المساجد في الميدان
محمود القلعاوي /مصر
مستشار اجتماعي وتربوي على شبكة الإنترنت
[email protected]
وقامت الثورة وتحقق الحلم وحدث التغيير ورأينا العمائم تعلوا
الميدان ورجال الدين يتقدموا الجميع .. ورأينا المساجد تعود إلى سابقها ، تعود إلى
القيادة ، ورأينا البدايات تكون فى صلاة الجمعة ويوم الجمعة فصرنا نرى مليونيات لا
تكون إلا يوم الجمعة ومع صلاة الجمعة ، تعود المساجد إلى أن تكون روح الأمة كما
كانت من أول يوم بنيت فيه بعد هجرة النبى صلى الله عليه وسلم ، فالمساجد هى ملتقى
الأحباب والأصحاب وفيها تؤدى الصلوات وفيها تعقد مجالس العلم ومنها تنطلق الجيوش ،
وهى منارة العلم والعدل والهدى فى كل بقاع الدنيا ..
ظلت المساجد تلعب هذا الدور دور المحفز للخير ، تخرج لنا دعاة
الخير والنور على مدار الأزمان والعصور والدهور .. ولكن وللأسف حدث التراجع كما
يقول د . محمد صبحى رضوان : " ومع التراجع الرهيب للدول الاسلامية فى عصرنا الحديث
تم تهميش دور المسجد وتحول الى مجرد مكان تؤدى فيه الصلاة فقط لدقائق معدودة ثم
سرعان ما توصد أبوابه ولولا الملامة لأغلق تماماً حتى أمام المصلين , واستسلم
المسلمون لهذا الدور الباهت للمساجد فى ظل الأنظمة الدكتاتورية وأصبحت كل علاقتهم
مع حبيبهم المسجد مجرد زيارات خاطفة يؤدون خلالها ركعات سريعة "
العمائم البيض فى الميدان ..
ولكن وبفضل من رب العزة عادت الأمور إلى سابق عهدها ، عادت
بثورة 25 يناير العبقرية ، عادت ورأينا العمائم تتقدم بل وفوق الأكتاف تحمل ، وكما
يقول أ.د. حلمي محمد القاعود عن عودة رجالات الأزهر ورجالات الأزهر الشريف : " كان
من المشاهد التي أسعدتني في مظاهرات الثورة بميدان التحرير، وجود العمائم البيض
التي تمثِّل الأزهريين الذين حضروا بزيِّهم التقليدي بين المتظاهرين والمعتصمين؛
للمشاركة مع جموع الشعب المصري في المطالبة بإسقاط النظام الفاسد، وتخليص البلاد من
حكم الطغيان والإجرام، فقد أعادوا سيرة الأزهر المعمور يوم كان يقود الثورة ضد
الطغاة والغزاة، وظل كذلك حتى جرَّده الفراعنة المحدَثون من دوره، وحرموه من
طبيعته، وحوَّلوه إلى مجرد أداة فارغة لا وجود لها، كل مهمتها إصدار الفتاوى التي
تُرضي الفرعون، وتؤيد تنازلاته المشينة للعدو، وتفتح أبواب الأزهر الطاهر للغزاة
الأنجاس، وتحلِّل الربا، وتناصر الغرب الصليبي في استئصاله للإسلام على أرض أوربا،
شكلاً ومضمونًا " .
تنحى يوم الجمعة ..
بل إننا نرى فضل الله عز وجل بأن نرى رحيل هذا الطاغية يكون يوم
الجمعة خير أيام الله ، حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " خير يوم طلعت
فيه الشمس يوم الجمعة، فيه خلق آدم، وفيه أدخل الجنة وفيه أخرج منها " رواه مسلم ،
وعن أوس بن أوس رضي الله عنه قال قـال النبي صلى الله عليه وسلم : " إن من أفضل
أيامكم يوم الجمعة فأكثروا علي من الصلاة فيه فإن صلاتكم معروضة " رواه أبو داود.