صيام الأطفال

صيام الأطفال

د. أبو بكر الشامي

الحمد لله ربّ العالمين ، الصلاة والسلام على سيدنا محمد  ، وعلى آله وأصحابه أجمعين  ، وبعد ...

فلقد شاء الله تعالى أن يستخلف الإنسان في هذه الأرض , ويحمله أمانة إعمارها ، وإقامة حكم الله فيها ...

ونظراً لخطورة هذه الأمانة ، وأهمية ذلك الاستخلاف , بحيث اشفقت منها السموات والأرض ، واعتذرت عن حملها راسيات الجبال ، فقد شاءت إرادة الله أيضاً , أن يكون بناء الإنسان الروحي والمادي على مستوى هذه المسؤولية العظيمة ..

ولذلك فقد عني المنهج الإلهي بالإنسان عناية فائقة ، وأعطى الأهمية البالغة لبنائه الروحي والفكري والعقائدي , وأكد على سلامته النفسية والجسمية , وحرص على وقايته من كل ما من شأنه أن يسبب له الانحراف والمرض , وشرع له كل ما هو ضروريٌ لسلامة حياته وديمومتها ...

ولا نتعد الحقيقة إذا قلنا : بأن ما ورد في القران الكريم من تشريعات , وما ذخرت به سيرة المصطفى (ص) من ممارسات وتطبيقات ، إنما هي قوانين للحياة , والتزامها يعني سعادةً البشرية ، ووقايةً المجتمع الإنساني كلِّه من المرض والخطيئة والشقوة ( مأخوذة من الشقاء) ...

وصدق الله العظيم القائل : (( يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم ما يحيييكم )) الانفال : (23)

ومن هذه التشريعاتِ العظيمةِ تشريعُ ((الصوم )) وهو ركن من أركان الإسلام الخمسة , وردت فرضيتة في الكتاب والسنة والاجماع ..

والصوم عبادة خالصة لله تعالى , والهدف الرئيسي منها تقوى الله ، وتزكية النفس المؤمنة ...

قال تعالى : بسم الله الرحمن الرحيم (( يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون )) البقرة (183)

وللصوم أثر كبير في إراحة الجهاز الهضمي المتعب طيلة أيام السنة , حيث أن صيام شهر في السنة يعني إراحة الجهاز الهضمي بمعدل يوم واحد كل اثني عشر يوماً , كما أن فيه حث على الاستفادة من مخزون الشحوم والمواد الأخرى الزائدة في الجسم , حيث يفقد الكبد والطحال والعضلات _مثلا_ ما يتراوح بين ( 30 _ 60 )% من المواد المخزونة والفائضة فيها .

ونقف باجلال واعجاب أمام القول المعجز للنبي الأمي محمد (ص) (( الصيام جُنَّة )) والجُنّة : هي الوقاية من الأمراض وغيرها ...

وما أكثر الحالات المرضية التي نعالجها بالصوم , سواء كان صوما جزئيا _ عن نوع من الأطعمة أو أكثر _ أو صوماً كلياً ليوم أو بعض يوم .

* كما نفعل في حالات الإسهال : حيث نمنع المريض من تناول الأطعمة الصلبة والدسمة ونبقيه على السوائل والماء لساعات عدة ، وذلك لإراحة الجهاز الهضمي حتى يستعيد صحتة ويعود الى طبيعتة ...

* أو كما نفعل مع مرضى ارتفاع الضغط الدموي : فنمنع عنهم الاملاح الزائدة والدهنيات.  

* أو مع مرضى السكري : فنمنع عنهم الحلويات الزائدة ... الخ

* ومن الحقائق الثابتة لدينا والتي يعرفها كل طبيب يعمل في البلاد العربية والاسلامية التي يصوم غالبية أهلها بحمد الله , أن عدد مراجعي المستشفيات والعيادات يقل بصورة ملحوظة في شهر رمضان المبارك من كل عام ..

