هذه دعوة الله ورسوله للأمة الإسلامية
هذه دعوة الله ورسوله للأمة الإسلامية
شريف قاسم
إنه نداء من الله تبارك وتعالى : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ" ) 24 /الأنفال . وقد استجاب الناس في عهد النبيِّ صلى الله عليه وسلم لهذا النداء بصدق في القلوب ، وتطبيق في السلوك ، وإيثار على كل زخارف الدنيا وبهرجها ، فوهبهم الله الحياة الطيبة المباركة ، فأزالوا آثار الجاهلية العمياء ، وفي تلك الاستجابة أعظم عملية تغيير ، وأسمى تحول شهدته البشرية على مرِّ الحقب . وترفعت إيحابيات الاستجابة تلك عن كل المفاسد التي عادة ماترافق عمليات التحول في المجتمعات من نفاق وتزوير ومداهنة ومحسوبية ، وعن كل دخائل النفوس المريضة من الحقد والحسد وحب الفوضى . إذ لامكان في قلوب المسلمين لهذه النقائص الذميمة التي تعمل على إفساد المجتمع أثناء إصلاحه ، أو بعد عمليات الإصلاح ، وأما مانراه اليوم من تصرفات النخب المذمومة فإنه من الفساد الذي يعرقل عمليات التغيير يقول الله تعالى : ( "وَلاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاَحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفاً وَطَمَعاً إِنَّ رَحْمَتَ اللّهِ قَرِيبٌ مِّنَ الْمُحْسِنِينَ" ) 52 / الأعراف ، ولا يركب موجات الإفساد في حياة الناس إلا المطرودون من طهارة المجتمع ، والمخذولون في اختبارات قبولهم عند الناس ، فكان رفضهم سمة غالية للمجتمع الحريص على التغيير ، فهؤلاء المخذولون هم النخب التي فقدت مقومات امتطاء ظهور المجد والسؤدد ، وما زالت تعتقد أن لديها من القدرات مايمكِّنُها من كتابة ماتريد على حساب شقاء الناس . والحقيقة أن أيام الفوضى والدكتاتوريات المقيتة التي عاشتها أمتنا من قبل ، والتي جاءتنا بالثورات والانقلابات والإيديولوجيات الفاسدة المفسدة قد غربت شمسها وانطوت صفحاتها إلى غير رجعة بمشيئة الله عزَّ وجلَّ . فلقد أصيبت الأمة ، واقتُحمت صروحُها المكينة من قِبل صبيان لاقبل لهم بحقائق ومتطلبات النهوض والتغيير ، ولا علم لهم بطبيعة هذه الشعوب ، فأوسعوا بمكرهم مساحات الكراهية والأحقاد بين الناس ... أبناء الوطن الواحد والعيش المشترك ، ليفوزوا بكراسي الحكم الهزيلة ، وأوصدوا أبواب التسامح في وجوه القوم ، واتخذوا القرارات الجائرة لزج الناس في السجون ، وتعذيبهم في المعتقلات ، وقد فاتهم أنهم حكموا على أنفسهم بالعاقبة السيئة ، فالناس شعروا بضرورة التغيير ، وهؤلاء السفهاء يجانبون كل متطلبات التغيير الصحيح ، فلا بد من أن ينزل بهم غضب الله سبحانه ، يقول المولى تبارك وتعالى : ( إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ اللّهُ بِقَوْمٍ سُوءاً فَلاَ مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُم مِّن دُونِهِ مِن وَالٍ ) 11 / الرعد ، فالمسلمون اليوم يشعرون بروح التغيير الرباني تسري في أجسادهم ، وهم يتطلعون إلى مكانتهم المرموقة بين أمم الأرض ، تلك المكانة التي أزالها المترفون المترهلون المجافون لشريعة الله ، وأفسد زهوَها وإشراقاتِها هذا الطاغوتُ الأرعن ، فلا بد لهم من تَخَطِّي ضراوة هذا الطاغوت بكل مساراته ، والعودة إلى الله بكل مافي العودة الحميدة إلى الله من قيم وفضائل ومآثر ، يقول الله تعالى : ( وَالَّذِينَ اجْتَنَبُوا