رمضان الكريم فرصتك لطرد القلق

دار بيني و بين أحد الأصحاب هذا الحديث الشيق ، يقول في عجب يا أستاذي الشهر الكريم فرصة لارتقاء الروح ، هو محطة للتزود ، ²يغتنمه المسلم ليجدد الطاقة بعد عام من الإجهاد و التعب ، فتكون فرصة رمضان مواتية تأتي في حينها ، لنتخلص من أوجاع المادة ،فرمضان فرصة لتحلية الروح من الدرن .

لكن المؤسف عند البعض أن يجعل من هذا الشهر شهر قلق و غضب و نرفزه، و توثر حدّ  الإغلاق ،و رمضان شهر الرحمة و السكينة ،شهر التغافر و الإقبال على الطاعات و المصارعة في الخيرات .

قلت لصحبي :البعض ربط شهر الصيام بالعادات فأشغل البعض بالتحضير له غارقا في الإسراف و التبذير متناسيا أن رمضان شهر عبادة و تزكية .

قال : و ما دوافع القلق عند الكثيرين ، حيث نرى رفع الأصوات و التخاصم بين الصائمين ؟

قلت : المؤسف أن هؤلاء جعلوا القلق قدرا مكتوبا ، لا يستطيعون تجاوزه ، و لو قيل له لا تغضب يا فلان ، لقال في غضب :إني صائم ، كأن الصيام مدعاة للغضب و ينسى أن ذلك الغضب طبع سيء مكتسب ،بل هو موروث تربية خطيئة يمكنه تجاوزه فلو استحضر معاني الصيام ، و الشأن المسلم أن يلجم عنفوان غضبه متحصنا بصيامه يستن بهدي حبيبنا محمدا صلى الله عليه وسلم يقول الحبيب : ( الصيامُ جُنَّةٌ ، فإذا كان أحدُكم صائمًا فلا يَرفُثْ ولا يَجهلْ ، فإنِ امْرُؤٌ شاتَمَه أو قاتَلَهُ فَليَقُلْ إنِّي صائمٌ)

الراوي : أبو هريرة | المحدث : ابن الملقن | المصدر : البدر المنير | الصفحة أو الرقم : 5/706 | خلاصة حكم المحدث : صحيح | التخريج : أخرجه البخاري (1894)،

قلت : كلما عظمت الشعائر في قلب المسلم كأن أكثر التزاما، كان أكثر حرصا أن يعطي العبادة حقها المشروع ، و كلما ضعف الوازع الإيماني صغرت العبادة في عيونه و هي مشكلة الكثيرين ، أعطوا السوق و الدكاكين و قضاء الحوائج، و تزيين البيوت أكثر من اهتمامهم من شريعة الصيام نفسها .

و الواجب صرف الجهد و التفكير و الاهتمام لفريضة الصيام .

نقول لهؤلاء: الصيام بريء من عصابيتكم و غضبكم ، فالصيام جنة و وقاية ، و الصيام طهارة و نقاء ، إن الصيام في حقيقة مدرسة لتهذيب السلوك و تقويمه ، فيه تتهذب الطباع، و يتهذب السلوك .

وسوم: العدد 1121