أحكام وآداب عيد الأضحى المبارك
أحكام وآداب عيد الأضحى المبارك
أخي الحبيب،
أُحييك بتحية الإسلام وأقول لك:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وأُهنئك مقدماً بقدوم عيد الأضحى المبارك أعاده الله علينا وعليكم بكل خير وتقبل منا ومنكم صالح الأعمال.
أخي المسلم: ليس العيد لمن لبس الجديد ولكن العيد لم أحسن التوحيد، ودعا إلى التوحيد، وتعلم التوحيد! ولقد سُمي العيد عيدًا لعوده وتكرره، وقيل: لعود السرور فيه، وقيل: تفاؤلاً بعوده على من أدركه، كما سُميت القافلة حين خروجها تفاؤلاً لقفولها سالمة، وهو رجوعها.
شرح صحيح مسلم للنووي: 3/441.
أخي المسلم: الخير كل الخير في اتباع هدي الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ في كل أمور حياتنا، والشر كل الشر في مخالفة هدي نبينا ـ صلى الله عليه وسلم ـ ولا أظنك تشك في ذلك؛ لذا أحببت أن أُذكرك ببعض الأمور التي يُستحب فعلها أو قولها في ليلة عيد الأضحى المبارك ويوم النحر وأيام التشريق الثلاثة، وقد أختصرتها على النحو التالي:
ـ التكبير: يُشرع لك التكبير من فجر يوم عرفة إلى عصر آخر أيام التشريق، وهو الثالث عشر من شهر ذي الحجة، لقوله تعالى: ((واذكروا الله في أيام معدودات)).
وصفة التكبير أن تقول: (الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر الله أكبر ولله الحمد) ولكن إذا كنت في المسجد فقالوا الله أكبر الله أكبر الله أكبر ـ أي ثلاث مرات ـ فلا تعترض أو تُقاتل أو تبدِّع.
ويُسن ـ أي من السنة ـ جهر الرجال بالتكبير في المساجد والأسواق والبيوت وأدبار الصلوات، إعلاناً بتعظيم الله وإظهاراً لعبادته وشكره.
ـ ذبح الأضحية: ويكون ذلك بعد صلاة العيد لقول رسول الله صلى عليه وسلم: "من ذبح قبل أن يُصلي فليعد مكانها أخرى، ومن لم يذبح فليذبح" ـ متفق عليه ـ .
ووقت الذبح أربعة أيام، يوم النحر وثلاثة أيام التشريق، لما ثبت عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أنه قال: "كل أيام التشريق ذبح".
كما يُسن لك أن تأكل من أُضحيتك، فقد كان رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ لا يطعم حتى يرجع من المصلى فيأكل من أضحيته.
ـ فيما يُستحب عند التضحية: ويُستحب عند ذبح الأضحية خمسة أشياء:
1 ـ التسمية فيقول: بسم الله والأكمل أن يقول: بسم الله الرحمن الرحيم. فلو لم يُسمِّ جاز وحل المذبوح.
2 ـ الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم.
3 ـ استقبال القبلة بالذبيحة يوجه مذبحها للقبلة.
4 ـ التكبير قبل التسمية أو بعدها.
5 ـ الدعاء بالقبول كأن يقول: اللهمَّ تقبل مني. وأكمله أن يقول: اللهمَّ هذه منك وإليك فتقبل.
ـ الاغتسال والتطيب للرجال: ولبس أحسن الثياب بدون إسراف ولا إسبال ولا حلق لحية فهذا حرام، أما المرأة فيُشرع لها الخروج إلى مصلى العيد بدون تبرج ولا تطيب.
يُسن لك الصلاة في العراء إن تيسر: فالسنة الصلاة في مصلى العيد إلا إذا كان هناك عذر من مطر مثلاً فيُصلى في المسجد لفعل الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ .
ـ الصلاة مع استحباب الاستماع للخطبة: والذي رجحه المحققون من العلماء مثل شيخ الإسلام ابن تيمية أن صلاة العيد واجبة لقوله تعالى: ((فصلِّ لربكَ وانحرْ)) ولا تسقط إلا بعذر، والنساء يشهدن العيد مع المسلمين حتى الحيَّض والعواتق، وتعتزل الحيَّض المصلى فلا تُصلي معهم.
يسن لك مخالفة الطريق: يُستحب لك أن تذهب إلى مصلى العيد من طريق وترجع من طريق آخر لفعل النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ولكي تزيد من الأراضي التي تشهد لك يوم القيامة.
ـ التهنئة بالعيد: لثبوت ذلك عن صحابة رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فلا تقل "كل عام وأنتم بخير" ولكن قل "تقبل الله منا ومنكم" ثم إن شئت فقل بعدها "كل عام وأنتم بخير"!
ثم إياك وإياك وإياك:
ـ من اللهو أيام العيد بالمحرمات كسماع الأغاني، ومشاهدة الأفلام، واختلاط الرجال بالنساء اللاتي لسن من المحارم، وغير ذلك من المنكرات.
ـ ومن أخذ شيء من الشعر أو تقليم الأظافر قبل أن يُضحي من أراد الأضحية لنهي النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ عن ذلك.
ـ ومن صيام أول أيام عيد الأضحى: فعن أبي سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ رضي الله عنه، عَنْ النَّبِيِّ ـ صلى الله عليه وسلم ـ : "لا صَوْمَ فِي يَوْمَيْنِ: الْفِطْرِ وَالْأَضْحَى". ـ صحيح البخاري، 1197
قال النووي: وقد أجمع العلماء على تحريم صوم هذين اليومين بكل حال، سواء صامهما عن نذر أو تطوع أو كفارة أو غير ذلك. شرح صحيح مسلم ـ 4/271
ـ ومن الإسراف والتبذير بما لا طائل تحته، ولا مصلحة فيه، ولا فائدة منه لقول الله تعالى: ((ولا تُسرفوا إنه لا يُحب المسرفين)).
ـ ومن زيارة القبور يوم العيد وتقديم الحلوى والورود والأكاليل ونحوها على المقابر، كل ذلك من البدع وأما زيارة القبور فهي مندوبة بدون تخصيص موعد محدد.
ثم إياك أن تنسى على أعمال البر والخير من صلة الرحم، وزيارة الأقارب، وترك التباغض، والحسد والكراهية، وتطهير القلب منها، والعطف على المساكين والفقراء والأيتام ومساعدتهم وإدخال السرور عليهم.
============================
عن عبدالله بن عباس وعمرو بن ميمون: قال رسـول الله صلى الله عليـه وسـلم: "اغتنم خمسـاً قبل خمـس: حياتك قبل موتك، وصحتك قبل سـقمك، وفراغك قبل شـغلك، وشـبابك قبل هرمك، وغناك قبل فقرك.
المصدر: صحيح الجامع