لهذه الأسباب السبعة كانت الغيبة من الكبائر
1- إن الاشتغالَ بمعايب الآخرين رجوع إلى الوراء، واشتغالٌ بالماضي، ومن قَبِل ذلك فقد أضرَّ بحاضره ومستقبله إضرارًا كبيرًا؛ وهذا ملمح من ملامح تعطيل المواهب.
2- قال الفقهاء: إن الزمن جزء من الثمن، وعليه فإن تضييع الأزمنة الموهوبة لك من الله هَدْر لمنافع كثيرة ربما لا تُقدَّر بثمن؛ وهذا مَلمَح من ملامح تعطيل اقتصاد الأسرة والأمَّة.
3- إن العاقل لا يقبل أن يُحاكي حياةَ الآخرين، وعاداتهم، ونتائج أفكارهم الجيدة، ويَعُد ذلك تقليدًا، فكيف يسمح لنفسه أن يُحاكي أسوء ما عندهم من أقوال، وتصرفات، ومعايب؟ وهذا ملمح من ملامح تعطيل الإبداع.
4- إن الذي يَذكُر معايبَ الآخرين في حال غيبتهم، فإنه يتسبَّب في حِرمانهم من حقِّ الدفاع عن أنفسهم، وهذا ملمح من ملامح تعطيل حُسْن التقاضي.
5- إن تعويد الألسنة على ذِكْر معايب الآخرين إنما هو في حقيقته مضْغ للحوم البشر، ومن فعَل ذلك فقد انحطَّ عن دَرَكِ الحياة الإنسانيَّة، وأَلِف التطبعَ بطبائع الوحوش من الحيوانات المفترِسة، بينما تتنزَّه عن ذلك أنواعٌ كثيرة من الحيوانات؛ وهذا ملمح من ملامح انتقاص إنسانيَّة الإنسان التي سعى الإسلام إلى تحقيقها.
6- ومن أظهر معايبَ فَرْد أو أُمَّة على وجه الانتقاص، حُرِم غالبًا من المواهب والإيجابيات التي منحهم الله إياها، وفي هذا ضررٌ بالغ يَلحَق بحاضره ومستقبله.
7- وهو قبل كل ذلك خالَف أمرَ الله تعالى القائل: ﴿ وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا ﴾ [الحجرات: 12]؛ وهذا ملمح شرعي.
فمَن اغتاب أحدًا فقد عطَّل إبداعَه، ومواهبه، وأضرَّ باقتصاد أسرته وأُمَّته، وعمِل على عرقلة إجراءات التقاضي، وانتقاص إنسانية الإنسان.
وسوم: 642