اللهم الا حالات محدودة من المفرطين في الطعام , المكثيرين منه عند الافطار , ممن لم يستوعبوا حكمة التشريع أصلا ، أو الذين غيّروا نمط حياتهم فصار عندهم الليل نهاراً ، والنهار ليلاً ...!

ونقف مرة أخرى بإجلال وإعجاب أمام إعجاز النبي الأمي محمد (ص) الذي يقول : ((صوموا تصحّوا )) رواه الطبراني في الاوسط وابو النعيم في الطب النووي .

فلقد أثبت الطب أهمية الصوم في الصحّة فعلاً ، فمن أين له أن يعرف هذه الحقيقة الراسخة قبل أكثر من أربعة عشر قرناً ...

وصدق الله القائل : (( وما ينطق عن الهوى ، إن هو إلا وحيٌ يوحى )).

 

وفي هذه الدراسة سأركّز على صيام الأطفال ، لما لها من أهمية بالغة ، وأود أن أتناول الموضوع من عدة زوايا :

 

 

أولاً : صيام الأطفال من الناحية الشرعية :

* فمن حيث المبدأ يجب أن نقرر حقيقة شرعية هامة ، بأن صيام رمضان لا يجب على الطفل الصغير حتى يبلغ ، لقول النبي صلى الله عليه وسلم :

( رُفِعَ الْقَلَمُ عَنْ ثَلاثَةٍ : عَنْ الْمَجْنُونِ الْمَغْلُوبِ عَلَى عَقْلِهِ حَتَّى يفِيقَ ، وَعَنْ النَّائِمِ حَتَّى يَسْتَيْقِظَ ، وَعَنْ الصَّبِيِّ حَتَّى يَحْتَلِمَ ) رواه أبو داود (4399) . ومع ذلك ، فينبغي أمرُ الصبي بالصيام حتى يعتاده ، والله يثيبه على الأعمال الصالحة التي يفعلها ، وهذا من فضل الله وكرمه.
* والسن الذي يبدأ الوالدان بتعليم أولادهما الصيام هو سن الإطاقة للصيام ،  وهو يختلف باختلاف بنية الولد ، وقد حدَّده بعض العلماء بسن العاشرة .
وممن ذهب إلى أنه يؤمر بالصيام إذا أطاقه : عطاء والحسن وابن سيرين والزهري وقتادة والشافعي .
* ولقد كان هذا هو هدي الصحابة الكرام رضوان الله عليهم  مع أولادهم ، يأمرون من يطيق منهم بالصيام ، فإذا بكى أحدهم من الجوع دُفعت إليه اللُّعب ليتلهى بها ...

لكن لا يجوز الإصرار عليهم بالصيام إذا كان يضرهم بسبب ضعف بنيتهم أو مرضهم .
بل إذا ثبت من الناحية الطبية أن هذا الصوم يضر بالطفل  فإنه يمنع منه ، وإذا كان الله سبحانه وتعالى منعنا من إعطاء الصغار أموالهم خوفاً من الإفساد بها ، فإن خوف إضرار الأبدان من باب أولى أن نمنعهم منه ، ولكن المنع يكون بالإقناع لا بالقسوة ...

* ويمكن للوالدين تشجيع أولادهم على الصيام بإعطائهم هدية في كل يوم ، أو بتذكية روح المنافسة بينهم وبين أقرانهم ...

* ويمكن تشجيعهم على الصلاة أيضاً بأخذهم إلى المساجد للصلاة فيها ، وبخاصة إذا خرجوا مع الأب وصلوا في مساجد متفرقة في كل يوم .
* وكذلك يمكن تشجيعهم بمكافأتهم على ذلك ، سواء كانت المكافأة بالثناء عليهم ومدحهم ، أو بإخراجهم للتنزه أحياناً ، أو شراء ما يحبون ونحو ذلك .
* وللأسف يوجد تقصير عظيم من بعض الآباء والأمهات تجاه أولادهم في هذا التشجيع ، بل تجد في بعض الأحيان الصد عن هذه العبادات ...

