شتائي .. يا أدفأ الفصول !!
شتائي .. يا أدفأ الفصول !!
بقلم : نور الجندلي
أيها الحبيب الذي يزورني في كل عام ..
يرتدي وشاحا أبيض اللون ومعطفا مطريا
يحمل فوق رأسه غيمة سوداء باكية
قويّ برياحه الباردة وقصف رعده
وسنا برقه ..
فألتقي به على شرفتي العالية ..
أفتح ذراعيّ لاستقباله
أعانقه بحبّ ثم أختفي قرب مدفأة ملتهبة ..
ثم أنتفض من جديد مزهوة بفرح اللقاء
أخشى أن تضيع حرارة لقائنا في دفع برودة أو صدّ ريح عاتية
ها قد أتيتني في موعدك الذي لم تتأخر عنه عاما واحدا
أتيتني وأنا بشوق كبير لطول ليلك
حين أتأمل السماء بلا قمر .. بلا نجوم
تبكي دموعا تسكبها لترو أرض قلبي
فأهرع إلى عالمي الصغير
بمصحف صغير .. وسجادة خالية
أقضي سويعات في عالم ليس كتحليق قرب نجوم
ولا سير على قمر
ولا مصافحة شمس ولا ركوب غيمة
إنه إبحار داخل الروح ومكنوناتها
للبحث عن الكنوز المخبوئة في طياتها
إنها رحلة لجلب كنوز الروح
عندها ..
لا يلوح فجرك أيها الشتاء إلا وقد عدت لنفسي قريرة العين ظافرة
ليل طويل
ربيع دائم في القلب
كيف لا وهو ينعم بالقرب ممن يحب ..
شتائي الحبيب ..
يا خفيف الظلّ تعال وعانقني
بنهار قصير ممشوق القوام نحيلا
أتذكر فيه أيام الإشراق الدائم في شهر الله الذي غادرني
نهارك يا عزيزي يذكرني بأيام مضت كنت فيها أنشد مع روحي أنشودة الظفر المطلق
بروح وريحان .. ورب راض غير غضبان
أنا في رحابك فراشة تحمل أبهى الألوان
أزهى الألوان ..
لا .. لا .. بل كل الألوان ..
أطير بين زهرات أيامك
أحط في كل يوم على زهرة
وأرفرف بجناحي شوق وأمل كبير
أن يقبلني الله عصفورة تحوم في فردوسه
اللهم لا تحرمني اغتنام لحيظاته في طاعتك
واجعلني أهلا لفردوسك يا كريم
إضاءة
( الشتاء ربيع المؤمن ، طال ليله فقامه ، وقصر نهاره فصامه )