تحية الصيام
تحية الصيام مثل.. "بارك الله طاعتكم وتقبل صيامكم وقيامكم.."، وتبادل التحايا أصل في حياة المسلمين. وأساس في ترسيخ علاقات التعارف والمحبة والود بينهم.
والذين يقصرون التحايا، قصورا منهم، على الصيغة التي وردت بصيغتها المحددة، السلام عليكم، لم يقرؤوا،بفقهٍ، قولَه تعالى: (وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا..)
وتنكير "تحية" في الآية الكريمة، تنكير تعميم، أي تحية يبذلها أخ لأخيه: بسمة أو تعبير أو دعاء أو أمنية أو هدية مادية صغرت أو كبرت. وفقه التحايا في الإسلام؛ أن البدء بها مسنون وأن ردها واجب؛ على من بذلت له.
وإذ يرسل إليك أحدهم سطرا مطلعه "السلام عليكم"؛ فلا تتساهل أن ترد بقولك وعليكم السلام.
وما يتبادله المسلمون من عبارات التحية والصلة والود في المناسبات الاجتماعية، الأفراح والأحزان، والمناسبات الخاصة من تحقيق نجاح أو شفاء من مرض، أو ذات الطابع الشرعي مثل يوم عيد أو هلال شهر، أو إطلالة رمضان، أو حولان حول، أو ذكرى من ذكريات التاريخ كل ذلك محطة من محطات تبادل التحايا، ولكل ذلك حضوره وذوقه ومقتضاه. تقول على رأس الحول: كل عام وأنتم بخير، وتقول مع عودة العيد: أعاده الله عليكم باليمن والبركة والفرح والسرور. وتقول مع مطلع الهلال كل شهر: هلال خير ورشد. أهله الله علينا وعليكم باليمن والإيمان والسلامة والإسلام وجعله شهرا مباركا علينا بطاعته.
وتقول عند إطلالة رمضان شهر الصيام والقيام، شهر القرآن، شهر شهر البر والتقوى وحفظ اللسان تحايا أفقها مفتوح على مثل
- "رزقكم الله صيامه وقيامه إيمانا واحتسابا..وتقبله منكم.
- تقبل الله منكم شهركم وأعانكم وإيانا على صيامه وقيامه.
- تقبل الله طاعتكم..
- بارك الله في طاعتكم أو مباركة طاعتكم.
- أعانكم الله على الصيام والقيام وقراءة القرآن وغض البصر وحفظ اللسان.
- جعله الله شهر طاعة وخير وبركة..
- غفر الله في شهركم ما تقدم من ذنبكم..
فرمضان شهر المضمار، شهر المدرسة، شهر الامتحان، وإنما يكون الدعاء فيه بالقبول والنجاح. بمثل ما تقدم، وبكله أدعو الله لي ولكم وأبذل وأستمد من كل واحد منكم.
دعاء المسلم لأخيه في ظهر الغيب؛ أشبه بصحن السكبة، على غير ميعاد، يرفد المائدة الخاوية..
فتقول اللهم انصر عبادك المؤمنين، وأطعم الجائع، واسق العطشان واكسُ العريان..
أكبر هم المسلم في رمضان أن يُقبل منه ما يعمل. وهو يتذكر "كم من صائم ليس له من صيامه إلا الجوع!!" فيصوم ويقوم وقلبه وجل (وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوا وَّقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَىٰ رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ) على الفهم الذي شرحه سيدنا رسول الله "يعملون ويخافون أن لا يتقبل منهم"
ولذا كان أفضل ما يُحيّا به الصائم القائم الدعاء بالبركة والقبول. فليوم الجائزة تحيته، ولمضمار الامتحان تحيته.
يوم الجائزة يكون يوم الفطر وبه تكون التهنئة..
وشهر رمضان شهر الامتحان فيُحيّا المسلم فيه بمثل ما يتطلع إليه.
الحق على المسلم في رمضان؛ أن يبرمج نفسه:
كم مرة ستختم القرآن..؟؟
كم ركعة ستقوم؟؟ وكم ركعة ستتهجد، وكم ستقرأ في كل ركعة؟؟
ولو عزمت الآن وأنت مقبل على الشهر، فستعرف كيف تحاسب نفسك في يوم الوداع!!
بين يدي رمضان ينبه المسلم أخاه ليشدوا الهمة معا…
وإذا كان وردك القرآني الشهري قراءةَ جزء من القرآن..في اليوم، فكم ستقرأ في شهر القرآن..؟؟
بكل ما سبق أذكرني وأذكركم وأستقبل شهري وأحييكم
مباركة طاعتكم…تقبل الله مني ومنكم، وأعاننا على ما يحب منا.
ومن أجمل الدعاء الذي مرّ بي "اللهم إنك سألتنا من أنفسنا ما لا نملكه إلا بك، فبلغنا منها ما يرضيك عنا"
اللهم آمين ومني ومنكم أجمعين..
وسوم: العدد 1073