اغتنام الأجر في الأيام العشر..
عبد الله عبد العزيز السبيعي
من الأجدى والأحرى استقبال أيام شهر ذي الحجة خاصة العشر الأولى منها بالطاعات والعبادات العظيمة كالحج والصوم والتصدق والأضحية وغير ذلك من الأعمال التعبدية والتطوعية الجليلة تقبل الله منا جميعا , لذا فان ركن الحج الذي هو التعبد لله تعالى بأداء هذا النسك العظيم على الاستطاعة يجب أن تكون له مكانته الكبيرة والجهد الطيب من قبلنا فكما يقال ان الأجر على قدر المشقة . لا أن يكون الحج كأنه رحلة ترفيهية وسياحية إلى بعض المناطق السياحية أو الدول الأوروبية حيث السكن المريح الفخم ذي النجوم الخمس أو كنظام VIP , وهل وصل الحال بالحج لدى البعض إلى هذا المستوى الذي لا يتوافر فيه جو العبادة كما ينبغي ولا تحصل للحاج تلك المشقة كما يلقاها غيره حتى يحصل على أجرها بإذن الله تعالى ، كما ان وزارة الحج حددت أسعار معينة مناسبة أجرة الحج للحملات التي تعمل في مجال الحج والعمرة ... نتمنى التقيد بهذه الاسعار الجديدة المعقولة والمناسبة للكثير باذن الله تعالى . لقد وصل مستوى خدمات بعض حملات الحج إلى حد المبالغة والإسراف والترفيه الزائد حتى انك لتجد في أحدها خدمات كبيرة قد يجدها الشخص عند ذهابه في عطلته الصيفية إلى المنتجعات الآسيوية أو الأوروبية , وتصل قيمة وتكاليف حجة الفرد الواحد لدى هذه الحملات الى 90 و100 ألف (تسعون ومئة ألف ريال فقط لا غير) !!! لا تستغربوا اخواني فنحن في زمن العجائب ! وليس معنى هذا أن نجحف حق الحملات الأخرى خاصة أصحاب الخبرة فيها الذين يرضون بالربح القليل ويقنعون به هذا إذا كتب الله لهم ربحا , وقد يواجهون تكاليف يتكبدونها لكن مقصدهم قبل ذلك هو وجه الله تبارك وتعالى في تسهيل وتيسير أداء هذا الركن العظيم للآخرين، إن حملات الحج المتوافرة منذ سنوات ما وجدت الا من أجل تحقيق سبل الوصول إلى مكة المكرمة الشريفة لأداء هذه الشعيرة والفريضة الكبيرة المباركة ، والتي هي الركن الخامس من أركان الإسلام لمن استطاع إليه سبيلا .. لكن أن يأتي هذا الركن من خلال تلك الحملات وهذه الخدمات (الراقية والسياحية) والتي كأنها رحلة من الرحلات الصيفية مما تعود عليه الكثير خلال أجازاتهم ، وهذا ولا شك لا يرضي به المؤمن الذي يحرص على بذل ما يستطيع من جهد وما يملك من مال كل ذلك من أجل أداء هذا النسك الإسلامي في جو روحاني وعبادة متكاملة بإذن الله عز وجل . حتى يرجع من ذنوبه كيوم ولدته أمه بإذنه سبحانه كما قال الرسول الكريم عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم . أن الحج جهاد من نوع آخر وبذل للمال الحلال والجهد والمشقة حتى أن آباءنا وأجدادنا في السابق كانوا يسيرون إلى مكة المكرمة أياما وأشهراً لأجل بلوغ هذه البقاع الطاهرة ويتكبدون المشاق ويواجهون الأخطار في طريقهم ويجمعون الأموال لتحقيق هذا الحلم الذي ينتظرونه لسنوات... أما الحج عند البعض فإنه يختلف كثيراً عن السابق حيث الخدمات الفندقية الراقية الآنفة الذكر وحيث (vip ) فحدث عنها ولا حرج !!!