الطَّاغُوتَ أَن يَعْبُدُوهَا وَأَنَابُوا إِلَى اللَّهِ لَهُمُ الْبُشْرَى فَبَشِّرْ عِبَادِ * الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُوْلَئِكَ هُمْ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ ) 17/18/ الزمر . إن هذه الأمة تملك الحكمة والعقل والقوة ، ولقد صبرت بحكمتها على ظلم المجرمين وطغيانهم بفضل حكمته ، ولقد ارتأت أن تعود إلى إيمانها بالله ، وإلى مايدعو إليه هذا الإيمان بتفكيرها وصفاء عقلها ، ولقد انطلقت مجاهدة مدافعة عن دينها وكرامتها وحريتها بالقوة الخارقة التي تمتلكها ، وتحركت بمحض إرادتها مستمسكة بما حباها الله من الهدى والرشاد ، يقول سبحانه : ( لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىَ لاَ انفِصَامَ لَهَا وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ) 256 / البقرة . ولن يغيِّر الواقع المرير إلا أهلُه ، ولن يصلح الحال إلا الأتقياء الصالحون الذين يبتغون وجه الله تبارك وتعالى . والأمة اليوم بادرت بتصحيح مسارها ، بعد أن وعت ورأت بطلان ماعليه الطغاة والمجرمون المفرِّطون بحق الله وحقها في حياة كريمة ، مستلهمة من هَدْيِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم إنارة تلك المسارات ، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( بَادِرُوا بِالْأَعْمَالِ سَبْعًاً، هَلْ تَنْتَظِرُونَ إِلَّا فَقْرًا مُنْسِيًا، أَوْ غِنًى مُطْغِيًا، أَوْ مَرَضًا مُفْسِدًا، أَوْ هَرَمًا مُفَنِّدًا، أَوْ مَوْتًا مُجْهِزًا، وْالدَّجَّالَ، والدجال َشَرُّ غَائِبٍ يُنْتَظَرُ، وْالسَّاعَةَ، والسَّاعَةُ أَدْهَى وَأَمَرُّ ) رواه الترمذي والنسائي . ففي هذا الهدى نور وذكرى ، ( فَذَكِّرْ إِن نَّفَعَتِ الذِّكْرَى ) 9 / الأعلى . ولن تشقى هذه الأمة بعد اختيار الله لها لحمل دعوته الإسلامية إلى العالمين . ولديها من قوة الإيمان واليقين ماوهبها الاستعداد الكامل لتحمل الأعباء وتجاوز الأخطار المحدقة بها من كل مكان . ووطمس نقيق النخب الجوفاء عن طريق صحوتها وانتفاضتها ، وإزالة الغبش عن تطلعات هذا المد الإيماني العظيم ، فقد انتهت ظلمات الفساد والضلال والكفر ، وهاهو صباح المسؤولية المترتبة على كل مسلم ومسلمة ينادي حيَّ على التغيير ، يقول الله تعالى : ( إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلآئِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ قَالُواْ فِيمَ كُنتُمْ قَالُواْ كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الأَرْضِ قَالْوَاْ أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُواْ فِيهَا فَأُوْلَـئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءتْ مَصِيرا ) 97 / النساء . كما يحذر الله جلَّ وعلا من عدم الاستجابة لنداء الحق والخير والتغيير ، يقول سبحانه : ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءكُمُ الرَّسُولُ بِالْحَقِّ مِن رَّبِّكُمْ فَآمِنُواْ خَيْراً لَّكُمْ وَإِن تَكْفُرُواْ فَإِنَّ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَكَانَ اللّهُ عَلِيماً حَكِيما ) 170 / النساء . إن الوقوف مع الحق من علامات صدق المسلم ، وهو من الشرف الأعلى لأنه من صفات أصحاب الأنبياء عليهم الصلاة والسلام ، وهذا الوقوف والثبات مع الحق تتجلَّى فيه معاني التقوى التي هي خير زاد المسلم في دنياه ، يقول الله عزَّ وجلَّ : ( وَتَزَوَّدُواْ فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُوْلِي الأَلْبَابِ ) 197 / البقرة ،
