بيني وبين أستاذي الدكتور جابر قميحة
سلام الله عليكم ورحمته وبركاته
كان لي موقف مع استاذي ووالدي الدكتور في هذا الشأن ولكنني كنت على حق فاقتنع
حينما كان يقولها لي كنت اعترض وحينما سألني قلت له سيدي خلقنا الله تعالى في هذه الدنيا وقد منّ علينا
بما هو اكثر من الاملاك ، بديننا فكنا به أغنى الناس وبنبينا فكنا به اذكى الناس وبصحبة الصالحين أغلى النعم
فلماذا اطلب لك ان تكون من كبار الملاك وانت تمتلك كل هذا .
سكت قليلا ثم أجابني غلبتني يا بني ولكن هل من العيب ان تكون مسلما وعندك املاك ؟
قلت له سيدي املاك الدنيا تزول . وتبقى املاك الآخرة فادعو لي الله ان اكون من كبار الملاك في الاخره
وأني أقسم لك انني الان لم أهنأ بلقمة عيش قط وهناك فقير يحتاجها وأني سأثبت لك هذا الان
أستاذي ووالدي وزني منذ اكثر من خمسة عشرة عاما لا يزيد أبدا عن خمس وخمسين كليو جرام .
اخذ من الطعام ما يقويني على العمل فقط ودائما بفضل الله أنا راض باي شيء ولا أحب التبذير أبدا وهذا من فضل ربي علي ولكن سيدي كل أملاك الدنيا هل تساوي شيء أمام سنتي واحد ملك لك بالجنه .
هلا أعطيك مما علمتني كلمات
قل ورائي سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم ، قمت من مكان واحتضنته جيدا وقلت له سيدي ألف مبارك فلقد أصبح لك ملك بالجنه فهنيئا لك نخلتين الان في جنة الله .
رأيت الدموع وهي تنزرف من عينيه عليه رحمة الله وجزاه الله عني خيرا وهو يقبل رأسي ويقول غلبتني أيها الفتى غلبتني والله ، وكنت سببا الان في ان يضاف الى رصيدي بالجنة نخلتين .
فجزاكم الله خيرا
لي سيدي معه الكثير من المواقف كلها حينما اتذكرها الان ابكي ويبكي قلمي وقلبي معه سبحان الله كيف وانا لي قصة في العمل معه أغرب من الخيال على أرض الواقع لو قلتها لك ستتعجب كثيرا ولكني كنت صادقا مع الله في طلبها ، سأرويها لك الان
هل تتذكر سيديي يوم تأبين الشيخ أحمد ياسين رحمه الله خلف مسجد رابعه العدوية كنت وقتها من الحضور انا وشقيقي الذي يكبرني بثلاثة اعوام وكان الحشد كثيرا جدا حيث أنني لم اتمكن من ان ارى استاذي الدكتور ولكنني سمعته فتعجبت جدا وكان يقرأ قصيدة ياسين في موكب الملائكه وانت تعرف الدكتور جابر حينما كان يلقى قصيدة وويدخل بكل جوارحه في كلماتها كانت تصب عى الحضور قشعريرة في كل البدن كنت ابكي تاثرا بما أسمع ، وحينما انتهي الدكتور تحدثت مع اخي غريب وقلت له هل لي ان اتمنى على الله امنية واحدة فقال تمنى يا اخي عل الله يقبل فقلت له اقسم بالله اني اتمنى ان اكون خادما لهذا الرجل وتمر الايام وكل يوم يراودني احساس بأني ساراه ، وكنت اعمل بشركه تكييف يمتلكها شسقيقي الاكبر المهندس محمد حجاج وفي يوم بعد خمس سنوات تماما يهاتفني اخي الكبير ويقول لي قم بتجهيز طاقم الصيانه غريب حجاج وانت وعماد زايد هم من اختارهم صاحب الشركه للقيام باعمال التكييف ببيت الدكتور جابر قميحة لم اسال اخي اين سنذهب ولكنني وجدت محمد حجاج ومعه الشاعر عبد القادر امين يقابلوننا ليذهبوا معنا سالت اخي الى اين يا اخي نحن ذاهبون قال لي بلهجة كلها الادب والاحترام الى استاذنا الدكتور جابر قميحة سرحت بعقلي قليلا ودار الحوار الذي حكيته لك منذ قليل مع شقيقي غريب ، فقلت سبحان الله .
صدقني يا سيدي الدكتور وكأن هذا المشوار كان لي فقط لا لاي شخص ، وصلنا بيت الدكتور وانا كلي لهفة كيف اقبل يديه لأنني رأيته فقط . فتح لنا الباب فسلم الجميع وتاخرت انا لكي اكون الاخير لاتمتع بتقبيل يده وحدث جلس محمد حجاج معه هو وعبد القادر امين وانهينا نحن كل اعمال الصيانات بالبيت وقبل ان نذهب من بيته استئذنت في ان ياخذ رقم هاتفي فمكتبي قريب منه جدا اذا احتاج اي شيء يهاتفني فقط وسيراني امامه بعد اقل من عشر دقائق ، وبعد مرور ثلاث أيام رأيت على شاشة هاتفي الدكتور جابر قميحة سبحان الله اجبت عليه فقال هل تستطيع ان تاتي الي الان ، بدون تردد قلت له سيدي احسب ساعتك الان فبعد عشر دقائق افتح الباب ستجدني امامك وكان ما قلت له . وكان الامر هين فانتهيت منه سريعا وطلب مني احتساء مشروب الضيافه فقلت له سيدي اراك حزينا فلماذا قال والحزن يكسوا وجهه كنت اعتمد على شخص في كل كتاباتي على الحاسوب ولكنه لم ياتي منذ ايام فتعطلت اعمالي ، قلت له سيدي اتحدثني بجد قال بلا قلت له يا سيدي اين حاسوبك اريد ان اراه وكنت امتاز بسرعة في الكتابه عن طريق السمع والحمد لله تعالى على نعمته ذهبت معه وفتحت الحاسوب واخرجت له ورقة وورد وقلت له أأمر تجاب ماذا تريد سيدي من هذه قال لي اريد ان تكتب لي بعض المقالات قلت له امرك سيدي وبدأت اكتب حواري معه هو يتكلم وانا اكتب فانبهر كثيرا بما رأى ومن هنا كنت يوميا عنده من الساعه الخامسة عصرا حتى الحادية عشر مساء تقريبا كل الايام الى ان وصلت لأتفق معه أن يعلمني كل يوم كلمه فقط استفيد منه ولكن هذا الرجل كان اكبر من ذلك فقال لي فيما نعمل يوميا لك مني بعض الاشياء تتعلمها الى ان وصلت بفضل الله تعالى ان احاوره وبطلاقة جدا وكان صاحب كل التعديلات على كتاباتي واعمالى الاعلاميه حتى وافته المنية .
رحمه الله وجزاه عنا خيرا
تاعتذر للإطاله سيدي الكتور ولكني لم اجد من اتحدث معه عن هذا العالم إلا أنت فتقبل مني
وجزاكم الله خيرا
وسوم: 642