ويظن بعض هؤلاء الآباء والأمهات أن الرحمة والشفقة تقتضي منعهم من الصيام والصلاة  ، وهذا خطأ محض من حيث الشرع ، ومن حيث التربية .
* ويمكن للوالدين شغل أوقات أولادهم بقراءة القرآن وحفظ جزء يسير منه ، وكذلك بقراءة كتب تناسب أعمارهم ، وإسماعهم أشرطة متنوعة كالأناشيد التي تجمع بين الفائدة والمرح ، وإحضار الأشرطة المرئية المفيدة لهم .

ثانياً : صيام الأطفال من الناحية الطبيّة :

* يبدي بعض الصغار حماسة تجاه محاولات الصيام في رمضان ، أسوة بوالديهم وأشقائهم الكبار، فتراهم قد عزموا أمرهم على الصيام على الرغم من صغر أعمارهم ، وغضاضة أجسامهم .
* وقد يسمح بعض الآباء والأمهات لأطفالهم بالصيام طوال شهر رمضان ليعتادوا على أداء العبادات ، وهذا شيء جيد ...

ولكننا نود تنبيههم إلى مسائل طبية هامة  ، متعلّقة بأجسام الأطفال الغضّة ،  والتي لا بد من مراعاتها لضمان عدم تأثر صحة الطفل خلال تلك الفترة.

* ويجب أن نتعامل مع مسألة صيام الطفل بشيء من الضبط والتنظيم والمراقبة وذلك من خلال الملاحظات التالية :
* عدم السماح للطفل بصيام الأيام التي لم يتناول في ليلتها طعام السحور، إذ لا بد من الحرص على تناول السحور بحسب ما جاء في السنة النبوية المطهرة ، وذلك قبل الفجر ، وليس بتأخير وجبة العشاء ، ومن ثم احتسابها سحوراً، كما يحدث في بعض الأسر، إذ أن ذلك سيزيد من طول الفترة الزمنية التي يمتنع الطفل خلالها عن الطعام وشرب السوائل ، لتصل في بعض الحالات إلى نحو عشرين ساعة ، مما قد يتسبب بإجهاد الطفل وتأثر صحته بسبب تعريضه للجفاف ، أو نقص حاد في مستوى السكر.
* عدم السماح للطفل الذي يقل عمره عن عشرة أعوام بصيام شهر رمضان كاملاً ، فالهدف من السماح للأطفال بالصيام هو التدرج معهم ليعتادوا على أداء الفروض والقيام بالعبادات وليس إسقاط الفريضة، لأن صيام رمضان ليس مفروضاً عليهم كما رأينا  في الفقرة السابقة  ، خصوصاً عند الحديث عن أطفال السادسة والسابعة ، فهم قد لا يجدون في أنفسهم القدرة على القيام بهذا الأمر، إلا أنهم يصرّون على استكمال الصيام كنوع من الغيرة والتقليد ، وحتى لا ينعتهم أقرانهم وإخوانهم الأكبر منهم بأنهم من  "المفطرين".

لذا لا بد من توجيههم بشكل سليم ، والسماح لهم بصيام بعض أجزاء اليوم ، أو بعض أيام الشهر.
* ومن العادات المحببة ما يعرف عندنا في بلاد الشام  "بصوم العصفورة" حيث يصوم الطفل من الفجر وحتى آذان الظهر، ليتناول الطعام والشراب طوال فترة ما قبل العصر، ومن ثم يستكمل الصيام حتى المغرب ، ويجتمع مع أفراد العائلة وهو يشعر بأنه قد صام كالكبار، فاستحق على ذلك الجلوس إلى المائدة الرمضانية معهم .
* ويجب أن نعلم بأن قدرة الأطفال الذين ينتمون إلى نفس الفئة العمرية – على الصيام _ تتفاوت تبعاً للعديد من العوامل مثل : بنية الطفل نفسه ، وحالته الصحية ، ونوع الفصل من السنة الذي جاء فيه رمضان .

