وبشِّر المخبتين
المخبت: المتواضع الخاشع من المؤمنين( مختار الصحاح)
قال عمرو بن أوس: المخبتون الذين لا يَظلِمون: وإذا ظلمهم إخوانهم لم ينتصروا.(القرطبي)
قال مجاهد: هم المطمئنّون بأمر الله عز وجلّ.( ابن كثير)
وقال الثوري:المطمئنون لقضاء الله المستسلمون له ( ابن كثير)
ومن أفضل صفاتهم التي لأجلها يُبَشّرون برحمة الله؟
- الذين إذا ذُكر الله وجلت قلوبُهم:والوجل :الخوف والحذر من المخالفة ،والوجل من الله لقوة يقينهم ومراعاتهم لربهم، وكأنهم بين يديه.)والوجلُ كذلك خوف ممتزج بالمحبة، فالمخبتون يخافون الله ويحبونه.
- والصابرين على ما اصابهم: فهم راضون بقدر الله،مطمئنون إلى حكمه وقضائه.
- والمقيمي الصلاة : التي تؤدى كما ينبغي بأركانها،مع التدبر والفهم والوعي.
- ومما رزقناهم ينفقون: يزكون أموالهم، ويعرفون حق الفقير والمسكين فيتصدقون قاصدين وجه الله ومثوبته، راغبين بكرمه وإحسانه.
ومما قاله القرطبي رحمه الله : وهذه حالةُ العارفين بالله ،الخائفين من سطوته وعقوبته،لا كما يفعله الجُهّال العوام والمبتدعةُ الطَّغام ُمن (الزعيق والزئير،ومن النهاق الذي يشبه نِهاقَ الحمير)، فيُقالُ لمن تعاطى ذلك وزعم أن ذلك وجدٌ وخشوعٌ: إنك لم تبلغ أن تُساوي حال رسول الله صلى الله عليه وسلم ،ولا حال أصحابه في المعرفة بالله والخوف منه والتعظيم لجلاله، ومع ذلك كانت حالُهم عند المواعظ الفهمَ عن الله والبكاءَ خوفاً من الله.
وكذلك وصف اللهُ أهل المعرفةعند سماع ذكره وتلاوة كتابه ،ومن لم يكن كذلك فليس على هديِهم ولا على طريقتهم،
قال تعالى: وإذا سمعوا ما أُنزل إلى الرسول ترى أعينهم تفيضُ من الدمع مما عرَفوا من الحق، يقولون ربنا آمنا فاكتبنا مع الشاهدين
فهذا وصفُ حالهم وحكايةُ مقالهم ، فمن كان مُسْتنّاً فلْيستَنَّ ، ومن تعاطى أحوال المجانين والجنون فهو من أخسِّهم حالاً، والجنون فنون.../انتهى قول القرطبي/ ..
اقوا:ولعل الكثيرمنكم اطّلع على فعل العوام من (مشايخ الجهل) وأتباعهم،مما يؤلم القلب ،فإنهم يعطون انطباعاً خاطئاً وصورة سيئة عن الإسلام لغير المسلمين،فيبعدونهم بجهالاتهم هذه عنه،ولا حول ولا قوة إلا بالله..
وسوم: العدد 893