لأن يهدي الله بك

رضوان سلمان حمدان

رضوان سلمان حمدان

[email protected]

عن سهل بن سعد رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يوم خيبر لعلي رضي الله عنه " فوالله لأن يهدي الله بك رجلاً واحداً خير لك من أن يكون لك حمر النَّعَم".رواه البخاري، ومسلم .

وحُمر النَّعم : الإبل الحمر، وهي من أنفس الأموال عند العرب.

من فوائد الحديث:

-1 فضل الدعوة إلى الله تعالى فإنها وظيفة الأنبياء وأتباعهم قال تعالى: ) قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني(.

 -2الدعوة النافعة هي التي تكون مبنية على العلم لأن الجاهل يفسد ولا يصلح، ولأن الهداية الحقيقية هي موافقة الشرع فإذا تولاها الجاهل لم يؤمن أن يدعو الناس إلى منكر أو ينهى عن معروف.

 -3 كان النبي صلى الله عليه وسلم يرسل في الدعوة إلى الله تعالى أهل العلم من أصحابه كمعاذ وعلي وأمثالهما رضي الله عن جميع أصحاب نبيه.

 -4ثواب الله تعالى لا يعدله شيء من الدنيا، فهداية واحد على يدك خير من أن يكون لك كنوز الدنيا وذلك أن الدنيا فانية وما عند الله باق لا يفنى.

 -5الحرص على هداية الناس من ملاحدة ومشركين وكتابيين ومسلمين أهل بدع أو أهل تقصير وتفريط وبذل الأسباب الممكنة في استصلاحهم.

 -6لا يملك هداية التوفيق إلا الله تعالى وما على الرسل وأتباعهم إلا البلاغ وهي هداية الدلالة والإرشاد قال تعالى في نفي هداية التوفيق عمن سواه ) إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم) فإذا كان النبي صلى الله عليه وسلم لا يملك هداية أقرب الناس إليه كان غيره من الناس أولى ألا يقدر على ذلك.

وقال سبحانه مثبتاً هداية الدلالة والإرشاد لنبيه صلى الله عليه وسلم - وغيره في ذلك من سيسلك سبيله مثله - ) وإنك لتهدي إلى صراط مستقيم( .

 -7الفضل الموعود به في الحديث ليس بخاص في هداية الرجال وإنما يشمل النساء أيضاً.

 -8من دعا إلى هدى كان له أجر الدعوة فإن استجاب المدعو كان له من الأجر مثل أجره وإن لم يستجب فلا يضر ذلك الداعي إلى الله شيئاً، وقد كان في الأنبياء من استجاب لهم أمم عظيمة كموسى عليه السلام وكنبينا صلى الله عليه وسلم وهو أكثر الأنبياء أتباعاً والحمد لله.

ومن الأنبياء من لم يستجب لهم إلا الرهط والاثنان والواحد ومنهم من لم يستجب له أحد كما ثبت في الحديث.