أبي بلتعة رسالة إلى قريش يعلمهم فيها بنيّة رسول الله صلى الله عليه وسلم بغزوهم ، ولقد كانت هذه من حاطب رضي الله عنه ، هفوة عظيمة ، لو تمت لأحبطت كل مخططات الرسول صلى الله عليه وسلم وتدابيره .!
ولكن سرعان ما نزل الوحي وأخبر النبيَ الكريم بالحادثة ، فأرسل النبيُ الكريم صلى الله عليه وسلم ، علياً والزبير رضي الله عنهما ، فاسترجعا الرسالة قبل أن تصل إلى قريش ، في القصة المشهورة .
وفعلاً ، فقد كان للنبي الكريم صلى الله عليه وسلم ما أراد من مفاجأة قريش على حين غرّة من أمرها ، وكان الفتح العظيم ، الذي أذل الشرك في مكة ، واقتلع الأصنام من جزيرة العرب إلى الأبد .
* القوة والردع العسكري :
يخطيء كثيراً من يظن ، بأن الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم ، كان مجرد واعظ يلقي بمواعظه البليغة في الهواء ويمضي في طريقه . أو مجرَّد ناسك متبتل ، تملأ قلبه الرحمة ، فيوزعها يميناً وشمالاً ، على من يستحق ، أو لا يستحق من الناس.!
لا .. أبداً .. فالرسول الكريم صلى الله عليه وسلم ، كان قائداً رائعاً ، جمع في شخصيته الفذة ، كل مواصفات المؤمن الرباني ، فهو زاهد متبتل في محاريب الإيمان ، ولكنه أسد هصور في ميادين القتال والجهاد ..
ولقد تلقى أوامر الوحي في سورة الأنفال ، التي نزلت تعقيباً على معركة بدر ، في السنة الثانية للهجرة : (( وأعدوا لهم ما استطعتم من قوةٍ ومن رباطِ الخيلِ ، ترهبونَ به عدوَّ الله وعدوَّكم ، وآخرين من دونهم ، لا تعلمونهم ، الله يعلمُهم )) . فبادر إلى تطبيقها بأعمق ما يكون الفهم ، وأروع ما يكون التطبيق .
فها هو يؤدب المعتدين على مدينته المنوّرة ، المروعين لإخوانه ، الخائنين لمعروفه ، فيقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف ، ويصلّبهم في جذوع النخيل ، ويثمل أعينهم ، ليكونوا عبرة لكل خائن وغادر وجبان .!
قال ابن هشام : قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، نفر من قيس كبة ، من بُجيلة ، فاستوبؤوا في المدينة ، وطحلوا فيها ( أي أصابهم نوع من الوباء ، كان يترافق مع تضخم الطحال لدى المريض ).
فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم : لو خرجتم إلى اللِّقاح ، فشربتم من ألبانها فخرجوا .
فلما صحّوا ، وانطوت بطونهم ، عدَوا على راعي رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فذبحوه ، وغرزوا الشوك في عينيه ، واستاقوا اللِّقاح ، وهربوا .!!!
فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم في آثارهم ، كُرْز بن جابر ، فلحقهم ، فأتى بهم رسولَ الله ، مرجعه من غزوة ذي قَرَدْ ، فقطع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أيديهم وأرجلهم من خلاف ، وسمل أعينهم .! هشام2 (641)
ولقد ثبت عنه صلى الله عليه وسلم ، أنه قتل بعض أعدائه صبراً ، وأهدر دماء البعض الآخر ، من الموغلين في الإساءة للإسلام ، فأمر بقتلهم يوم الفتح ، حتى لو وُجدوا معلّقين بأستار الكعبة المشرَّفة .!
