رمضان مدرسة التقوى

عبد الله بن عبدالعزيز السبيعي

 ان شهررمضان المبارك  هومدرسة عظيمة للتزود من العبادات والتقوى والتقرب الى الله تبارك تعالى بالصيام والقيام والدعاء وصالح الاعمال , قال الله عزمن قائل : ( يا ايهاالذين آمنوا كُتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون ) , لهذا يجب على المرأ ان يتزود من هذا الشهر الفضيل بهذه العبادات العضيمة , ولا يكون شهره هذا مثل باقي شهور السنة , يمضي عليه  دون أدنى فائدة تُرجى , وقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم:( رغم انف امريء خرج رمضان ولم يُغفر له) ... ’

ولا يكون الحرص على العبادة كالصلاة وغيرها في رمضان ثم اذا انتهى هذالشهر الكريم تضعف العزيمة بل ويحصل الاهمال الكبير والتكاسل في اداء الصلاة وغيرها والعياذ بالله . فيصبح التعبد موسمي في رمضان فقط !!!...ان الله تعالى هو رب رمضان ورب سائر الشهور الاخرى, وعبادة الله في كل زمان ومكان .  قال الله تعالى ( واعبدربك حتى يأتيك اليقين ) واليقين هو الموت , وقال سبحانه : ( وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون ..) اذن فلنجد العزم ولنحرص دائما على عبادة الله تعالى ونتقرب اليه سبحانه بسائر العبادات حتى يأتينا اليقين باذنه جل وعلا  , ومن علامات قبول العبادة  كما قال الله تعالى : ( إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ ) . إن التوفيق للعمل الصالح نعمة كبرى، ولكنها لا تتم إلا بنعمة أخرى أعظم منها، وهي نعمة القبول , وأن يوفق الله العبد لطاعة بعدها، و من علامات قبول الحسنة كما قال علماؤنا رحمهم الله : فعل الحسنة بعدها . كصيام الست من شوال بعد رمضان وهذا دليل على شكر الصائم لربه تعالى على توفيقه لصيام رمضان، وزيادة في الخير، كما أن صيامها دليل على حب الطاعات، ورغبة في المواصلة في طريق الصالحات. قال الحافظ ابن رجب رحمه الله : فأما مقابلة نعمة التوفيق لصيام شهر رمضان بارتكاب المعاصي بعده، فهو من فعل من بدل نعمة الله كفراً. أخي المسلم : ليس للطاعات موسمٌ معين ، ثم إذا انقضى هذا الموسم عاد الإنسان إلى المعاصي عياذا بالله !  بل إن موسم الطاعات يستمر مع العبد في حياته كلها، ولا ينقض  حتى يدخل العبد قبره..  قيل لبشر الحافي رحمه الله : إن قوماً يتعبدون ويجتهدون في رمضان. فقال : ( بئس القوم قوم لا يعرفون لله حقاً إلا في شهر رمضان ) ، إن العبد الصالح هو الذي يتعبد ويجتهد السنة كلها . كل نعمة على العبد من الله في دين أو دنيا تحتاج إلى شكر عليها، ثم التوفيق للشكر عليها نعمة أخرى تحتاج إلى شكر ثانٍ، ثم التوفيق للشكر الثاني نعمة أخرى يحتاج إلى شكر آخر، وهكذا دائما وأبداً فلا يقدر العباد على القيام بشكر النعم , ان حقيقة الشكر الاعتراف بالعجز عن الشكر, والأعمال التي كان العبد يتقرب يها إلى ربه عزوجل في شهر رمضان لا تنقطع بانقضاء رمضان بل هي باقية بعد انقضائه ما دام العبد حياً.. كان النبي - صلى الله عليه وسلم - عمله ديمة.. وسئلت عائشة - رضي الله عنها -: هل كان النبي صلى الله عليه وسلم يخص يوماً من الأيام ؟ فقالت: لا ، كان عمله ديمة .. أي دائم لا ينقطع , وقالت رضي الله عنه ا: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - لا يزيد في رمضان ولا غيره على إحدى عشرة ركعة .