هُنَا عَرَافَات
مِنْ هُنَا مِنْ جَنَباتِ مَيْدَانِ الحَجِّ الأكْبَرِ ..مِنْ هُنَا مِنْ رِحَابِ عَرَفَةٍ حَيْثُ تَلْتَقي مُواكبُ الحَجِيجِ مِنْ كُلِّ فَجٍ عَمِيقٍ .. مِنْ هُنَا حَيْثُ يَنْعَقِدُ أكْبَرُ وأجَلُّ وأقْدَسُ تَجْمُعٍ للنَّاسِ.. بِدَعْوةٍ جَلِيلَةٍ قُدْسِيَّةٍ مِنْ رَبِّ النَّاسِ رَبِّ العَالَمينِ.. مِنْ هُنَا مِنْ عَرَفاتٍ مِنْ الصَدْرِ الأَرْحَبِ للكَعْبَةِ البَيْتِ الحَرَمِ ..مِنْ هُنَا مِنْ الحُضْنِ الحَنَونِ الأَرْحَمِ حُضْنِ بَيْتِ اللهِ العَتِيقِ الْكَعْبَةِ المُشَّرفَةِ.. حَيثُ لا يُسْمَعُ إلاَّ صوتٌ واحِدٌ ..الصَوتُ الذي لا يَعْلُو عَلَيه صَوتٌ غَيْرُه :" لَبَّيْكَ اللَّهُمَّ لَبَّيْكَ، لَبَّيْكَ لاَ شَرِيكَ لَكَ لَبَّيْكَ، إِنَّ الْحَمْدَ، وَالنِّعْمَةَ، لَكَ وَالْمُلْكَ، لاَ شَرِيكَ لَكَ". أَجلْ.. فالخَلائقُ كُلُّها هُنَا تُرَدِدُ: هَا نَحْنُ يَا رَبُ ٌضدْ جِئْنَاكَ نَرْجو رَحْمَتَكَ وَغُفْرَانِكَ.. جِئْنَاكَ طَائِعِينَ مُلَّبينَ دَعْوتَك لِعبَادِكَ عَلَى لِسَانِ نَبِيكَ وخليلكَ سَيْدنَا إبراهيم عليه الصَلَاةِ والسْلَامِ في قَوْلِكَ سُبْحَانَكَ :" وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَىٰ كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ ".أجل مِنْ هُنَا مِنْ جَبَلِ عَرَفَاتٍ حَيْثُ وقَفَ عَلَى صَخْرةٍ مِنْ كَبِدِهِ سَيدُنَا ورَسُولُنَا محمد صلى الله عليه وسلم لِيُعْلِنَ مِنْ وراءِ أربَعَةَ عَشَرَةَ قَرْنَاً وِنِيَّف أَوْلَ مِيثَاقٍ رَبَّانِيٍّ عَالَميٍّ للعَدْلِ والأمْنِ والسْلاَمِ جاءِ فيهِ:
- أَيُّهَا النَّاسُ: إنَّ ربَكم واحدٌ. مُؤكداً وحدةَ مَصدريِّةِ الإيمانِ.
- أَيُّهَا النَّاسُ: إنَّ أبَاكم واحدٌ. مؤكدًا وحدةَ الأخوةِ الإنسانيِّةِ.
- أَيُّهَا النَّاسُ: إنَّ دِمَاءَكم وأموالَكم عَليكم حرامٌ. مُؤكداً قُدسيَّةَ حياةِ الإنسانِ ومُمْتَلَكَاتِه.
- أَيُّهَا النَّاسُ: إنَّ اللهَ قد حرَّم الرِبَا. مُؤسساً لِنظامٍ اقتصاديٍّ عالميٍّ آمنٍ.
- أَيُّهَا النَّاسُ: استوصوا بالنساءِ خيراً. مُؤكداً مَكانَةَ المرأةِ في المجتمعِ.
- أَيُّهَا النَّاسُ: إنَّ في السْنَةِ أربَعةَ أشْهُرٍ حُرمٍ. مؤكداً ثقافةَ السلامِ وسلامةِ البيئةِ.
- أَيُّهَا النَّاسُ: إنَّ اللهَ قد حَرَّمَ الظُلمَ عَلى نفسهِ وعلى النَّاسِ. مُؤكداً قُدْسيَّة العَدْلِ.
أجلْ هَذهِ الأعْمِدَةُ السَبعَةُ بَشرَّ بِها رَسولُ الهُدى والرحَمَةِ.. رَسُولُنَا وسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم لِتَكونَ أساساً لِميثاقٍ إنْسَانيٍّ راشدٍ .. يُقيمُ تَعَايُشَاً عَالَميّاً عَادِلاً وآمِناً.
وسوم: العدد 888