إشراقة : ( في ظلال آية جهادية )

إشراقة :

( في ظلال آية جهادية )

د. فوّاز القاسم / سوريا

((سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ۖ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ، يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ ، كَبُرَ مَقْتًا عِندَ اللَّهِ أَن تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ ، إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُم بُنْيَانٌ مَّرْصُوصٌ )) الصف 4

1. الخطاب موجه للذين آمنوا

2. لب الموضوع هو الجهاد في سبيل الله ، ومطابقة القول بالعمل ، والنظرية بالتطبيق ، والإعلام بالإنجاز من قبل المجاهدين ، والله يمقت ( والمقت أشدّ أنواع الكره ) كثيري الأقوال ، قليلي الأفعال ، من المجاهدين .

3. إن الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفّاً ، وإذا أحبّ الله عملاً ، وجب على الذين آمنوا والمجاهدون أن يحبوه ، ويتمسّكوا به ، ويطبّقوه .

4. في لحظات القتال ينفرط عقد الناس ، وتحدث بينهم الفوضى ، وتتخلخل صفوفهم ، إلا الذين آمنوا ... فإن الله يحب لهم في مثل تلك اللحظات العصيبات ، ليس فقط أن يقاتلوا صفّاً ( والصف هو كناية عن الوحدة ) ، بل ( كأنّهم بنيانٌ مرصوص ) ويكفي أن نتصور البنيان المرصوص ، لنعرف أهمية الوحدة والتوحّد والثبات والتعاون في القتال .

5. للمعنويات أهمية فائقة في الجهاد في سبيل الله ، ولقد كان رعيلنا الأول يجاهدون برصيدهم المعنوي العالي ، المستمد من عدالة قضيّتهم ، ورسوخ عقيدتهم ، ولذلك فقد كانوا يحرصون أشدّ الحرص على المعنويات العالية في القتال

( والصف ) و ( البنيان المرصوص ) من دواعي الثبات ورفع المعنويات ، والخلخلة ، والتفرّق ، والهزيمة ، من دواعي هبوط المعنويات وانهيارها ، وهذا لا يليق بالذين آمنوا أصحاب العقيدة الصحيحة ، والقضيّة العادلة ، والهدف الأسمى .

6.عندما يشتد الوطيس ، وتحمر الحدق ، وتبلغ القلوب الحناجر ، فليس للذين آمنوا وهم في الميدان إلا الله ، فليلهجوا بذكره ، وليسبّحوا بحمده ، وليكثروا من قول : لا إله إلا الله ، فهو الناصر ، وهو المعزّ ، وكل ما في الوجود ذاكرٌ له ، مسبّح  بحمده

(( وهو العزيز الحكيم ))