في ذكرى الهجرة 1446
1 الوطن شيء عظيم وقطعة من القلب ولكن الدين والمبادئ والأخلاق أهم منه .. وتحمل الأذى وتقديس الأرض والجغرافيا وعدم مغادرتها مع شدة البلاء ليس من العقل ولا الدين فقد كان دعاء المؤمنين (ربنا أخرجنا من هذه القرية الظالم أهلها) والقرية هي مكة أحب البلاد إلى الله عز وجل وإلى رسوله صلى الله عليه وسلم والداعون هم المستضعفون من السابقين الأولين الذين لم يتمكنوا من الهجرة فأبدلهم الله دار الأمن والأمان في المدينة المنورة.
2لم يكن الخروج من مكة فوضى بل كان بأمر الوحي وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم هو من يوجه المسلمين وينظم إحوالهم
3 كان خلاف الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم الأساسي مع قومه حول كلمة لا إله إلا الله يقول لهم (قولوا لا إله إلا الله تفلحوا تفلحوا).
4 لم تكن دعوته صلى الله عليه وسلم ثأرا ولا عنصرية ولا طلبا للخبز والملح أو لغرض خسيس من أغراض الدنيا أو لتقاسم السلطة مع قريش.
5 هاجر أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم أولا ثم تبعهم ..ولم يذهب قبلهم ويتركهم تحت أذى قريش
6 أسس الرسول صلى الله عليه وسلم دولة الإسلام في المدينة المنورة بعد وصوله مباشرة وفق وثيقة المدينة دون أن يريق نقطة دم واحدة .. وهكذا الرجل الحكيم يحفظ دماء الناس وأعراضهم ويؤسس دولته على الفضائل والعدل والقيم وهو بعد أن تقوم دولته يحرسها ويفديها بالدم ولكنه لا يؤسسها بداية على الدم كما يفعل الطواغيت والظلمة.
7ينبغي للمسلم أن لا يتبع إلا أهل البصيرة من العلماء العقلاء ... الذين يجيدون تنزيل النصوص على الواقع .. فالعلماء ورثة الأنبياء كما في الحديث...أما الانخراط في الخطوب والمصائب خلف المجهولين فمنهي عنه.. لأن هؤلاء المجهولين انتهازيون سيجدون ملجأ أو مغارات يختبئون فيها عند الخطر ويتركون غيرهم يغرق ويحرق ويموت... وقصارى ما يجودون به ورقة نعي أو حفلة تأبين أو قصيدة رثاء لمن قضوا نحبهم...
وسوم: العدد 1086