وخرّب ممتلكات ثقيف في الطائف ، ودك حصونها بالدبابات والمنجنيقات ، وذلك عقوبة لهم على ما فعلوا بالمسلمين يوم حُنَيْن .! وكان يقول : (( لا يُلدَغُ المؤمنُ من جُحرٍ مرّتين )) . البخاري ومسلم
ويقول : (( نُصرتُ بالرُّعبِ مسيرة شهر )). البخاري
* الأمن والحراسة :
لقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قائداً فطناً ، يأخذ بكل أسباب الحيطة والحذر ليمنع أعداءه من أن يصيبوا منه غرّة ، فقد أخرج الشيخان ، عن أنس رضي الله عنه ، قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس ، وأشجع الناس ، ولقد فزع أهل المدينة ذات ليلة ، فانطلق الناس قِبَل الصوت ، فتلقَّاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم راجعاً ، وقد سبقهم إلى الصوت ، وهو على فرس لأبي طلحة رضي الله عنه يجري وفي عنقه السيف ، وهو يقول : لم تراعوا ، لم تراعوا .!!!
وكان يؤَمِّنُ أصحابه في أسفارهم ، ويأمر الجيوش باتخاذ الحرس في الغزوات .
كما كان يؤمّن ، حتى النساء والذراري ، في حروبه ، ليمنع الأعداء من أن يصلوا إليهم ، فيفُتّ ذلك في عزائم المجاهدين ، وينال من معنوياتهم .
* تطبيق مباديء علم النفس العسكري :
لقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يراعي الجانب النفسي والمعنوي في القتال مراعاة فائقة ؛ فيعمل كل ما من شأنه أن يرفع معنويات جنوده ، ويبذل كل ما بوسعه لتحطيمها في الجانب المعادي.
قال ابن اسحاق يروي قصة نقض يهود بني قريظة لمعاهدتهم مع المسلمين يوم الأحزاب .
فلما انتهى الخبر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، بعث سعد بن معاذ ، وكان يومئذ سيد الأوس ، وسعد بن عبادة ، وكان يومئذ سيد الخزرج ، ومعهما عبد الله بن رواحة ، وخوّات بن جبير ، فقال :
انطلقوا ، حتى تنظروا أحقٌ ما بلغنا عن هؤلاء القوم ، أم لا ؟
فإن كان حقاً ، فالحنوا لي لحناً أعرفه ، ولا تفتّوا في أعضاد الناس، وإن كانوا على الوفاء فيما بيننا وبينهم ، فاجهروا به للناس .
قال : فخرجوا حتى أتوهم ، فوجدوهم على أخبث ما بلغهم عنهم ، ثم أقبلوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فسلموا عليه ، ثم قالوا : ( عُضَل والقارة ) ، أي كغدر عضل والقارة بأصحاب الرجيع .!
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
(( ألله أكبر .. أبشروا ، يا معشر المسلمين )) . هشام 2 (222)
وكذلك فعل يوم فتح مكة مع أبي سفيان ، زعيم الشرك فيها ، حيث مارس معه حرباً نفسية رهيبة ، إذ حبسه في فم الوادي ، وأخذت كتائب الإيمان تمر عليه فيراها ، فكانت تلك من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، لفتة نفسيّة عسكريّة مدهشة ، حطمت أعصاب الرجل ، وهو زعيم مكَّة ، وسحقت معنوياته ، ودفعته هو وقومه إلى الاستسلام بدون أية مقاومة .!!!
* خصوبة الذهن العسكري ، وابتكار أساليب قتالية جديدة :
هنالك من القادة من تكال لهم المدائح والإطراءات ، وتلهج وسائل الإعلام بذكرهم ، ويصير حديثهم على كل لسان ، ويوصفون بأنهم قادة تاريخيون ، أو قادة يعيشون عصرهم .! ولعمرو الله ، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، لم يكن يعيش عصره فحسب ، بل كان يغنيه ، ويثريه ، ويقوده ، ويرشّده .!!
ففي الجانب العسكري مثلاً ، ما كانت العرب تعرف أكثر من أسلوب الكرِّ والفرِّ في معاركها ، فابتكر رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أسلوب الصفِّ في بدر ، وأسلوب التعبئة في أحد ، وأسلوب الخندق يوم الأحزاب.