إنَّ دعوة الله لهذه الأمة فيها الإصلاح والفلاح ، وقد بُعث النبيُّ صلى الله عليه وسلم ليتمم مكارم الأخلاق ، ويجسد أسمى معاني التواصل والتكافل الاجتماعي بين الناس ، ففي الإصلاح نجاة من غضب الله ، وسعادة لأبناء المجتمع : ( فَاتَّقُواْ اللّهَ وَأَصْلِحُواْ ذَاتَ بِيْنِكُمْ وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَرَسُولَهُ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِين ) 1/ الأنفال ، ويقول تبارك وتعالى : ( إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُون ) 10/الحجرات ، ويقول سبحانه : ( أَن تَبَرُّواْ وَتَتَّقُواْ وَتُصْلِحُواْ بَيْنَ النَّاسِ وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ) 224 / البقرة ، هذه القيم الإصلاحية الشعبية وغيرها كثير في شريعة الله هي من أهم مقومات الدولة الصالحة القوية ، ففيها عزة وقوة للفرد وعزة وقوة للأمة ، وفيها تكريم : ( وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلا ) 70 / الإسراء ، وفي هذا التكريم سُمُو على مافي المجتمعات من تفاضل بالعشيرة أو المال أو الأنساب وغير ذلك مما يفتخر به الناس في حياتهم : ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِير ) 13 /الحجرات ،
و النبيُّ صلى الله عليه وسلم هو المثل الأعلى للبشرية ، والقدوة والأسوة الحسنة الكريمة لجميع الخلق في استجابته لدعوة الله ، وترجمته لها في سيرة عطرة مباركة ، وليس للأمة اليوم وهي تعود إلى الله وإلى رسوله صلى الله عليه وسلم أفضل وأغلى وأعلى من سُنَّته وسيرته ، يؤكد هذا ربُّنا سبحانه : ( لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرا ) 21/الأحزاب ، وستبقى هذه الأسوة النبوية مستمرة في حياة المسلمين مادامت السماوات والأرض ، فهي حيَّة نديَّةٌ في أرواحنا وسلوكنا ، مهما طال الأمد ، ومهما كانت الظروف التي أوجدها أعداء الإسلام ، فسيرته صلى الله عليه وسلم وسيرته العطرة كالنسيم الرقيق تحيا به النفوس ، وتنتعش بأطيابه الصدور ، وستبقى مهيمنة على آفاق التطلعات الإنسانية التي تنشد الأفضل والأسمى في حياة البشرية . ولن تنقضها قوة أرضية مهما عربد طغاتها ، لأن سيرة الحبيب صلى الله عليه وسلم هي لباس الفطرة الإنسانية السليمة ، وهي المطابقة لقواعد العقل السليم ، ولا يرفضها إلا الحمقى والأعداء من بني البشر . أولئك الذين يتنعمون بالرذائل ويجافون مكارم الأخلاق ومآثر القيم العُلوية . وكما قيل لو وضعت الكلأ على الأرض ووضعت حوله أكوامًا من الذهب لاختارت الحمير الكلأ وفضَّلته على الذهب ، وكما قيل أيضا : إنَّ الكلاب تنبح في وجه مَن لاتعرفُه ، فأصحاب العقول المتعفة لايستمتعون إلا بالأدنى من متاع الحياة . وجمال الإسلام وزهو اليقين بالله ، وطهارة الحياة لاتعني شِرار الخلق في شيء ، أولئك الذين غرَّهم الشيطان ، وتوعَّد بإغوائهم ، قال الله تعالى : (ولقد أرسلنا إلى أمم من قبلك فزين لهم الشيطان أعمالهم، فهو وليهم اليوم ولهم عذاب أليم ) 63 / النحل ، إن