علامات قبول الطاعـة ...
علامات قبول الطاعـة ...
عبدالله عبدالعزيز السبيعي
لأهمية هذا الموضوع أحببت نقله والمشاركة به ...
بعد كل طاعة وعبادة سواءً كانت عمرة ،
حج ، صيام، صلاة، صدقة ،أي عمل صالح كلنا يردد هتاف علي رضي الله عنه يقول : ليت شعري ، من المقبول فنهنيه، ومن المحروم فنعزيه). وبعدكل طاعة نردد أيضاً قول ابن مسعودرضي الله عنه : أيها المقبول هنيئًا لك، أيها المردود جبر الله مصيبتك).
ولقد قال علي رضي الله عنه : لا تهتمّوا لقِلّة العمل، واهتمّواللقَبول)، ألم تسمعوا الله عز وجل يقول : إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ )المائدة:27). لا تكن مثل بعض المسلمين، الذين ليسوا حريصين على قبول طاعاتهم ، فإن التوفيق للعمل الصالح نعمة كبرى، ولكنهالا تتم إلا بنعمة أخرى أعظم منها، وهي نعمة القبول. وإذا علم العبد أن كثيراً من الأعمال ترد على صاحبها لأسباب كثيرة كان أهم ما يهمه معرفة أسباب القبول ، فإذا وجدها في نفسه فليحمد الله ، وليعمل على الثبات علىالاستمرار عليها ،وإن لم يجدها فليكن أول اهتمامه من الآن:
العمل بها بجد وإخلاص لله تعالى. فما هي أساب القبول أو ما هي علامات المقبولين :عدم الرجوع إلى الذنببعد الطاعة: فإن الرجوع إلى الذنب علامة مقت وخسران ،قال يحي بن معاذ : من استغفر بلسانه وقلبه على المعصية معقود،وعزمه أن يرجع إلى المعصيةبعد الشهر ويعود نفصومه عليه مردود ، وباب القبول في وجهه مسدود ". دعاء عند التكاسل عن الطاعة علامات حسن الخاتمة إن كثيرا من الناس يتوب وهو دائم القول: إنني أعلم بأني سأعود.. لا تقل مثله.. ولكن قل : إن شاء الله لن أعود تحقيقا لاتعليقا"..
واستعن بالله واعزم على عدم العودة..الوجل من عدم قبول العمل:فالله غني عن طاعاتنا وعباداتنا، قال عز وجل ـ: وَمَن يَشْكُرْ فَإنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَن كَفَرَ فَإنّ َ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ)
[لقمان: 12]، وقال تعالى ـ: إن تَكْفُرُوا فَإنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنكُمْوَلا يَرْضَى لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ وَإن تَشْكُرُوايَرْضَهُ لَكُمْ)الزمر: 7] ،والمؤمن مع شدة إقباله على الطاعات، والتقرب إلى الله بأنواع القربات إلا أنه مشفق على نفسه أشد الإشفاق، يخشى أن يُحرم من القبول .
فعن عائشة ـ رضي الله عنها ـ قالت: سألت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن هذه الآية: (وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْاوَّقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ)المؤمنون: 60] أهم الذين يشربون الخمرويسرقون! قال: لا يا ابنة الصديق! ولكنهم الذين يصومونويصلّون ويتصدقون،وهم يخافون أن لا يقبل منهم، أولئك الذين يسارعون في الخيرات). فعلى الرغم من حرصه على أداء هذه العبادات الجليلات فإنه لا يركنإلى جهده، ولا يدل بهاعلى ربه، بل يزدري أعماله،ويظهر الافتقار التام لعفو الله ورحمته، ويمتلئ قلبه مهابة ووجلاً،
يخشى أن ترد أعماله عليه، والعياذ بالله، ويرفع أكفالضراعة ملتجئ إلى الله يسأله
أن يتقبل منه. التوفيق إلى أعمال صالحة بعدها: إن علامة قبول الطاعة
أن يوفق العبد لطاعة بعدها، وإن من علامات قبول الحسنة: فعل الحسنة بعدها، فإن الحسنة تقول: أختي أختي . وهذا من رحمة الله تبارك وتعالى وفضله أنه يكرم عبده إذا فعل حسنة، وأخلص فيها لله أنه يفتح له باباً إلى حسنة أخرى ليزيده منه قرباً. فالعمل الصالح شجرة طيبة، تحتاج إلى سقاية ورعاية، حتى تنمو وتثبت، وتؤتي ثمارها،وإن أهم قضية نحتاجهاأن نتعاهد أعمالنا الصالحة التي كنانعملها، فنحافظ عليها، ونزيد عليها شيئاً فشيئاً. وهذه هي الاستقامة التي تقدم الحديث عنها. استصغار العمل وعدم العجب والغرور به : إن العبد المؤمن مهما عمل وقدَّم من إعمالٍ صالحة ,فإن عمله كله لايؤدي شكر نعمة من النعم التي في جسده من سمع أو بصر أو نطق أو غيرها، ولايقوم بشيء من حق الله تبارك وتعالى، فإن حقه فوق الوصف، ولذلك كان من صفات المخلصين أنهم يستصغرون أعمالهم، ولا يرونها شيئاً، حتى لا يعجبوا بها، ولا يصيبهم الغرور فيحبط ... لا يعجبوا بها، ولا يصيبهم الغرور فيحبط أجرهم، ويكسلوا عن الأعمال الصالحة. ومما يعين على استصغار العمل: معرفة الله تعالى ، ورؤية نعمه ، وتذكر الذنوب والتقصير.