* فصيام رمضان خلال فصل الصيف يترافق ونقص السوائل في أيام الحر، مما قد يعرض الطفل للجفاف ..

* كما أن قدوم رمضان في أيام البرد القارس، يزيد من حاجة الطفل إلى تناول الطعام والاستعداد للصيام بتناول وجبة سحور جيدة ، وذلك نتيجة لارتفاع معدل الاستقلاب في الجسم خلال تلك الفترة بسبب البرد."
* وتزامن قدوم رمضان مع بدء العام الدراسي ، يعرض الطفل لبذل جهد  ليس بالقليل خلال ساعات النهار منذ الصباح وحتى الظهيرة ..

* ويجب انتباه أولياء الأمور لأية علامات قد تدل على انخفاض مستوى السكر بشكل كبير عند الطفل مثل ارتجاف الأطراف ، أو بدء تأثر إدراكه (الوعي) لما حوله ، وهنا يتوجب "تفطير" الطفل قبل تعرضه لمخاطر صحية مثل صدمة نقص السكر.

* كما أن علامات إصابة الطفل بالجفاف تشير إلى ضرورة إعطاء الطفل السوائل ، وإقناعه بأنه سيستأنف الصيام في اليوم التالي.
* ونحذر من السماح للأطفال المصابين بالأمراض المزمنة ( مثل مرضى الربو ، وامراض الكلى المزمنة والتهاباتها المتكررة ، التي تحتاج إلى سوائل باستمرار ، و امراض الدم المزمنة مثل التلاسيميا وفقر الدم المنجلي وبعض امراض الدم الاخرى ، و امراض القلب التي تحتاج الى علاج بانتظام.
وامراض اخرى يحددها الطبيب كالامراض الخبيثة والامراض الحادة المفاجئة التي تحتاج الى علاجات خاصة وكمية سوائل كافية للجسم )

كل هؤلاء نحذرهم من الصيام طوال ساعات النهار،  إذ قد يصابوا بالجفاف بسبب نقص السوائل ، فيؤثر ذلك في حالتهم الصحية .

* كما أن السماح للأطفال من مرضى السكري - النوع الأول بالصيام ، قد يهدد صحتهم ، كما قد يفضي ذلك إلى الهلاك في بعض الأحيان، بسبب انخفاض تركيز السكر لديهم إلى مستويات خطيرة.
* أما الأطفال المصابين بالسمنة أو ممن يعانون من زيادة في الوزن ، فيملكون الفرصة للتقليل من أوزانهم خلال فترة الصيام ، ولا يتم ذلك إلا عند التنبه إلى عدم تناول كميات كبيرة من الطعام في وجبة الإفطار، معوضين بذلك ما فاتهم من الوجبات في وجبة واحدة.

* ومن الأمور المهمة في تنظيم صيام الأطفال ، هي الحرص على تطبيق السنة النبوية الكريمة في تعجيل الفطور ، وتأخير وجبة السحور قدر الامكان، وان تكون هذه الوجبة غنية بالمواد النشوية حتى تمد الطفل بالطاقة والنشاط فترة النهار ، وتحافظ على مستوى السكر في الدم ، وتحميه من اعراض الصداع والارهاق ..

كما يجب ان تحتوي على الحليب او مشتقاته لإعطاء الطفل احتياجاته الاساسية من الكالسيوم .

ويجب الإقلال من المخللات والأغذية الغنية بالدهون والحلويات في وجبة السحور، لأنها تزيد من إحساس الطفل بالعطش في الصيام.

* كما يجب أن نذكّر بان الصيام يعد فرصة ذهبية للبدء في العادات الغذائية الصحية ، والتعود عليها من قبل جميع افراد الاسرة ، وذلك لانهم يجتمعون على الوجبات الغذائية في وقت واحد ، وهنا يأتي دور رب الاسرة في تعليم الابناء وتوعيتهم بخصوص آداب الطعام والغذاء الصحي ، بالاضافة الى تقليل اعتمادهم على الاغذية السريعة والجاهزة والمصنعة ..