ولما استعصت عليه حصون اليهود ، أرسل مجموعة من أصحابه لتعلم صناعة الدبابات والمنجنيقات ، في جُرَش ، من الأردن ، وفعلاً ، لم يعد أصحابه إلا بعد أن تعلموا صناعتها ، فدك بها رسول الله صلى الله عليه وسلم ، حصون الطائف ، فكان بذلك أول من استخدم الدبابات ( الجمال المجلّلة التي تخيف الأعداء) ، ورمى بالمنجنيقات من العرب .!! هشام2 (483)
* الإستطلاع في عمق العدو :
لا يمكن لأي قائد مهما أوتي من صفات النبوغ والعبقرية ، أن يضع خطة ناجحة ، ما لم يعتمد على معلومات أكيدة وحديثة عن العدو .
ولقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يعتمد في وضع خططه العسكرية ، وعملياته الجهادية ، على معلومات من عمق العدو ، فكان يقوم بالاستطلاع بنفسه في كثير من الأحيان ، أو يكلف به الثقاة والشجعان من أصحابه وجنوده ، أو يحصل على المعلومات من أسرى العدوّ .
قال ابن اسحاق يحدث عن رحلة الرسول صلى الله عليه وسلم لملاقاة المشركين في بدر : فركب هو ورجل من أصحابه ، قال ابن هشام : الرجل هو أبو بكر الصديق رضي الله عنه. حتى وقف على شيخ من العرب ، فسأله عن قريش ، وعن محمد وأصحابه ، وما بلغه عنهم . فقال الشيخ : لا أخبركما حتى تخبراني ممن أنتما ؟ فقال الرسول صلى الله عليه وسلم : إذا أخبرتنا أخبرناك .
قال : أذاك بذاك ؟ قال : نعم .
قال الشيخ : فإنه بلغني أن محمداً وأصحابه خرجوا يوم كذا وكذا ، فإن صدق الذي أخبرني ، فإنهم اليوم بمكان كذا وكذا ، للمكان الذي به رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه فعلاً وواقعاً .!
وبلغني أن قريشاً خرجوا يوم كذا وكذا ، فإن كان الذي أخبرني صدقني ، فإنهم اليوم بمكان كذا وكذا ، للمكان الذي فيه قريش أيضاً فعلاً وواقعاً .!
فلما فرغ من خبره ، قال : ممن أنتما ؟
فقال الرسول صلى الله عليه وسلم : نحن من ماء ، ثم انصرف .!
قال : فجعل الشيخ يكلّم نفسه ويقول : ما من ماء .! أمن ماء العراق .!؟
هشام 2 (616)
وقال أيضاً : قال رجل من أهل الكوفة لحذيفة بن اليمان : يا أبا عبد الله ، أرأيتم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وصحبتموه .!؟ قال : نعم يا بن أخي ، قال : فكيف كنتم تصنعون ؟
قال : والله لقد كنا نجهد ؛ قال : والله لو أدركناه ، لما تركناه يمشي على الأرض ، ولحملناه على أعناقنا .!
فقال حذيفة : يا بن أخي ، والله لقد رأيتنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بالخندق ، وصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم هويّاً من الليل ، ثم التفت إلينا فقال : (( من رجل ، يقوم فينظر لنا ما فعل القوم ، ثم يرجع ، يشرط له رسول الله صلى الله عليه وسلم الرجعة ، أسأل الله أن يكون رفيقي في الجنة )).!!!
قال : فما قام أحد ، من شدّة الخوف والجوع والتعب .!
فقال : قم يا حذيفة . قال : فلم يكن لي إلا أن أقوم ، إذ سماني رسول الله صلى الله عليه وسلم . ثم ساق القصة المعروفة ، التي دخل فيها حذيفة رضي الله عنه في معسكر المشركين ، وتعرف على أخبارهم عن كثب ، ورجع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، بأخبار انهيار معنوياتهم ، وهزيمتهم النفسية ، واندحارهم .!
