وكل في فلك
صباح الضامن
[email protected]
...
أراك تنظر إليها بطرف خفي تسائل النفس وتقتحم مجاهيل الغموض لترتفع بإجابة مضيئة
..
أراك وقد تشكلت في كل فترة بشكل علك تلفت الأنظار وتستدعي العيون لتقف معك في زمان
الأسئلة وفقدان الإجابات
.
أراك وما أراك واعلم أنك ما ينبغي لك أن تدركها فأنت في مهمة وقد تلاحمت بينكما
الأهداف وسدت الثغرات
.
عندما أعلم أنك لا ينبغي لك أن تدركها أقف عاجزة عن تعبير عن عظمة لا تدانى
..
كيف
تجتمعان وتفترقان ؟
أنت
والشمس , أنت يا قمر تجتمع مع الشمس في ذاك العلو وذاك الهدف وذاك الغموض وتلك
الطاعة وتلك التسبيحة
هدفك إنارة في علو فتأتي بليل ولا تفلح في نهار , وكيف تفلح وقد سلمت راية الإشراق
لها تأخذ عنك بلا كلل ولا ملل مهمة دقيقة متناهية في الدقة لا تزيد من جرعات دفئها
وإلا أحرقت قلوبا تروم
الدفء وثمارا تقبل الأشعة هدية فتحمر منها الوجنات
.
وكيف تفلح يا قمر إلا بليل فهناك أراها في المغيب تسلم لك ورقة حمراء مكتوب عليها
وصلت لمخدعي فخذ المقدمة في جيش مكافح يجاهد ليكون أسرجة وضيئة متلألئة ..تعبت أنا
من المسير وجاء دورك ولن تبخل بإعانة
.
لما
أراهما في هذا التناغم رغم البعد في الأقدار (( لا الشمس ينبغي لها أن تدرك القمر
ولا الليل سابق النهار )) أعجب فهما مجتمعتان في صلاتهما وتسبيحهما في سجادة واحدة
((وكل
في فلك يَسبحون ))
ونصغي لتسبيحهما وهما سائرتان وما يؤثران به في العيون والقلوب وكل من في ملكوت
الله
.
فها
هي الشمس تفرد أشعتها أجنحة تسبح في الفلك وتجعل كل ثغر مسلم يسبح بحمده لما تحيا
روحه بعد مماتها في أول خط لإشراق في صبح
.
ويأتي القمر في الفلك بأنواره بدرا على سجادته السوداء رفيقا للنجيمات وقد تناثرت
لآليء مضيئة حوله بعدد ما نعلم وما لا نعلم فكانت بسماته تسبيحات لما تناغمت مع
تسبيح كل ما خلق الله وذرأ ونثر
..
فمن
قال أنهما لا يجتمعان
وإن
تعذر التلاقي فحب الخير ونشره دفئا ونورا ووهجا باقي
وإن
تعذر التلاقي فكل في فلك الله سابح مسبح
فيامن يسافر في ليل الأفكار ستشرق عليه شمس المعرفة لما يتبصر في تلك الآية
فالكل يسبح وبالتسبيح يلهج
ففي
نقطة غيبية لا نعلمها سيجمع الله كل ما أشرق وأظلم ورفع وارتفع وأعطى واتقى وعندها
تلتقي الأقمار بالشموس في يوم واحد بنهار واحد في جنات عدة ...
وكل
في فلك يَسبحون