* وأخيراً، وحتى نحقق الطريقة المثلى لتناول طعام الإفطار بالنسبة للطفل الصائم ، فإننا ننصح بالتدرج في تقديم الأطباق له ، وهذا ينطبق على الصغار والكبار ، ولكنه في الصغار آكد ،  ولا يجوز تركه ليقوم بتناول كامل الوجبة دفعة واحدة ، فقد ينتهي ذلك بتعرّضه لاضطرابات معوية ..

* وبحسب خبرتنا الطبية ، فإن أغلب الأطفال الذين يراجعون العيادات وأقسام الطوارئ خلال شهر رمضان المبارك ، هم من الصائمين الذين لم يلتزموا بحكمة الصيام ، فأسرفوا في تناول الطعام على مائدة الإفطار ، وفي دفعة واحدة ، مما تسبب لهم في تلبك معوي ، ومشاكل هضمية ، ولذلك فإن واجب الأهل هنا هو النصيحة للأطفال الصائمين ، والحد من اندفاعهم ونهمهم على وجبة الإفطار.  

* كما نؤكد على وجوب  تقديم وجبة إفطار متوازنة ، تحتوي على النشويات والبروتينات والدهون غير المعقّدة والفواكه والخضراوات ، بحيث تمنح الطفل كافة احتياجاته الغذائية .

* ونشجّع الطفل الصائم على تناول الفواكه ، وشرب الماء أو العصائر خلال الفترة ما بين وجبة الإفطار وصلاة التراويح والنوم إلى  وقت السحور، لتعويض ما فقده من فيتامينات وسوائل خلال يوم طويل وحافل .

* ولا مانع من استخدام أقراص الفيتامينات لتوفير احتياجات الطفل من هذه العناصر الهامة إذا كان ذلك ضرورياً ..

* وننصح الأمهات بضرورة ضبط نشاط الطفل في أثناء ساعات الصيام، فيقلع تماما عن الأنشطة البدنية العنيفة ( مثل الجري ولعب الكرة وغيرها )التي تزيد من إحساسه بالعطش والجوع نتيجة ازدياد حاجة الجسم إلى الماء والسعرات الحرارية لمواجهة هذا المجهود العضلي الزائد ...

والتركيز بدلاً من ذلك على شغل وقت الطفل بألعاب مسلية ، وأنشطة هادئة تعتمد على المجهود العقلي كألعاب الكمبيوتر والقراءة ومشاهدة التليفزيون .

* وفيما يلي نقدم نموذجاً لوجبات غذائية متوازنة ، يمكن  تقديمها للأطفال الصائمين في رمضان عند الإفطار والسحور:
وجبة الإفطار:
- حبات من الرطب أو التمر
- طبق صغير من شوربة الخضار أو العدس أو الفريكه
- طبق صغير من سلطة خضار طازجه
- قطعة لحم متوسطة ، أو ربع دجاجة صغيرة الحجم ، أو شريحة سمك متوسطة .
- طبق متوسط من الأرز أو المعكرونه أو نصف رغيف.

ما بين الإفطار والسحور:
- كاس عصير فاكهة من  فاكهة الموسم
- قطعة من الحلويات الشرقية أو كعكه
- طبق صغير من الأرز باللبن أو المهلبية.

وجبة السحور:
- سلطة خضار
- بيضه أو ملعقة كبيره من سلطة الحمص أو 2 ملاعق لبنة

-  لبن أو حليب
- ملعقة زيت زيتون

- نصف رغيف من الخبز
- كاس عصير من فاكهة الموسم
- قطعه صغيره من الحلاوة ، أو ملعقة صغيره من العسل .

ثالثاً : صيام الأطفال والعادات الاجتماعية :

في البلاد العربية تتنوع العادات التي تهدف إلى تشجيع الأطفال على الصيام، وتحبيبهم فيه ، ومساعدتهم على تحمل الجوع والعطش طوال النهار أو على الأقل جزء منه.

