الثالث

الثالث

صباح الضامن

[email protected]

الليل طويل جدا والهمسات تغدق بكرم تواجدها على الشفاه الوجلة وتتسرمد محاولة أن تطيل التعبير حتى ينقضي الليل
ولكن لا امل
لا أمل ابدا
فمن يجتمع في هذا المنزل قلة قليلة تواثبت اليه تتشاور أمرها وما استرهبتها التمتمات وما احتجزت خوفها بين جدرانها الأربعة بل سكنت قبل أن يعلو صوت الهمس لتبلغ ما أتت من أجله
ثلاثة وقلة معهم رسموا من شجر عدني الرفيف كوثري السقيا أرض رسالتهم ولكن
خفافيش الليل جنحت للتحلق حولهم ثم رويدا رويدا تهابطت في صحن المدينة تنتظر الفريسة لتمتص دماءها
ومع كل ضربة من قدم وصفقة من عطف جانح لإثم الافتراس اقتربوا منهم وزبد اسود يعلو شفاها منكرة
الكل ينتظر
الثلاثة والصيادون
وابتدأ الهجوم
صاح أحد الصيادين اخرجوا من البيت وإلا رجمناكم او مسنا منكم عذاب أليم
و من خلف جدر البيت رفض الخوف ان يستقر في القلوب فما حجز عن صيادي الأمان حرفا رسولا أو جملة تجيب
وابتدأ ات كلمات التبليغ الربانية تخرج لهم فيضيء المكان
ولكن مخالب النفس الضالة حاولت إقصاء انبلاج النور عن المثول بضيائه وابتدأت عربدة الشر في التوحل أكثر حتى غسا الليل على كل نجم فكر أن يتهاوى لينقذ باتقاده من حاكاه بالنور
وابتدأ المفترسون يتقدمون بالاقتراب أكثر وأكثر من فريستهم حتى هبت ريح طيبة أحدثت صوتا كحفيف شجر من جنة , واستبقها ضوع من مسك أرغمت أنوف المفترسين على الالتفات
فأقبل جسورا يصيح بهم
((قال
يا قوم اتبعوا المرسلين )) (( اتبعوا من لا يسئلكم أجرا وهم مهتدون )) ((ومالي لا أعبد الذي فطرني وإليه ترجعون )) ((أأتخذ من دونه آلهة إن يردن الرحمن بضر لا تغن عني شفاعتهم شيئا ولا ينقذون )) (( إني آمنت بربكم فاسمعون ))((قيل ادخل الجنة قال يا ليت قومي يعلمون )) (( بما غفر لي ربي وجعلني من المكرمين ))

سورة يس
انتفض نصرا للثلاثة المرسلين من عند رحمن الدنيا ورحيمها و ما خشي غدرا ولا غيلة
ودخل الجنة ليتمناها أيضا لقومه
هذا أستاذ من أساتذتي علمني عدم الخوف من تبليغ الدعوة وإن أحيط وإن أحيط
وعلمني أن أقوم بواجبي حتى لو كان هناك الف الف يقومون به
فقد كان الثلاثة رسل رب العالمين ولم يقل هم يبلغون عني
ولكنه قال قولة الحق فدخل بها الجنة
أو ليس بأستاذ