وكذلك فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم مع هوازن ، يوم سمع بحشودهم له بعد فتح مكة ، فبعث إليهم عبد الله بن أبي حَدْرَدْ الأسلمي ، وأمره أن يدخل في الناس ، فيقيم فيهم ، حتى يعلم علمهم ثم يأتيه بخبرهم .
فانطلق ابن أبي حدرد ، فدخل فيهم ، فأقام فيهم ، حتى سمع وعلم ما قد أجمعوا له من حرب رسول الله صلى الله عليه وسلم . وسمع من أمر زعيمهم ، مالك بن عوف وأمر هوازن ما هم عليه ، ثم أقبل حتى أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأخبره الخبر ، فتجهز في اثني عشر ألف مقاتل وزحف إليهم .
ولقد كان صلى الله عليه وسلّم يمارس الاستطلاع في عمق العدوِّ ، بكل ما جادت به قريحته العبقرية من أساليب ، منها مثلاً المجموعات الاستشهادية ، التي يسمّونها اليوم ( المجموعات الانتحارية) أو ( الكوماندوس ).!
ولعلَّ أروع مثال عليها ، هي مجموعة الرسالة المختومة ، فقد أرسل النبي القائد صلى الله عليه وسلم ، مجموعة من أصحابه ، على رأسهم عبد الله بن جحش رضي الله عنهم جميعاً ، وزوده برسالة مختومة ، وأمره أن لا يفضّها إلا بعد مسيرة يومين ، فإذا فتحها ، وفهم ما فيها ، مضى في تنفيذها ، دون أن يستكره أحداً من أصحابه ، وفعلاً ، فقد فتح الأمير الرسالة في الموعد المحدَّد ، فإذا مكتوب فيها:
(( بسم الله الرحمن الرحيم : إذا نظرت في كتابي هذا ، فامض حتى تنزل نخلة ( موضع قريب من مكة ) فترصَّد لنا قريشاً ، وتعلَّم لنا من أخبارهم )) ، عندها أطلعهم الأمير على مضمونها ، وخيَّرهم في المسير معه ، أو الرجوع إلى أهلهم ، ثم مضى في سبيله ، فما تخلَّف عنه أحد من أصحابه .
* الحرب خدعة :
لقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يجيز في أوقات الجهاد والحرب من الأساليب ، ما لا يجيزه في غيرها من الأوقات ، ومنها التورية ، والخدعة .
فلقد رأينا في قصة الرسول صلى الله عليه وسلم مع الشيخ يوم بدر ، كيف استخدم أسلوب التورية من غير كذب .
وكذلك فعل مع نُعَيم بن مسعود ، يوم الأحزاب .
قال ابن اسحاق : وأقام رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه ، فيما وصف الله من الخوف ، والشدة ، لتظاهر عدوهم عليهم ، وإتيانهم إياهم من فوقهم ، ومن أسفل منهم .
قال : ثم إن نُعَيم بن مسعود وهو من غَطَفان ، أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : يا رسول الله ، إني قد أسلمت ، وإن قومي لم يعلموا بإسلامي ، فمرني بما شئت .!
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( إنما أنت فينا رجل واحد ، فخذّل عنّا إن استطعت ، فإن الحرب خدعة )) .هشام 2 ( 229 )
وفعلاً ، خرج نُعَيم حتى أتى بني قُرَيْظة ، وكان لهم نديماً في الجاهلية ، فأوغر صدورهم على المشركين ، ثم خرج حتى أتى قريشاً ، فأوغر صدورهم على اليهود أيضاً ، وكذلك فعل مع قومه غَطَفان .
فبثّ الفرقة والشقاق في صفوف الأحزاب ، وقذف الله الرعب في قلوبهم ، فكان ذلك بعد تأييد الله وعونه ، من أهم أسباب هزيمتهم واندحارهم ..