حديثٌ تحت الشجرة
محمود القلعاوي /مصر
مستشار اجتماعي وتربوي على شبكة الإنترنت
[email protected]
جلس حسام تحت شجرته التى يحبها فى حديقة بيته ، فلهذه الشجرة تاريخ لا ينساه لقد زرعها فى الأسبوع الذى تزوج فيه من حبيبته ، لكم يحب زوجته فهى رفيقة دربه التى طالما وقفت بجوراه حتى وصل إلى ما وصل إليه ، ووقعت عينى
حسام على ثمرة فى الشجرة التى يستظل بها ، ولا يعلم لم تذكر وقتها وجه زوجته وعليه إبتسامة لم يرها من قبل ، نعم هو يتذكر هذا اليوم جيداً ، لقد أخذ مكافأة كبيرة من عمله لم يكون يتصور حصوله عليها ، فأرد أن يشترى لها هدية وهو عائد إلى بيته ولكن ماذا يشترى ؟! فهو لم يتعود أن يشترى لزوجته هدايا من قبل ، اجتهد أن
يشترى هدية قيمة يُدخل السعادة على قلبها وما أن قدمها لزوجته حتى رأى هذه البسمة التى لم يرها من قبل ، شعر أن هديته البسيطة جعلت زوجته وكأنها تمسك السحاب بيدها ، لم يكون يتصور أن زوجته ستسعد كل هذه السعادة بهديته المتواضعة ، علم وقتها بتقصيره فى حقها وعزم على أن يستمر ما بدأ ومن آن لآخر يشترى لزوجته هدية يجدد بها حياته ويسعد بها زوجته ويزيل حواجز قد تقع من سوء فهم قد يقع ، وهز رأسه قائلاً صدقت يا حبيبى يا رسول الله : " تهادوا تحابوا "
وكأنك تقول لها ..
والهدية ليس قلماً يقدم أو ثياباً جديداً يلبس بل رسالة ترسلها لزوجتك وكأنك تقول لها كلمة تعشق الزوجة سماعها أحبك ، ما الهدية إلا إعتراف منك أيها الزوج بحبك لزوجتك ومكانتها لديك فأنت لم تنساها ، وأرى الهدية شكراً منك على جهدها وحبها وعطائها لك أراها وكأنك تقول لها " أشكرك على ما قمت به " ، وأرى فى الهدية أيضا اعتذار منك عن أى تقصير قمت بها نعم قد يصعب علي الزوج الاعتذار وكأنك تقول لها بهديتك" أنا آسف " ، وأرى فيها شوقاً لزوجتك ،
ألم تشترى الهدية وأنت فى الخارج شوقاً وتفكيراً فى زوجتك وكأنك تقول لها " كم اشتقت إليك؟! "
قالوا في الهدية
يقول عبد الملك بن مروان " ثلاثة أشياء تدل على عقول أربابها: الكتاب يدل على عقل كاتبه، والرسول يدل على عقل مرسله، والهدية يدل عقل مهديها " ، ويقول أبو نصر الوزير: "الهدية ترد بلاء الدنيا، والصدقة ترد بلاء الآخرة " وقال آخر :- " تهادوا تحابوا. نعم الشيء الهدية أمام الحاجة. الهدية تفتح الباب المصمت. من قدم هديته نال أمنيته " .
أيها الزوج الكريم .. ماذا ستخسر لو قدمت لزوجتك هدية مهما كانت رخصية الثمن ، صدقنى سيكون لها أكبر الأثر فى حياتك كلها ..