الهوى والغضب

د.عثمان قدري مكانسي

[email protected]

روى ابن كثير رحمه الله تعالى في تفسيره أن يزيد بن قسيط قال : كان للأنبياء قبل نبينا صلوات الله وسلامه عليهم مساجد خارجة من قراهم فإذا أراد أحدهم أن يستنبئ ربه عن شيء خرج إلى مسجده فصلى ما كتب الله ثم سأله ما بدا له ، فبينا نبي في مسجده إذ جاء عدو الله - يعني إبليس - حتى جلس بينه وبين القبلة فقال النبي : أعوذ بالله من الشيطان الرجيم . قال فرده ذلك ثلاث مرات .

فقال عدوُّ الله مخاطباً النبيّ : أخبرني بأي شيء تنجو مني ؟! .

فقال النبي : بل أخبرني بأي شيء تغلب ابن آدم ؟ - مرتين قالها - فأخذ كل واحد منهما على صاحبه (عهداً أن يصدق في جوابه ).

 فقال النبي إن الله تعالى يقول " إن عبادي ليس لك عليهم سلطان إلا من اتبعك من الغاوين " . قال عدو الله قد سمعت هذا قبل أن تولد . قال النبي ويقول الله " وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله إنه سميع عليم " ، وإني والله ما أحسست بك قط إلا استعذت بالله منك . قال عدو الله صدقت ، بهذا تنجو مني . فقال النبي : أخبرني بأي شيء تغلب ابنَ آدم ؟ قال : آخذه عند الغضب والهوى .

قلتُ : أعاذنا الله من الغضب والهوى