الرد على الذين ينكرون انحباس القطر بسبب شيوع الذنوب والمعاصي

الرد على الذين ينكرون انحباس القطر بسبب شيوع الذنوب والمعاصي  ويعزون ذلك إلى الطبيعة متعمدين إنكار فعل الخالق سبحانه وتعالى عنادا ومكابرة

درج بعض المستلبين  بالهوس العلماني في بلادنا كلما انحبس عنا القطر ، وترقب الناس الإعلان عن صلاة الاستسقاء السخرية منهم  والتندر بهم ، واتهامهم بالجهل و الغفلة والتخلف... ، وأنكروا أن يكون سبب ذلك شيوع الذنوب والمعاصي ، وعزوه إلى تمركز الضغط الجوي المرتفع ، وذلك انطلاقا من عقيدتهم المنكرة لفعل الخالق سبحانه وتعالى . وكالعادة لما طال انتظار الناس فرج الله تعالى ، وقنطوا من طول غياب الغيث  لسنوات ، انبرى  بعض  أولئك المشككين في  قدرة الخالق سبحانه وتعالى المنزل للغيث والمتحكم في الطبيعة،  ومن  ثم  يهونون من أثر الذنوب والمعاصي في انحباسه مع أن كتاب الله عز وجل يؤكد ذلك كما جاء في قوله تعالى على لسان نبيه نوح عليه السلام مخاطبا قومه العصاة : (( فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا يرسل السماء عليكم مدرار ))  ، ففي هاتين الآيتين الكريمتين العاشرة والحادية عشرة من سورة نوح دليل دامغ على علاقة  الاستغفار من الذنوب بنزول المطر، كما أنها دليل دامغ  على أن انحباسه سببه الذنوب والمعاصي . ويكرر نفس الشيء في الآية الكريمة الثانية والخمسين من سورة هود حيث  دعا هذه النبي الكريم  قومه قائلا : (( ويا قوم استغفروا ربكم ثم توبوا إليه يرسل السماء عليكم مدرارا )) ، وهذا دليل آخر من كتاب الله عز وجل على أن ما يحبس القطر عن الناس إنما هو معاصيهم وذنوبهم . وفضلا عما جاء على لسان النبيين نوح وهود عليهما السلام ، يؤكد الله تعالى  على أن نزول المطر أو انحباسه إنما يكون بمشيئته سبحانه وتعالى ، فهو القائل في الآية الكريمة الرابعة والثلاثين من سورة لقمان : (( إن الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ... الآية ))، كما أنه  يقول في الآية الكريمة الثامنة والعشرين من سورة الشورى : (( وهو الذي ينزل الغيث من بعد ما قنطوا وينشر رحمته وهو الولي الحميد )) ، ويؤكد ذلك أيضا في الآيتين الكريمتين الثامنة والتاسعة والأربعين من سورة الروم إذ يقول جل شأنه : (( الله الذي يرسل الرياح فتثير سحابا فيبسطه في السماء كيف يشاء ويجعله كسفا فترى الودق يخرج من خلاله فإذا أصاب به من يشاء من عباده إذا هم يستبشرون وإن كانوا من قبل أن ينزل عليهم لمبلسين )) ،فهل بعد هذا الحق اليقين من شك في تحكم الله تعالى في نزول المطر وفي انحباسه  كما يدعي المنكرون المعاندون والمكابرون  الذين يعزون  نزوله وانحباسه  إلى ضغوط جوية منخفضة ومرتفعة ، وهي من خلق ، وتسخير ،وتدبيرالخالق سبحانه وتعالى علوا كبيراعما يصفون؟

إن أولئك المكابرين وهم طوابير خامسة  مستأجرة من قبل العلمانية الغربية التي تعتمد  أسلوبا خبيثا وماكرا  في اقتحامها حصون الإسلام لإشاعة تشكيك الشباب المسلم على وجه الخصوص في دينه ، و من أجل التمكين لفسادها وإفسادها وتهتكها في البيئات الإسلامية مشرقا ومغربا . وتركز تلك الطوابير العرّابة  تحديدا على شريحة الأغرار من أبناء المسلمين مستغلة براءتهم ، وقلة اطلاعهم لتسوق لهم أفكار الإلحاد ، وتزين لهم الجسارة على الإعلان والمباهاة بها في أوساطهم الأسرية ، والتربوية ، وهم في فترة المراهقة التي يطبعها التحدي والاندفاع ، والتمرد على قيم المجتمع .

و معلوم أن التشكيك في علاقة انحباس القطر بفشو الذنوب والمعاصي  بين المسلمين ، والاستخفاف بشعيرة صلاة الاستسقاء سوء أدب مع الخالق سبحانه وتعالى قبل أن يكون استهانة واستخفافا بمشاعر المسلمين .

ومما يشجع المستهترين بدين الله عز وجل  على استهتارهم هو الضغوط  والإملاءات العلمانية الخارجية الممكنة لطوابيرها الخامسة  المستأجرة والمسخرة  كأبواق دعاية لها تحت ذريعة الدفاع عن حرية الرأي وحرية التعبير التي تجاوزت كل الحدود إلى درجة تعمد المساس بأهم ثابت من ثوابت الأمة الذي هو دين الله عز وجل ، ولا ينحصر تجاسر تلك الطوابير المستأجرة  في الاستخفاف بشعيرة إقامة صلاة الاستسقاء  فحسب ،بل يتعدى  ذلك إلى المساس بنصوصه المقدسة قرآنا وسنة تشكيكا في مصداقيتهما ، وذلك عن طريق التمكين لمؤلفات فجة ،  وفي منتهى الرداءة ، ولا علاقة لها ، ولا لأصحابها بمجال العلم والمعرفة  في دين الله عز وجل  وإنما يركبون غرورهم ، ويتجاسرون على أضخم تراث علمي ومعرفي  في تاريخ البشرية ، وعلى أعلام لا يتعلق بغبارهم ، وأيضا عن طريق فيديوهات متهافتة لمتنطعين كل همهم هو إظهار منتهى الوقاحة  في الإساءة إلى دين الله عز وجل  بوجوه صفيقة ، ومنتهى غايتهم شهرة إعلامية  بخسة ومنحطة مع الارتزاق بتلك الفيديوهات التي يستجدون بها  الزوار.  

ويحدث كل هذا مع شديد الأسف والمؤسسة الدينية  عندنا شبه غائبة لا يعنيها ما يلحق الدين من إساءة مُتعمَّدة مع سبق الإصرار ، وهي منشغلة بما سمته خطة تسديد التبليغ التي هي في جوهرها عملية تعطيل وشل لمهام منابر الجمعة  التي من أوجب واجباتها التصدي  لكل ما يستهدف دين الله عز وجل .

 فإلى متى ستظل القيود مفروضة على المنابر مقابل  توفيرالحد الأقصى  من حرية  التعبير للطوابيرالخامسة التي تستأجرها العلمانية الغربية  كي تعيث  فسادا في أعز وأمنع حصن من حصون الإسلام ؟؟؟

وسوم: العدد 1114