رفقاً بالقوارير

حسام العيسوي إبراهيم

رفقاً بالقوارير

حسام العيسوي إبراهيم

[email protected]

ستظل كلمات النبي صلى الله عليه وسلم لأنجشة وهو يأخذ بزمام ناقة أمهات المؤمنين وأزواج النبي صلى الله عليه وسلم رسالة يوصيها النبي صلى الله عليه وسلم لكل رجل تحت يديه امرأة أختاً أو بنتاً أو زوجاً ، هذه الكلمة التي تبين المعدن النفيس الذي تتكون منه المرأة ، وتبين أهم صفات وخصائص بنات آدم ألا وهي : الرقة والرحمة .

تحتاج النساء إلى كلمة حانية ، وإلى تعبيرات رقيقة تتفق مع أنوثتهن ، فمهما كانت المرأة في حالة مزاجية صعبة ، ومهما كان سلوكها خشناً في بعض الفترات ، فإن كلمة واحدة حانية قادرة على تغييرها تغيراً كبيراً.

يظن بعض الرجال أنهم هم الوحيدون الذين يمرون بظروف شديدة في هذه الحياة ، فهم دائماً حاملين الهم ، ورافعين شعار المسئولية ، حياتهم عمل ، وراحتهم تفكير في الحياة والمستقبل .

هذا صحيح ، ولكن المرأة أيضاً تستشعر هذه المسؤولية ، وتحمل هذا الهم ، وتستشعر آفاق المستقبل ؛ بل قد تكون مسؤوليتها أضخم، وهمها أصعب .

أقول هذا الكلام في البداية حتى لا يستشعر الرجل أن نظرة الاستحقاق ، وبسمة الحب ، ولمسة الحنان هو الأحق بها دائماً ؛ ولكن توجد من يجب أن تشاركه في هذه الاستحقاقات ، وهذه النظرات والبسمات .

وهكذا كان حبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم ، كان محمد صلى الله عليه وسلم أباً ونعم الأب ، وزوجاً ونعم الزوج ، وأخاً ونعم الأخ .

كان تعامل محمد صلى الله عليه وسلم مع زوجاته تعاملاً فريداً ، تعامل تظهر فيه روح الحب والرحمة والعدل والوفاء ، وهكذا يعلمنا محمد صلى الله عليه وسلم .

إن الحياة الزوجية لابد أن تكون قائمة على أسس وأصول وثوابت ، ويجب ألا تنفصل هذه الأصول وهذه الأسس وهذه الثوابت عن الزوجين في حياتهما معاً ، فكثير من المشاكل الأسرية المتفاقمة تقوم من أجل أن الحياة الزوجية أصبحت في مهب الريح تحركها العواصف والتيارات كيفما تشاء .

فمن كلمة بسيطة إلى موقف عابر إلى تصرف خطأ تنقلب الحياة الزوجية بل قد تصل إلى النهاية ،قد تحتاج كثير من المشاكل إلى كلمة بسيطة من أحد الزوجين ، وبهذه الكلمة تنتهي المشكلة .

وسائل بسيطة جداً يستطيع الزوج فعلها مع زوجته ، وتستطيع الزوجة أن تفعلها مع زوجها ، هذه الوسائل البسيطة تجعل الحياة مع ما يعكر صفوها من هموم وشجون تتحول إلى جنة يعيش فيها الزوجين معاً ، فهل فكّرنا في هذه الوسائل ؟

قرأت في كتاب أن صاحباً في العمل كان لا يتحدث عن مشاكله الزوجية أبداً فأثار انتباه زملاءه في العمل ، يا فلان لماذا لا تشاركنا الحديث ؟ هل حياتك الزوجية بهذه السعادة ؟ فأجاب نعم .

حياتي الزوجية سعيدة وجميله وأشتاق إلى زوجتي كل يوم ، كيف ذلك ؟ دلنا على ما تفعله .

قال الزوج السعيد ؟ ذات يوم كنت مثلكم تكاد تكون حياتي الزوجية منغصة ، بل إنها أوشكت على الفصال ، ففكرت يوماً ، وذهبت إلى إحدى الأماكن الهادئة ، وسألت نفسي سؤالا : ماذا كنت تتمنى في شريكة حياتك ؟ وهل هذه المواصفات موجودة في زوجتي الآن ؟ حددت هذه المواصفات بكل حيادية ، فوجدت أن نسبة كبيره موجودة في زوجتي ، فحمدت ربي على هذه النعمة ، ومنذ ذلك اليوم وأنا كلما يصيبني ما أصابكم أتذكر هذا الموقف فأحمد ربي على نعمته وفضله .

هذه وسيلة من زوج استشعر قيمة الحياة الزوجية ، وعرف حقوقها وواجباتها ، فإذا تذكر كل زوج مثل هذه الوسائل فبالله عليك ماذا يكون طعم حياته الزوجية ؟

أحدهم وجد زوجته في حالة مزاجية صعبة فوضع يده على رأسها ، وضمها إليه ، وقال لها بماذا تشعرين يا حبيبتي؟ أعتقد أن همها زال ، وأن حزنها انقضى من مجرد فعل بسيط وكلمة حانية .

الوسائل لا تحصى فما علينا إلا أن نتمسك بأهدافنا الزوجية ، والأصول التي بنينا عليها حياتنا ، ونجدد وسائل لتعميق هذه الحياة وسوف تتحول الحياة إلى جنة كبيره تحمل أسمى معاني الحب والإخلاص والتواصل البنّاء بين الزوجين .