الموت وأهواله ...
أبٌ شيخ .. وشابٌ في عزّ الشباب .
يموت الشاب .. ويبقى الشيخ ..
واعظاً لمن يتعظ .
قائلا كما يفهم من السنة المطهرة :
جددوا السفينة فإن البحر عميق ..
وأكثر الزاد فإن السفر طويل ..
وخفف الحمّل فإن العقبة كؤود..
وأخلص العمل فإن الناقد بصير ..
والحياة لاخلود فيها ..
ومخطئ من يقول الزعيم الخالد
يقول الله لنبيه ( أفإن مت فهم الخالدون )
ف ( كل نفس ذائقة الموت وإنما توفون أجوركم يوم القيامة فمن زحزح عن النار وأدخل الجنة فقد فاز ..
وماالحياة الدنيا إلا متاع الغرور )
لو عددت لك الأموات الذين فارقونا
منذ سنة لضاق الباب وملئت الصحائف
اقرأ كتاب وجاءت سكرة الموت بالحق
للشيخ عائض القرني
تزهد في كل بهارج الدنيا .
أكثر من قراءة القرآن الكريم يرق قلبك
وتدمع عينك ..
اعمل ... واعمل ... واعمل .
أكثر من الاستغفار .. أكثر من النوافل ..
احرص على صلاة الجماعة قبل أن يأتيك ملك الموت .
لذا أوصيك أخي الكريم بحفظ أذكار الصباح والمساء.
إن دخلت الحمام وخرجت ماذا تقول .
اقرأ كتاب الأذكار للنووي ..
قد تسيقظ في الليل وتأرق ..
الأذكار المحفوظة في خزنة رأسك تسليك وتملأ فراغك .
إذا أصبحت ماذا تقول ؟
إذا أمسيت ماذا تقول ؟
ماكفارة المجلس ؟
مادعاء الاستيقاظ من النوم ؟
علّم نفسك .. علّم أهلك وأولادك
كونوا مع الله .
قبل أن يأتي يوم يجمد فيه اللسان
وتغمض العينان
ويقال للقلب قف
فإن الذي حرّكه لاول مرة يوقفه وحده لآخر مرة ..
( يوم لا ينفع مال ولابنون
إلا من أتى الله بقلب سليم )
شرح شيخنا السباعي سلامة القلب بعشرات المحاضرات .
سلامة القلب من الحقد والرياء والطمع والجشع
ولو قرأت رسالة المسترشدين للحارث المحاسبي أبو عبد الله ابن أسد المتوفى سنة 243 هجرية وتعليقات الشيخ عبد الفتاح أبو غدة عليها لعشت فترة مع الأبرار والصالحين .. رحمه الله .
انصح نفسي أولا لأن الشاعر يقول لي :
ياآيها الرجل المعلم غيره
هلاّ لنفسك كان ذا التعليم
كان في جلسة التعزية مجاهدون أبرار انعشوا القلوب بأحاديثهم وكلهم أمل أن تعلو راية الحق ..
وحدثونا بأحاديث تطرب المؤمنين .
الأخ الحبيب الشيخ مصطفى البيرواي أحسن الله عزاءك وجبر مصيبتك وغفر لميتك الشاب أيمن اسكنه المولى فسيح جناته .
إن لله ماأخذ ، وله ماأعطى ، وكلٌّ عنده بأجل مسمى ، فلتصبر ولتحتسب
أعظم الله أجرك وألهمك صبرا ، وأجزل لنا ولك بالصبر أجرا .
اللهم اغفر لايمن ، وارفع درجته ، وافسح له في قبره ، ونور له فيه .
وكما قال الشيخ مصطفى السباعي رحمه الله قبل وفاته بلحظات :
الملتقى في جنان الخلد
إن قُبلت منا طاعات وأذكار
اللهم إن أيمن في ذمتك وحبل جوارك فقه من فتنة القبر
ومن عذاب النار
فأنت أهل الوفاء والحق .
فاغفر له وارحمه
إنك أنت الغفور الرحيم
إنا لله وإنا إليه راجعون
وسوم: العدد649