سنة الله في فتح بيت المقدس لا تتبدل مهما كانت غايات الروم
الحمد لله وسبحان الله ولا إله إلا الله والله أكبر، ثم اللهم صل على محمد عبدك ورسولك كما صليت على إبراهيم وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، لقد قال الله تعالى "اتوني زبر الحديد حتي اذا ساوي بين الصدفين قال انفخوا حتي اذا جعله نارا قال اتوني افرغ عليه قطرا"-الكهف96-، وقال الله تعالى "إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ"-الحجر9-، ثم عَنْ أَبِي قَتَادَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَعِدَ الْمِنْبَرَ فَأَمَرَ الْمُنَادِيَ أَنْ يُنَادِيَ الصَّلَاةُ جَامِعَةٌ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «ثَابَ خَبَرٌ، ثَابَ خَبَرٌ، ثَابَ خَبَرٌ، أَلَا أُخْبِرُكُمْ عَنْ جَيْشِكُمْ هَذَا الْغَازِي؟ إِنَّهُمُ انْطَلِقُوا حَتَّى إِذَا لَقُوَا الْعَدُوَّ، لَكِنَّ زَيْدًا أُصِيبَ شَهِيدًا، فَاسْتَغْفِرُوا لَهُ، ثُمَّ أَخَذَ اللِّوَاءَ جَعْفَرٌ فَشَدَّ عَلَى الْقَوْمِ فَقُتِلَ شَهِيدًا، أَنَا أَشْهَدُ لَهُ بِالشَّهَادَةِ، فَاسْتَغْفِرُوا لَهُ، ثُمَّ أَخَذَ اللِّوَاءَ عَبْدُ اللهِ بْنُ رَوَاحَةَ فَأَثْبَتَ قَدَمَيْهِ حَتَّى أُصِيبَ شَهِيدًا فَاسْتَغْفِرُوا لَهُ، ثُمَّ أَخَذَ اللِّوَاءَ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ، وَلَمْ يَكُنْ مِنَ الْأُمَرَاءِ فَرَفَعَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ضَبْعَيْهِ» وَقَالَ: «اللهُمَّ هَذَا سَيْفٌ مِنْ سُيُوفِكَ، فَانْتَصِرْ بِهِ فَيَوْمَئِذٍ سُمَيَّ خَالِدٌ سَيْفَ اللهِ» السنن الكبرى للنسائي، وبعد:- (’’قَالَ انْفُخُوا حَتَّى إِذَا جَعَلَهُ نَارًا قَالَ آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْرًا‘‘: «أَصْبُبْ عَلَيْهِ رَصَاصًا، وَيُقَالُ الحَدِيدُ، وَيُقَالُ: الصُّفْرُ وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: النُّحَاسُ»، ’’زُبَرَ الحَدِيدِ‘‘: «وَاحِدُهَا زُبْرَةٌ وَهِيَ القِطَعُ»، ’’الصَّدَفَيْنِ‘‘:«الجَبَلَيْنِ») صحيح البخاري. فوائد: (1) جعل الحديد ناراً يعني صهره حتي يصير كالزيت الذي يغلي، (2) النار لا تتأجج إلا بالنفخ عليها وهي مشتعلة بالوقود من حطب أو فحم، (3) الرصاص أو النحاس ينصهر في مذاب الحديد بلا حاجة إلى زيادة في شدة النار، (4) الرصاص أو النحاس ينتشر في مذاب الحديد بلا خلط لأنهما أثقل من الحديد، (5) ساوى ذو القرنين رضي الله عنه بين الجبلين بأن جعل في سفحهما قنوات مستوية تسري سكب المصهور إلى باب يأجوج ومأجوج بسرعة حتى لا يتصلب المصهور إلا وهو في قلب الباب، (6) قَالَ رَجُلٌ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «رَأَيْتُ السَّدَّ مِثْلَ البُرْدِ المُحَبَّرِ، قَالَ: رَأَيْتَهُ» صحيح البخاري. معجزتان عدديتان:- (1): إذ فرضنا أن درجة حرارة زبر الحديد هي 273.15 وحدة درجة الحرارة أي صفر مئوي، ويعلم أن عدد حروف الآية إلى ما قبل كلمة ’’الحَدِيدِ‘‘ هو 8 أحرف، وعدد حروف الآية إلى ما قبل كلمة ’’نَارًا‘‘ هو 53 حرفا بإحصائها على الرسم الأول للمصحف العثماني، والحديد تكون ألوان طيفه كألوان النار عندما ينصهر، وإذا فرضنا أن درجة حرارة انصهار الحديد قسمة درجة حرارة زبر الحديد يساوي ناتج قسمة عدد الحروف إلى ما قبل كلمة ’’نَارًا‘‘ على عدد الحروف إلى ما قبل كلمة ’’الحَدِيدِ‘‘ في الآية، فإن درجة حرارة انصهار الحديد تساوي 1810 وحدة درجة الحرارة التي هي ذاتها درجة حرارة انصهار خام الحديد النقي المسجلة عالميا، وهذا يفيد أن درجة حرارة الجو في ذلك الوقت أكبر قليلا من درجة حرارة زبر الحديد، وذلك لأن الحديد يزداد برودة عن الجو بإشعاعه الحرارة إلى السماء الصافية، (2): ’’نَارًا‘‘ هي الكلمة الرابعة عشر في الآية و ’’آتُونِي‘‘ هي الكلمة السادسة عشر في الآية، وإذا فرضنا أن كثافة النحاس {القطر} قسمة كثافة الحديد الأكثر شيوعا في الأرض يساوي ناتج قسمة رقم كلمة ’’آتُونِي‘‘ على رقم كلمة ’’نَارًا‘‘ في الآية فإن كثافة النحاس تكون المسجلة عالميا للنحاس الصافي وهي 8933 كجم لكل متر مكعب إذا كانت كثافة الحديد تساوي 7816 كجم لكل متر مكعب، وتلك من قيم الكثافة لأنواع من الحديد الأكثر شيوعا في الأرض، وهذا يفيد أن القطر إنما هو النحاس، والله أعلم، فكما أن سنة الله في صفات الحديد والنحاس لا تتبدل مهما غيرت وبدلت الروم في وحدات قياسها، فكذلك سنة الله عز وجل في فتح بيت المقدس وتطهير المسجد الأقصى لا تتبدل ولا تتغير مهما غيرت وبدلت الروم في غاياتها، فأبشر أخي المسلم بسيف من سيوف الله وبجنود لا يخافون في الله لومة لائم يكون فتح بيت المقدس وهزيمة الروم على أيديهم المباركة، فاللهم إني أسألك بأسمائك الحسنى ما علمت منها وما لم أعلم أن تغفر لنا وترحمنا، وأسألك أن تنصرنا والمجاهدين في سبيلك على الروم وعلى جميع أعدائك، فسبحان الله رب العزة عما يصفون، وسلام على المرسلين، والحمد لله رب العالمين.
وسوم: العدد 1083