صفات الداعية
محمد إسماعيل الخطيب رحمه الله
الشعوب المسلمة تعتبر علماءها قدوة ومثلاً يحتذى، وهذا ما ينبغي أن يكون، فإذا داهنوا ونافقوا وأولوا بغير حق لا سمح الله، فإنهم يتركون أثراً سيئاً في نفوس هذه الشعوب، فتفقد الثقة بعلمائها، فيكونون سبباً في غرس بذور الهزيمة والضعف في النفوس، ولا يليق ذلك بهم، ونسأل الله لنا ولهم السلامة من ذلك.
وإن من صفات الداعية:
1- حسن الصلة بالله فهي الدعامة الأولى في أخلاق الدعاة، هي روح ينفث الحياة وينبض بالحركة والقوة، ويشيع الضوء والدفء.
2- إصلاح النفس وهذا جهد لا ينفك عن مسلم وهو بالدعاة ألصق، والداعية المشتغل بهداية الناس إنما يفعل ذلك على ضوء من إصلاحه لنفسه هو، إن سهر الداعية على خاصة نفسه يصلحها، وكذلك أهله أمر لا محيص عنه كي تثمر دعوته وتحمد طريقته.
3- دقة الفهم لأمور الدين والدنيا، فذلك ضروري للداعية كي يستطيع تشخيص العلة التي أمامه، ويهيئ لها الأسباب المناسبة للشفاء من كلام الله تعالى وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم، لذلك كان لا بد من ثروة طائلة من نصوص الكتاب والسنة تكون رصيداً عنده لأي داء وافد أو مرض عارض، وأن تكون له إحاطة تامة بطبيعة البيئة وأحوالها الجلية والخفية، وظروفها القريبة والبعيدة، فذلك كما يرى الشيخ محمد الغزالي رحمه الله تعالى هو منهج القرآن في بناء الأمم.
4- الجمع في الدعوة بين العلم والعاطفة فذلك أدعى للاستجابة والقبول.
5- الحرص على الائتلاف والبعد عن كل ما يؤدي إلى الاختلاف.
6- قبول الرأي الآخر المدعم بالدليل برحابة صدر وسعة أفق.
7- المطاوعة لإخوانه الدعاة والذلة على المؤمنين فهو سلوك إسلامي ضروري لجمع الشمل ووحدة الكلمة.
8- التبشير لا التنفير، فإن التبشير مدعاة للقبول ويستثير الرغبة في الاستجابة، بينما التنفير على النقيض من ذلك.
9- التيسير لا التعسير.
وذلك أخذاً من الحديث الشريف الوارد في صحيح البخاري، حدثنا يحيى حدثنا وكيع عن شعبة عن سعيد ابن أبي بردة عن أبيه عن جده: أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث معاذاً وأبا موسى إل اليمن وقال: "يسرا ولا تعسرا وبشرا ولا تنفرا وتطاوعا ولا تختلفا".
من كتابه (وجهة نظر).