ولنتأمل كيف أن الله تعالى يوصي نبيه بذلك بعد أن أمره بأمورعظام فقال تعالى: يا أيها المدثر. قم فأنذر. وربك فكبر،وثيابك فطهر. والرجز فاهجر. ولاتمنن تستكثر) فمن معاني الآية ما قاله الحسن البصري: لاتمنن بعملك على ربك تستكثره. قال الإمام ابن القيم رحمه الله: كلماشهدت حقيقة الربوبية وحقيقة العبودية، وعرفت الله، وعرفت النفس، وتبيَّن لك أنّ َ مامعك من البضاعة لا يصلحللملك الحق، ولو جئت بعمل الثقلين خشيت عاقبته، وإنما يقبله بكرمه وجوده وتفضله، ويثيبك عليهأيضاً بكرمه وجوده وتفضله" مدارج السالكين، . حب الطاعة وكره المعصية: من علامات القبول ، أن يحبب الله في قلبك الطاعة ,فتحبها وتأنس بها وتطمئن إليها قال تعالى:
الَّذِينَ آمَنُوا ْ وَتَطْمَئِنُّقُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللّهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنّ ُ الْقُلُوبُ ) الرعد28 ومن علامات القبول أن تكره المعصية والقرب منها وتدعو الله أنيُبعدك عنها قائلاً: اللهم حبب إليَّ الإيمان وزينه في قلبي وكرَّه إليَّ الكفر والفسوق والعصيان واجعلني من الراشدين.الرجاء وكثرة الدعاء:إن الخوف من الله لا يكفي ،إذ لابد من نظيره وهو الرجاء،لأن الخوف بلا رجاء يسبب القنوط واليأس، والرجاء بلا خوفيسبب الأمن من مكر الله، وكلها أمور مذمومة تقدح في عقيدة الإنسان وعبادته. ورجاء قبول العمل- مع الخوف من رده يورث الإنسان تواضعا ًوخشوعاً لله تعالى، فيزيد إيمانه . وعندما يتحقق الرجاء فإنالإنسان يرفع يديه سائلاً الله قبول عمله فإنه وحده القادر على ذلك، وهذا ما فعله أبونا إبراهيم خليل الرحمن وإسماعيل عليهما الصلاة والسلام، كما حكى الله عنهم في بنائهم الكعبةفقال وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت وإسماعيل ربنا تقبل مناإنك أنت السميع العليم) البقرة:127).
التيسير للطاعة والإبعاد عن المعصية :
سبحان الله إذا قبل الله منك الطاعة يسَّر لك أخرى لم تكن في الحسبان ,بل وأبعدك عن معاصيه ولو اقتربت منها . قال تعالى: فَأَمَّا مَن أَعْطَى وَاتَّقَى {5 وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى{6 فَسَنُيَسِّرُهُلِلْيُسْرَى{7 وَأَمَّامَن بَخِلَ وَاسْتَغْنَى{8وَكَذَّبَبِالْحُ سْنَى{9 فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى{10)4
-10 الليل
حب الصالحين وبغض أهل المعاصي :
من علامات قبول الطاعة أن يُحبب الله إلى قلبك الصالحين أهل الطاعة ويبغض إلى قلبك الفاسدين أهلالمعاصي ،و لقد الإمام أحمد عن البراء بن عازب رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن أوثق عرى الإيمان أن تحبفي الله وتبغض في الله)).
قل لي من تحب من تجالس من تود أقل لك من أنت، ولله در عطاء الله السكندري حين قال إذا أردتأن تعرف مقامك عندالله فانظر أين أقامك (والواجب أن يكون حبنا وبغضنا،وعطاؤنا ومنعنا، وفعلنا وتركنا لله - سبحانه وتعالى - لا شريك له،ممتثلين قوله، صلى الله عليه وسلم " من أحب لله،وأبغض لله، وأعطى لله، ومنع الله ، فقداستكمل الإيمان "
رواه أحمدعن معاذ بن أنس وغيره.
. كثرة الاستغفار:
المتأمل في كثير من العبادات والطاعات مطلوبٌ أن يختمها العبد بالاستغفار، فإنه مهما حرص الإنسان على تكميل عم له فإنه لابد من النقص والتقصير، ، فبعد أن يؤدي العبد مناسك الحج قال تعالى ثُمَّ أَفِيضُواْ مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ وَاسْتَغْفِرُواْاللّهَ إِنّ َ اللّهَ غَفُور ٌ رَّحِيمٌ))
( البقرة:199).