واجبات المسلم في بلاد الغرب
الحمد لله، والصلاة والسلام على محمد رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه وبعد.
يعتبر المسلم الذي يعيش في بلاد الغرب سفيرا وممثلا للإسلام، رضي بذلك أم لم يرض، فهو كالشامة في ذلك المجتمع، يرى الناسُ الإسلامَ من خلال سلوكه ومعاملاته، لذلك لابد له أن يعرف ما هي واجباته نحو دينه ونفسه وأهله وأمته، ونحو المجتمع الذي يعيش فيه.
واجباته نحو دينه:
عليه أن يمتثل بأوامَر ربه، ويَجتنب نواهيه، ويتخلَّق بأخلاق القرآن، ويحرص على تطبيق سنة نبيه العدنان، لا يفتقده ربُّه حيث أمره، ولا يجده حيث نَهاه، يَعْلَمُ أن أحب شيء إلى الله هو أداءُ ما افترضه عليه من صلاة، وزكاة، وصيام، وحج...الخ ، كما قال تعالى :{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَوَلَّوْا عَنْهُ وَأَنْتُمْ تَسْمَعُونَ (20) وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ قَالُوا سَمِعْنَا وَهُمْ لَا يَسْمَعُونَ (21)} [ الأنفال]
واجبه نحو نفسه:
أن يحفظها وينميها، وأن يجعلها نفساً أبيةً حُرَّةً شامخةً، لا تخضع ولا تدين بالعبودية إلا الله، قال تعالى: {وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَٰلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ (5)}[البينة]
وأن يكون قوياً في بنيانه، فيجعل للرياضة البدنية نصيباً من وقته ، كما روي عن أبي هريرة –رضي الله عنه– عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «المؤمنُ القويُّ خيرٌ وأحبُّ إلى اللَّهِ منَ المؤمنِ الضَّعيفِ». (أخرجه: مسلم بسند صحيح)
لا يوردها المهالك بإدمان الخمور أو تعاطي المخدرات أو الزنا أو قتل نفس ...، كما قال سبحانه: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [المائدة :90]
واجبه نحو أهله:
أن يحميها من الذوبان، ويقيمها على الإسلام، عن طريق الرعاية وحسن المعاملة، لأن كل منا مسئول عن أهله، كما روي عن عبدالله بن عمر –رضي الله عنهما– عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «كلكم راع ومسؤول عن رعيته، فالإمام راع ومسؤول عن رعيته، والرجل في أهله راع وهو مسؤول عن رعيته، والمرأة في بيت زوجها راعية وهي مسؤولة عن رعيتها، والخادم في مال سيده راع وهو مسؤول عن رعيته». (متفق عليه)
واجبه نحو إخوانه:
فعليه أن يتحد معهم فيكونوا جسدا واحدا، عن طريق التعاون وحسن المعاملة، ويبتعد عن العصبية البغيضة، وأذكركم بحديث حقوق المسلم على المسلم الذي روي عن أبي هريرة –رضي الله عنه– عن النبي صلى الله عليه وسلم- قال: «حَقُّ المسلِمِ على المسلِمِ ستٌ: إذا لقيتَهُ فَسلِّمْ علَيهِ، و إذا دَعاكَ فأجِبْهُ، وإذا استنصَحَكَ فانصَحْ لهُ، وإذا عَطسَ فَحَمِدَ اللهَ فَشَمِّتْهُ ، وإذا مَرِضَ فَعُدْهُ ، وإذا ماتَ فاتْبَعْهُ». (أخرجه مسلم والبخاري في الأدب المفرد وهو صحيح)
واجبه نحو أمته:
وذلك بأن أن يهتم بها وبأخبارها وقضاياها، ويعمل على نصرتها ورفع شأنها، ونصرة قضايا المسلمين والتصدى للطغاة والظالمين، كما قال تعالى: {كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ} [آل عمران: 110].
واجبه نحو المجتمع غير المسلم الذي يعيش فيه:
ويتحقق بأن يكون نموذجا للمسلم الحق الذي يفتخر به الإسلام والمسلمين، فينمي ذلك المجتمع، ويساعد في نهضته وتنميته وعدم إفساده، وأن يدعو المجتمع بالحكمة والموعظة الحسنة، كما قال سبحانه: {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} [النحل: 125]
هذا وصل اللهم وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
وسوم: العدد 653