وتنتشر فكرة جعل الأطفال يبدءون بصيام جزء فقط من النهار يزداد تدريجيا ليصل إلى النهار كله في العديد من الدول العربية مع اختلاف في الطريقة وفي المسميات.

* فعندنا في بلاد الشام يطلقون عليها ( صوم العصفورة ) كما ذكرنا ،  أو "درجات المئذنة"؛ لأن الطفل يتعود على الصيام تدريجيا كما لو كان يصعد المئذنة درجة درجة.

فيبدأ الأطفال الذين في عمر خمس سنوات أو أكثر بالصيام إلى الظهر، وإذا وجد الأهل لدى الطفل المقدرة على تحمل الجوع والعطش تتم زيادة فترة الصيام إلى العصر ومن ثم إلى المغرب.

وعندما يتمكن الطفل من صيام يوم كامل تقيم له العائلة ما يطلق عليه "فطورية" حيث يشتري له الأهل جميع الحلويات التي يحبها ويقدمونها له قبل الإفطار ويخبروه أنه سيتمكن من تناولها بعد المغرب ، فتعطيه دفعة معنوية هائلة تمكّنه من الصبر على فترة قبل الإفطار الصعبة ..

وعند الإفطار يقيمون له احتفالا صغيرا .

* أما في العراق فيسمون هذه الطريقة في الصوم "صوم الغزلان"

وتستخدم هذه الطريقة مع الأطفال الذين هم في  سن المدرسة ، والذين يرغبون في الصيام ، حيث يقول لهم الأهل صوموا ولكن عند الظهر ستأتي الغزالة ومعها طعام لكم ولا بد أن تأكلوا ، وإلا ( ستزعل ) منكم ...!!!

والغزال حيوان لطيف ومحبوب من قبل الأطفال.

* وفي تونس يتبعون مع الأطفال طريقة مختلفة قليلا .

حيث يصوم الطفل في اليوم الأول إلى منتصف النهار، ثم في الثاني يصوم من منتصف النهار إلى المغرب ويقولون له هكذا "اتخيط" لك اليومان الناقصان ليصبحا يوما كاملا.

* وفي المغرب يشجعون الأطفال على الصوم بجعلهم يصومون يوم 26، ثم بعد الإفطار يرتدي الأطفال الزي المغربي التقليدي ويتزينون ، ويذهبون مع أهلهم للنزهة ، حيث تكون هناك احتفالات بليلة 27 في الأسواق الرئيسية بكل مدينة مغربية مع العديد من الفعاليات الخاصة بالأطفال ، وفي الرباط يأخذون الأطفال ليلة 27 إلى "صومعة حسان" وهي مكان أثري معروف .

* ويبدأ الأطفال في السودان الصيام في عمر متأخر نسبيا بسبب المشقة التي يجدها الصائم لحرارة الجو هناك ، وعدم توافر وسائل التكييف بكثرة ، فيبدأ الأطفال بصيام أجزاء من النهار في عمر سبع سنوات تقريبا ، ليتمكنوا من صيام الشهر كاملا مع بلوغهم الثالثة عشرة.

ويفضل الأهل طريقة صيام جزء من النهار؛ لأنها تشجع الطفل على الصدق؛ فهو ليس مطالبا بصيام اليوم كاملا، وهكذا عندما يشعر بالتعب الشديد وخاصة العطش يستطيع أن ينهي صيامه ويشرب أمام الجميع ، وذلك بدلا من أن يتظاهر بالصيام بينما هو يأكل ويشرب في الخفاء.

ويتبع الأهل مع الأطفال وسائل للتشجيع ، منها شراء أدوات طعام خاصة بهم من إبريق وأكواب وصحون وما إليه وبأحجام صغيرة ، ليتناولوا فيها طعام الإفطار ويفرحوا بها ، فتكون عاملاً محفّزاً لهم على الصيام .

ورمضان كريم لجميع أطفالنا الحلوين.