بيوت الله تعلمنا
بيوت الله تعلمنا
عزة الدمرداش
قال تعالى (يا بني أدم خذوا زينتكم عند كل مسجد) نداء أقرأني كريم وجهه الله سبحان وتعالى إلى كل مسلم ومسلمة وليس مقصور هذا النداء على الرجال دون النساء فصلاة الجماعة أفضل من صلاة الفرد بسبعة وعشرين درجة وهو عموم لا يخص منه النساء وقد عجبت من بعض الفقهاء الذين يقولون (إن صلاة المرأة في بيتها أفضل من صلاتها في المسجد الحرام أو الحرم النبوي)فلو كان الأمر كذلك فلم أشرف النبي صلى الله عليه وسلم على تنظيم صفوفهن في مسجده ؟ولم جعل لهن بابا خاصا بهن ؟ولما ذهب إليهن وعلمهن وحثهن على الصدقة؟ لقد كانت المسلمات في عهد النبي صلى الله عليه وسلم والخلفاء الراشدين ومن بعدهم حريصات على حضور الجماعة في صلاة الصبح والعشاء وكن يحضرن بأطفالهن كما يدل على ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم (إني لا أدجل في الصلاة أريد أن أطيلها فاسمع بكاء صبي فأتجوز في صلاتي خشية أن تفتن أمه ) أي تشوش في صلاتها .وليس معنى ذلك ترك المرأة لبيتها وشئون زوجها وأولادها لتحرص على الجماعة فهي في بيتها راعية ومسئولة عن رعيتها وبعد ذلك عليها بالذهاب للجماعة كما إن إذن المرأة من واليها مطلوب قبل الذهاب إلى المسجد احتراما وتقديرا له وعلى الوالي إلا يمنعها إلا لحاجة واضحة أو مخافة ضرر أو مضايقات لذا فالبنت تستأذن والدها و الزوجة تستأذن زوجها كما ألاحظ علاقة المسلمات بالمسجد تزيد في رمضان وتقل بشكل ملاحظ في غيره من الشهور وهو أمر طبيعي لخصوصية شهر القرآن والصيام والقيام وحلقات العلم والاعتكاف وقد كانت النساء في عهد النبي صلى الله عليه وسلم يحضرن صلاة القيام وقد يقل تردد المرأة على المسجد بعد رمضان ولكن لا يجب أن تهجره بالمرة وتنهمك في أشياء أخرى بحجة أن الوقت لا يتسع للمسجد والعجيب أن بعض الناس يجادلون في ذهاب المرأة للمسجد ولا يجادلون في ذهابها للعمل أو للأسواق أو للنادي أو في إهدارها ساعات طوال أمام التلفزيون أو على التليفون ويجادلون في ذهابها للمسجد (يا سبحان الله) لذا فالمرأة ينبغي ألا تقاطع المسجد الذي هو دار العبادة ومصدر الطاقة الروحية وتعزيز الروابط الاجتماعية فيتربى عندها الحس الجماعي وينعكس بلا شك أثره الطيب على سلوكها وثقافتها ويرفع وضعها الأسري ووعيها بحقوق زوجها وأولادها وجيرانها وتطلع على أوضاع المجتمع من خلال دروس المسجد وهناك مسلمات متعلمات تعليم عالي ولكن ليس لديهن أي معلومات عن الثقافة الإسلامية التي يجب أن تعيها كل مسلمة و من خلال ذهابها للمسجد وحضورها حلقات الدرس تتعلم حقوق الزوج والعشرة الطيبة والمودة والرحمة حتى لا تتعالى على زوجها بعملها الذي تشارك منه في البيت أو تتعالى بخدمتها لأولادها ولزوجها وكأنها تمن عليهم وتشتكي طوال النهار والليل من خدمتها لهم ومراعيتها وتنظيفها للبيت وكأن بوجودها تقام الدنيا وبغيابها تقام القيامة هذه سلوك بعض النساء البعيدات عن الله وعن التوعية الدينية وتتعلم سيرة المسلمات الصحابيات كمسلمة مربية لأولادها مراعية لزوجها عالمة متعلمة مجاهدة في سبيل الله تشارك في الفتوحات كل ذلك كانت تقوم به الصحابيات بدون من و لا أذى ولا تطاول باللسان على الزوج والأولاد فأين نحن الآن منهن أين نحن الآن من صحابية مثل نسيبة بنت كعب العالمة المتعلمة التي بايعت النبي صلى الله عليه وسلم بيعة العقبة ودفاعها عن النبي في غزوة أحد ووقوفها في المعارك بجانب أولادها وزوجها واستشهاد أولادها بعد أن قتل واحد منهم مسيلمة الكذاب لشعرنا بضآلة الحجم الذي تتشدق به بعض السيدات لمجرد أداء واجباتها الضرورية وتطالب بعضهن الأجر على خدمة الزوج والأولاد ولا حولا ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .