من روائع النصوص
في باب تصحيح النية!
قال اﻹمام الدهلوي في كتابه حجة الله البالغة (1/ 565)
قوله صلى الله عليه وسلم: "إنما الأعمال بالنيات" أقول: النية القصد والعزيمة، والمراد ههنا العلة الغائبة التي يتصورها الإنسان فيبعثه على العمل، مثل: طلب ثواب من الله، أو طلب رضا الله.
والمعنى: ليس للأعمال أثر في تهذيب النفس وإصلاح عوجها إلا إذا كانت صادرة من تصور مقصد مما يرجع إلى التهذيب: دون العادة، وموافقة الناس، أو الرياء والسمعة، أو قضاء جبلة، كالقتال من الشجاع الذي لا يستطيع الصبر عن القتال، فلولا مجاهدة الكفار لصرف هذا الخلق في قتال المسلمين، وهو ما سئل النبي صلى الله عليه وسلم: "الرجل يقاتل رياء، ويقاتل شجاعة، فأيها في سبيل الله؟
فقال: من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله" والفقه في ذلك أن عزيمة القلب روح، والأعمال أشباح لها".
وسمعت مرة شيخنا العلامة اﻷستاذ عبدالكريم المدرس رحمه الله تعالى رئيس رابطة العلماء في العراق والمدرس في مسجد الشيخ عبد القادر الكيلاني رضي الله عنه في بغداد يقول:
أخشى أن لا أثاب على تدريسي؛ ﻷن التدريس أصبح بالنسبة لي طبعاً وجبلة وحبا حتى أني لا أستطيع مفارقته!
وانا أعلم أنه كان من العلماء الربانيبن رحمه الله، وكان محبا للعلم غاية الحب، باذلا في سبيل تعلمه وتعليمه كل وقته، وكان صادقا في ذلك مخلصاً، لكنه يدقق هذا التدقيق!
فرحم الله الشيخ ما أدق نظره!
وما أشد تحريه في نيته!
إنه ورع الكبار من العلماء الربانيين.
ودرس لنا بالغ في تحري النية، والتدقيق في خفاياها ومتاهاتها!
وسوم: 639