أيها الإخوان

الإمام الشهيد حسن البنا

 كان الإمام حسن البنا ينظر بنور الله فيصف الأمور بعين قلبه قبل وقوعها  وكأنه ينظر إليها بعين رأسه.

 وانظروا رعاكم الله إلى مقالته هذه بعيون القلوب حيث قال رحمه الله:

( (أيها الإخوان سيقف جهل الشعب بحقيقة الإسلام عقبة في طريقكم، وستجدون من أهل التدين ومن العلماء الرسميين من يستغرب فهمكم للإسلام وينكر عليكم جهادكم في سبيله.

وسيحقد عليكم الرؤساء والزعماء وذو الجاه والسلطان وستقف في وجوهكم كل الحكومات، على السواء وستحاول كل حكومة أن تحُدّ من نشاطكم وأن تضع العراقيل في طريقكم.

وسيتذرع الغاصبون بكم لمناهضتكم وإطفاء نور دعوتكم وسيستعينون في ذلك بالحكومات الضعيفة والأخلاق الضعيفة والأيادي الممتدة إليهم بالسؤال وإليكم بالإساءة والعدوان.

وسيثير الجميع حول دعوتكم غبار الشبهات وظلم الاتهامات، وسيحاولون أن يلصقوا بدعوتكم كل نقيصة وأن يظهروها للناس بأبشع صورة، معتمدين على قوتهم وسلطانهم ومعتمدين بأموالهم ونفوذهم وإعلامهم.

وستدخلون بذلك لاشك في التجربة والامتحان: فتسجنون، وتقتلون، وتعتقلون، وتشردون، وتصادر مصالحكم، وتعطل أعمالكم، وتُفتش بيوتكم.

وقد يطول بكم مدى هذا الامتحان، فهل أنتم مستعدون أن تكونوا من أنصار الله؟ {الم (1) أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ (2) وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ} [العنكبوت: 1 - 3]). )

وسوم: العدد 628