حتى لا تضيع النصيحة
ثامر سباعنه
سجن مجدو - فلسطين
يعتمد الداعية الخطاب كإسلوب دعوي مهم واساسي ليوصل دعوته وفكرته للآخرين ، ويتخذ من الامر بالمعروف والنهي عن المنكر طريقا لإصلاح واعمار القلوب ، وأداء هذا الواجب يتطلب مهارة التوصيل مع ما يازمها من تحقيق لشروطها ، لذا يلزم الداعيه ان يتعرف على ذلك الفقه الدعوي ، وليتعلم اسلوب ايصال الفكرة والنصيحة ، و ليعلم ان النصيحة ليست نقدا لا يأتي بثماره ، فالنصيحة قدوة وأداء وسلوك حسن ورحمة ورأفه.
النصيحة هي الدعاء إلى ما فيه الصلاح والخير والنهي عن ما فيه الفساد والشر ، وقد قال الإمام النووي في النصيحة : ( إن نصيحة المسلمين إرشادهم لمصالحهم في آخرتهم ودنياهم وكف الأذى عنهم ، فيعلمهم ما يجهلون من دينهم )
وللنصيحة قواعد ونُظم لتؤدي دورها ووظيفتها ، فالأصل فيها ان تكون بلا تشهير ، فمن وعظ أخاه في سره فقد نصحه وزانه ، ومن وعظ اخاه علانية فقد فضحه ، وفي ذلك ابدع الشافعي فقال :
تعمدني بنصحك في انفرادي وحنبتي النصيحة في الجماعه
فإن النصح بين الناس نوع من التوبيخ لا أرضى استماعه
فإن خالفتني وعصيت قولي فلا تجزع إذا لم تُعط طاعه
ومن اساليب النصيحة الناجحة في الوصول إلى القلب وأداء الدور المميز :
التلميح في النصيحة ، فلجوء الناصح إلى التلميح في ايصال فكرته يجعلها اجمل وأسهل في القبول لدى المُخطيء .
وعلى الداعية الناصح ان يحذر من ان تطغى الحزبية والولاءات على نصيحته ، فيتحول الداعية إلى حامل لفكرة حزب او اتجاه والى ساع لكسب الاتباع والأعوان ناسيا حقيقة دعوته ونصيحته .
ان على الداعية ان يكون قدوة صالحة وناجحة لنصيحته ،فلا يقدم النصيحة وهو يفعل عكسها وضدها ، بل ويكون هو المحتاج لهذه النصيحة !!!
على الناصح اذا قام بالنقد والتصحيح أن يقوم بنقد التصرف والعمل لا ان ينتقد الشخص.
أما آداب النصيحة فكثيرة وعديدة ، لنذكر منها :
· الاخلاق في النصيحة ( الاصل الاخلاق في كل الاعمال )
· استخدام الاسلوب المتأدب وعدم اظهار الاستاذية ، فقدم نصيحتك لأخيك في طبق شهي لا في صورة كريهة قبيحة يكرهها العقل والقلب.
· العمل والحرص على الإسرار في النصيحة
· على الداعية الناصح ان يتثبت في معرفة الخطأ قبل تقويمه ، فقد يكون هنالك شك في الوصول إلى المعلومة.
· عدم تصيد الاخطاء والبحث عنها لتكون مادتك الكلامية وتسليتك ،بدلا من بحثك عن الخير والعطاء
على رجال الدعوة الحذر من الدعاة الهدامين الذين لا يحملون معهم غير معاول الهدم والكبريت لإشعال النار وتفريق الصفوف ، قد يكون بعض هؤلاء من المخلصين ..... لكن الاخلاص وحب الخير مع الحمق وعدممعرفة الطريق الصحيح للاصلاح يضر ولا ينفع .
لذا لابد من وقف وايقاف كل الانتقادات والمهاترت للداعين إلى الله فيما بينهم – بحجة النصيحة ومصلحة الدعوة – لأن ذلك من اهم اسباب الفشل الدعوي .
قال تعالى :
(( وأطيعوا الله ورسوله ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبروا ان الله مع الصابرين ))