إبليس وجنوده من الجن والإنس يعملون على فتنة الناس وإبعادهم عن الهدى ، وعن أسباب الحياة الفاضلة ، ولذلك حذَّر اللهُ عبادَه من فتنة الشيطان : ( يا بني آدم لا يفتننكم الشيطان كما أخرج أبويكم من الجنه ينزع عنهما لباسهما ليريهما سوءاتهما إنه يراكم هو وقبيله من حيث لا ترونهم إنا جعلنا الشياطين أولياء للذين لا يؤمنون ) 27/ الأعراف ، وقد يتعجب القارئ العاقل لآيات الله في نهي الناس عن الاستجابة للشيطان ، ويرى الكثير من الجهلة ومن النخب يوادون الشيطان وأعوانه ، والله ينهاهم في كثير من آياته البيات عن ذلك : ( أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلًا) ، ويبقى الشيطان عدوا للإنسان ، وهؤلاء السفهاء يأبون إلا اتباع خطوات الشيطان : ( لا تتبعوا خطوات الشيطان، ومن يتبع خطوات الشيطان فإنه يأمر بالفحشاء والمنكر ) 31 / النور ، وفي آية أخرى : ( يا أيها الناس إن وعد الله حق فلا تغرنكم الحياة الدنيا، ولا يغرنكم بالله الغرور، إن الشيطان لكم عدوٌ فاتخذوه عدوا، إنما يدعو حزبه ليكونوا من أصحاب السعير ) 5ـ6 / فاطر ، ستستمر الحياة ، وسيستمر الصراع ، وتبقى الحياة الطيبة في ظل شريعة الله ، وفي رحاب وعد الله جميلة طيبة ، تتسم بالسعادة رغم الضيق ورغم الأحداث الجِسام . لأن الجزاء الأوفى لعباد الرحمن هو في دار الخلود ، في الجنة ، ولأن الجزاء الأوفى للشيطان وأصحاب الشيطان هو في دار الخلود في النار . يوم لاتنفع الندامة ، ولا يُنجي أعوانَ الشيطان ذلك الشيطانُ نفسُه ، ألم يقل ربُّنا سبحانه وتعالى : (ألم أعهد إليكم يا بني آدم أن لا تعبدوا الشيطان إنه لكم عدوٌ مبين، وأن اعبدوني هذا صراط مستقيم، ولقد أضل منكم جبلاً كثيراً أفلم تكونوا تعقلون ) 60/61/32/ يس . ولقد أنزل الله الوحيَ مخاطبا جميع الناس : (يا أيها الناس إن وعد الله حق فلا تغرنكم الحياة الدنيا، ولا يغرنكم بالله الغرور، إن الشيطان لكم عدوٌ فاتخذوه عدوا، إنما يدعو حزبه ليكونوا من أصحاب السعير ) 65/ فاطر . إنه التحذير الرباني من الغرور ... من الشيطان وألاعيبه ومكره ووسوسته ، فهل يثوب السفهاء والمفسدون في الأرض ؟!
يأأمة مُحَمَّد ... صلى الله عليه وسلم لقد خاطب ربُّكم نبيَّه ، محذِّرًا أمته من تزيين الشيطان وخداعه ، فقال سبحانه : ( ولقد أرسلنا إلى أمم من قبلك فزين لهم الشيطان أعمالهم، فهو وليهم اليوم ولهم عذاب أليم ) 63 / النحل . ولقد مرَّت القرون وبادت الأمم التي أطاعت الشيطان في حياتها ، ولسوف تُبعث لتذوق العذاب الأليم في آخرتها ، وها قد أفقت من جديد ، واستعدت زمام المبادرة التاريخية لنهضة تكتنفها رعاية الله ، فلا يغرنَّك الشيطان ، ولا أعوان الشيطان أهل النفوس التي تأمر بالسوء ، والتي تتحصَّن بالأهواء البراقة ، هؤلاء الناس الذين قدَّموا مصالحهم على مصالح الأمة وتاريخها ومستقبلها ، فهاجوا وهيَّجوا البسطاء من الناس لإشاعة الفوضى ، ولإرباك حركة التغيير المباركة ، فاحذريهم واحذري خطوات الشيطان التي انتعلوها للوصول إلى غاياتهم الذميمة ، يقول الله تعالى : ( يا أيها الذين آمنوا لا تتبعوا خطوات الشيطان ومن يتبع خطوات الشيطان فإنه يأمر بالفحشاء والمنكر، ولولا فضل الله عليكم ورحمته ما زكى منكم من أحد أبداً، ولكن الله يزكي من يشاء، والله سميع عليم ) 21 / النور .