(ولا يُسألُ عن ذنوبهمُ المجرمون)
“ ولا يُسألُ عن ذنوبهمُ المجرمون" القصص الآية 78
قال القرطبي : لا يُسألون سؤال استعتاب كما قال: (ولا هم يُستعتبون)الجاثية 35.(فما هم من المُعتبين) فصِّلت 24،وإنما يُسألون سؤال تقريع وتوبيخ،لقوله:( فوربك لنسألَنَّهم أجمعين عما كانوا يعملون)الحجر92،قاله الحسن ( البصريُّ).
وقال مجاهد: لا تُسأل الملائكةُ غداً عن المجرمين ،فإنهم يُعرفون بسيماهم،فإنهم يُحشرون سودَ الوجوه زرقَ العيونِ،
وقال قتادةُ: لا يُسأل المجرمون عن ذنوبهم لكثرتها وظهورِها،بل يدخلون النار بلا حساب.
وقيل: أُهلكَ من أُهلك من القرون عن علمٍ منه بذنوبهم،فلم يحتجْ لمسألتهم عن ذنوبهم.
وقال الصابوني في صفوة التفاسير: لا حاجة أن يسألهم الله عن كيفية ذنوبهم وكميّتِهالأنه عالم بكل شيء،ولا يتوقف إهلاكُهم على سؤالهم،بل متى حقَّ عليهم العذابُ أهلكهم بغتة.
ويقول سيد قطب :فإن كان ذا قوة ومالٍ( قارون) فقد أهلك الله من قبله أجيالاً كانت أشد منه قوة وأكثر مالاً،وكان عليه أن يعلم هذا،فهذا هو العِلمُ المنجي، فليعلم، وليعلم أنه هو وأمثاله من المجرمين أهونُ على الله حتى من أن يسألهم عن ذنوبهم،فليسوا هم الحَكَمَ ولا الأشهادَ.
أقول: إن الله تعالى يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور، يعلم إجرام المجرمين ، وإفسادهم، فيملي لهم حتى إذا أخذهم لم يفلتهم، فالله تعالى يمهل ولا يُهملُ، فإذا جاء الحساب أخذهم أخذ العالم بهم الخبير بأعمالهم ، لا يسألهم عما فعلوه ، فالأمر واضح ليس فيه خفاء،
اللهم بك الحَوْل وبك الطَّوْل ، لجأنا إليك واعتمدنا عليك، فخذ أعداءك وأعداءنا أخذ عزيز مقتدر وأرنا فيهم يوماً كيوم عاد وثمود.
وسوم: العدد 886