هل استعددت لشهر رمضان الكريم

ليتنا نعلم أن رمضان هدية من الرحمن فتحت فيه أبواب الرحمة والمغفرة والتوبة وتضاعف فيه الثواب فلا يفوتنا الفوز به ولا نحاول أن نخسره بالعادات السيئة  والإفراط في الأكل والشرب ونوم نهاره وسهر ليله  أمام التلفزيون أو على المقاهي  والبدعة الجديدة  التي أراها في الشوارع تعلن عن ( الشيشة الرمضانية )وقد أصبحت عادة سيئة انتشرت بين الكبار و الصغار والبنات  والأولاد وكأن رمضان شهر الشيشة والقهاوي والسمر و الغناء و الرقص . سبحان الله وكأن رمضان شهر المسلسلات والفوازير وجلسات النم والغيبة ونسى بعض الناس انه هدية الرحمن انه شهر القرآن لا يجوز فيه الكسل و التراخي في  العمل  والغضب لأتفه الأسباب بحجة الصيام العمل في شهر رمضان يتضاعف اجره لذلك يجب علينا أن نغتنم الثواب ونضاعف الزكاة والعمل  والعبادة وقراءة القرآن ،علمت أن علماء الحديث في شهر رمضان كانوا يتركون جمع الحديث للتفرغ لقراءة القرآن فمنهم من ختمه في  ثلاث أيام ومنهم من ختمه في خمس أو سبع لماذا نخسره ونخسر نفحاته وبركاته ولا نصلح فيه من أنفسنا ونلحق ما فاتنا ونعود إلى الله ( أتاكم رمضان شهر بركة يغشاكم الله فيه فينزل الرحمة ويحط الخطايا ويجيب فيه الدعاء وينظر فيه إلى تنافسكم في الخير ويباهي بكم ملائكته فأروا من أنفسكم خيرا فإن الشقي من حرم فيه  رحمته ) إن ذكر الله هو طب القلوب ودواؤها وعافية الأبدان وشفاؤها ونور الأبصار وضياؤها به تطمئن القلوب وتنفرج الكروب وتغفر الذنوب .

ها هو رمضان يدق الأبواب برحمات الله ليأخذ بأيدينا إلى عتق من النار وإلى جنات عرضها السماوات و الأرض .مرحبا شهر الهدى شهر العبادة والفكر شهر التلاوة والذكر شهر النقاء والطهر .تعالوا بنا نؤمن ساعة … أفراد أو جماعة فكل العز في الطاعة … تعالوا نصوم .. نصلي ونقوم .. هيا إلى خلوة القرآن .. ركضا إلى ساحة الرضوان تبتلا في حضرة الرحمن ..تعالوا نأوي مع الصوم إلى كهف من الطهر ينشر لنا ربنا فيه من رحمته ويهيئ لنا من أمرنا رشدا ، أيام معدودات في عالم الحساب ولكن لا عداد لها في عالم الأجر و الثواب ، نسأل الله القريب ،وندعو لياليه فهو فيها باسط الكف و مستجيب .

ترى أي شعور غامر بالإسعاد ذلك الذي يسري بصدر الصائم وهو يبدأ يقظته محسا بأنه مطيع لصاحب الفضل عليه قريب منه حبيب لديه مرضي عنه أي إحساس يجده الصائم في جنبات قلبه وقد أرتفع على المادة في كل أوصافها وآثارها، وسما إلى سماء الملائكة المقربين إفطاره دعاء غداؤه تسبيح عشاؤه قيام وترتيل .الهم إني لك صمت فتقبل صيامي ولك قمت فأحسن قيامي وعليك أقبلت فزين لقائي ولك خضعت فأجزل عطائي ومن أوسع رزقك أفطرت وذهب ظمأى وابتلت عروقي فأغفر لي وارحمني وأهدني وعافني و ارزقني (انك نعم المولى ونعم النصير )

رمضان أوله رحمة فاجعل شعارك من لا يرحم لا يرحم ،لا لقطع الأرحام وتذكر الحديث الشريف ( الرحم معلق بالعرش تقول من وصلني وصله الله ومن قطعني قطعه الله ) و تذكر أن من ستر مسلما في الدنيا ستره الله في الدنيا والآخرة فهل يمكن أن نكفي الفقراء و المحتاجين ذل السؤال في هذا الشهر؟.

أيما مؤمن أطعم مؤمنا على جوع أطعمه الله من ثمار الجنة ومن سقى مؤمنا على ظمأ سقاه الله من الرحيق المختوم .أحرص أن تفطر على تمر وماء ثم صل المغرب ثم أكمل الإفطار بعد صلاة المغرب (سنه محمدية ) و حقيقة علمية ولا تنسى إن الدعاء عند الفطر هو (اللهم لك صمت وعلى رزقك أفطرت ذهب الظمأ وابتلت العروق وثبت الأجر إن شاء الله تعالى الحمد لله الذي أعانني فصمت ورزقني فأفطرت ) اللهم أعد علينا رمضان وقد حرر الأقصى الأسير .