صفات المتقين
في ظلال القرآن الكريم «الجزء الثالث»
ربيع شكير
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، شهادة ينالُ من اعتقدها وقالها وعمل بها ودعا إليها وصبر على تبعاتها الفوزَ الأعظم والفلاح الأكبر.
الحمد لله ذي النعم الجزيلة التي أعيت المحصين، والصلاة والسلام على محمد بن عبد الله خاتم الأنبياء، والمرسلين، الذي بعثه الله بدين الإسلام رحمة للعالمين، وجعل أمته خير أمة أخرجت للناس، ولم يرض لعباده دينا سواه، وقصر الفلاح والفوز برضاه على من اتبع سنة محمد صلى الله عليه وسلم وما سار عليه الصحابة الكرام رضوان الله عليهم.
أما بعد..
المتقون لهم صفات وأعمال نالوا بها السعادة في الدنيا والآخرة، ومن هذه الصفات ما يأتي:
خامساً: قال الله تعالى: »إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ ﴿١٥﴾ آخِذِينَ مَا آتَاهُمْ رَبُّهُمْ إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُحْسِنِينَ﴿١٦﴾ كَانُوا قَلِيلًا مِّنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ ﴿١٧﴾ وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ﴿١٨﴾ وَفِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ لِّلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ ﴿١٩﴾« XE "1:51=إِنَّ الْـمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ * آخِذِينَ مَا آتَاهُمْ رَبُّهُمْ إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُحْسِنِينَ * كَانُوا قَلِيلاً مِّنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ * وَبِالأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ * وَفِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ لِّلسَّائِلِ وَالْـمَحْرُومِ =15-16=" [1].
في هذه الآيات أعمال عظيمة من أعمال المتقين، وصفات كريمة، هي:
1- الإحسان في عبادة الله، والإحسان إلى عباد الله.
2- صلاة الليل الدالة على الإخلاص وتواطؤ القلب واللسان، فكان نومهم بالليل قليلاً[2].
3- الاستغفار بالأسحار قبيل الفجر، فقد مدّوا صلاتهم إلى السحر، ثم جلسوا في خاتمة قيامهم بالليل يستغفرون الله.
4- الإنفاق على المحتاجين الذين يطلبون من الناس، والذين لا يسألونهم.
وهذه صفات المتقين الذين أدخلهم الله الجنات المشتملات على جميع أصناف الأشجار والفواكه، وعلى العيون السارحة تشرب منها تلك البساتين، ويشرب منها عباد الله المتقون([3]).
وهذه نماذج وأمثلة من صفات المتقين، وهي كثيرة في كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.
وبالله التوفيق وصلى الله وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
[1]- سورة الذاريات، الآيات: 15-19 .
[2] -قال الحسن البصري: «كَانُوا قَلِيلا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ» :كابدوا قيام الليل، فلا ينامون من الليل إلا أقله، ونشطوا فمدوا إلى السحر، حتى كان الاستغفار بسحر. (انظر تفسير ابن كثير).
([3]) انظر: تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان، للسعدي، ص751 .