وبقيت كلمة الله
عزة مختار
إِذْ جَاؤُوكُم مِّن فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنكُمْ وَإِذْ زَاغَتْ الْأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا (10) هُنَالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزَالاً شَدِيداً (11) وَإِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ مَّا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلَّا غُرُوراً (
يا له من هول ، يالها من زلزلة ، يا لها من طامة كبري ، سطو مسلح علي دولة كبيرة وعلي نظام شرعي ، وعلي شعب عظيم .
يالها من مصيبة عمت البلاد والعباد " إذ جاؤوكم من فوقكم ومن أسل منكم ، وإذ زاغت الأبصار ، وبلغت القلوب الحناجر "
إرادة شعب باكلمه يحاصرونها من كل الجهات ، الكنيسة وتواضروس ، السيسي ، الفلول ، القضاء ثم الإعلام الذي توج المؤامرة بالكذب والشائعات والاحتفالات بالرقص علي أشلاء الشعوب .
فهل اكتملت المؤامرة ، هل سلم الشغب وخمدت أنفاسه ، هل ماتت القضية في القلوب ، الجميع قال كلمته ، جميع المتآمرين اتخذوا القرارات السريعة ، أسرع قرارات في التاريخ ، الانقضاض علي الشرعية ، تنصيب مجهول رئيسا لدولة ، والإعلام يصور ويضخم ويثبت الأركان ، هل تنتهي الحكاية كلها
كلا
كلا والله
كلا ورب الكعبة
سُئِل الإمام الشافعي رحمه الله تعالى:
﴿ أندعو الله بالابتلاء أم بالتمكين ؟ أي ليبتلينا أم ليمكِّننا، فقال رحمه الله: لن تُمكَّن قبل أن تُبتلى، قال تعالى:أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ ( 2 ) سورة العنكبوت
﴿ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ وَإِنْ كُنَّا لَمُبْتَلِينَ(30 ) سورة المؤمنون
﴿الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ ( 2 ) سورة الملك
﴿ أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمْ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ(142[ سورة آل عمران
ورد في السيرة أن احد المنافقين قال: أيَعِدُنا صاحبُكم أن تُفتَح علينا بلادُ قيصر و كسرى وأحدنا لا يأمن أن يقضي حاجته! وما قال: النبي قال: صاحبكم، لأنه أنكر عليه النبوَّة والرسالة، ورأى أنَّ هذه الدعوة لا أصل لها، لأنَّه اجتمع في تاريخ الجزيرة العربية عشرةُ آلاف مقاتل جاءوا ليُبيدوا المسلمين، والإسلام وقتها كان قضيةَ ساعات وينتهي إلى الأبد، واليهود نقضوا عهدهم كعادتهم مع المسلمين فانكشف ظهر المسلمين و جاءت العرب كلُّها لتستأصل شأفة النبي عليه الصلاة والسلام و أصحابه الكرام، قال تعالى:
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَاءَتْكُمْ جُنُودٌ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحاً وَجُنُوداً لَمْ تَرَوْهَا وَكَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيراً (9) إِذْ جَاءُوكُمْ مِنْ فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ وَإِذْ زَاغَتِ الْأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا (10) هُنَالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزَالاً شَدِيداً (11)﴾
نعم يا إخواني
نعم يا شعب مصر العظيم
نعم أيها الأحرار
لا بد من التمحيص ، ربما قد أصاب البعض الغرور ، ربما قد حاد البعض عن الطريق ، كان لا بد من التقويم الرباني " ليميز الله الخبيث من الطيب " الرخيص من الثمين ، من باع ومن اشتري .
إن نهضة مصر ، وإن الخلاقة الإسلامية تحتاج إلي رجال " رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر " ، رجال حملوا أرواحهم علي اكفهم وباعوها لله ، رجال يجوعون ليشبع الناس ، يموتون ليحيا الناس ، رجال لا ينامون ، رجال يذكرون الله قياما وقعودا
اجتمعت الكنيسة مع الفلول مع الخونة للانقضاض علي إرادة شعب حر ، ظنوه شعب يخاف ونسوا ما سبق من الدروس ، حسبوه سو يخاف من آلتهم العسكري ، ونسوا أن شعب قدم خيرة أبنائه شهداء ثورة طاهرة من اجل الحرية هو شعب لن يعود في كلمته ولو أبيد عن بكرة أبيه
قالوا كلمتهم وقلنا كلمتنا : لن نعود ، إن أردتم أن تعبروا فليكن ، ولكن علي أجسادنا ، أيها التواضروس لا تسرف كثيرا في الاحتفال ، فلن تعلو أجراس الكنائس علي أصوات الأذان تصدح في مصر كلها بصلاة التراويح والتهجد ، سوف يأتي رمضان بعد أيام وأنت منتكس بحول الله وقوته لتكون الفرحة فرحتان ، فرحة الصوم وفرحة النصر .
قالوا كلمتهم وقلنا كلمتنا وبقيت كلمة الله
﴿ مَا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنْ الطَّيِّبِ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَجْتَبِي مِنْ رُسُلِهِ مَنْ يَشَاءُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَإِنْ تُؤْمِنُوا وَتَتَّقُوا فَلَكُمْ أَجْرٌ عَظِيمٌ(179)﴾
[ سورة آل عمران ]