كلمات خطيرة على عقيدة التوحيد .. يجب اجتنابها ..

ثمة قضية مفصلية .. وأساسية في عقيدة التوحيد ..

لا يدركها .. ولا يعلمها .. كثير من الناس ..

وهي :

وجوب الفصل الكامل بين الألوهية .. والعبودية ..

أو

بين الله .. والعبد ..

وأي خلط .. وأي مزج بينهما .. ولو بشكل قليل .. يؤدي إلى الإعتداء على مقام الله عز وجل ..

وقد يؤدي إلى الشرك الخفي ..

فما ينبغي لأحد من العبيد أن يقول : (أما التكفير فنحن نملكه ) ..

هذا منتهى سوء الأدب مع الله عز وجل .. وتطاول على مقامه العالي  ..

من أنت .. حتى تملك هذا الحق الإلهي ؟؟؟

ما أنت بالأساس إلا عبد فقير .. ذليل .. ضعيف .. جاهل .. لا تملك شيئاً في هذه الحياة الدنيا .. حتى نَفَسَك .. بل حتى جسمك كله لا تملكه ..

وعلى العكس :

الله هو الغني .. العزيز .. القوي .. العليم .. المالك لكل شيء ..

وحتى تكون مؤمناً .. مسلماً .. عليك أن تتبع الله .. وتردد ما يقوله لك مولاك ..

فهو الذي يعلمك .. وهو الذي يحدد : من هو الكافر .. ومن هو المؤمن .. ومن هو الصالح .. ومن هو الطالح ..

هو العليم بالقلوب وبأسرارها .. وخفاياها ..

والإيمان : ما هو إلا عمل قلبي .. وليس جسدي ..

ولا يملك الإطلاع على القلوب إلا رب القلوب .. وليس العبيد المهابيل ..

وفي الحديث المتفق عليه، عن أسامة بن زيد قال: بعثنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في سرية فصبحنا الحرقات من جهينة، فأدركت رجلاً، فقال: لا إله إلا الله، فطعنته، فوقع في نفسي من ذلك، فذكرته للنبي -صلى الله عليه وسلم- فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- :" أقال لا إله إلا الله وقتلته ؟! " قال: قلت يا رسول الله إنما قالها خوفاً من السلاح، قال:" أشققت عن قلبه حتى تعلم أقالها أم لا " فما زال يكررها علي حتى تمنيت أني أسلمت يومئذٍ .

وفي رواية : كيف تفعل بلا إله إلا الله إذا جاءت يوم القيامة http://portal.shrajhi.com/images/H1.GIF وفي لفظ آخرhttp://portal.shrajhi.com/images/H2.GIF اللهم إني أبرأ إليك فيما فعله أسامة ) ..

 

فهو سبحانه وتعالى .. الذي يملك ذلك .. وليس أنت أيها العبد .. المتعجرف ..المتغطرس ..

فحينما يقول : (لَّقَدۡ كَفَرَ ٱلَّذِينَ قَالُوٓاْ إِنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلۡمَسِيحُ ٱبۡنُ مَرۡيَمَۚ ) .. تقول نفس الكلام دون زيادة أو نقصان ..

وحينما يحل لك شيئا أو يحرمه .. فتتبع ما يقول لك أيضاً :

(وَأَحَلَّ ٱللَّهُ ٱلۡبَيۡعَ وَحَرَّمَ ٱلرِّبَوٰاْۚ ) ..

(يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تُحَرِّمُواْ طَيِّبَٰتِ مَآ أَحَلَّ ٱللَّهُ لَكُمۡ وَلَا تَعۡتَدُوٓاْۚ إِنَّ ٱللَّهَ لَا يُحِبُّ ٱلۡمُعۡتَدِينَ ) ..

(وَلَا تَقُولُواْ لِمَا تَصِفُ أَلۡسِنَتُكُمُ ٱلۡكَذِبَ هَٰذَا حَلَٰلٞ وَهَٰذَا حَرَامٞ لِّتَفۡتَرُواْ عَلَى ٱللَّهِ ٱلۡكَذِبَۚ إِنَّ ٱلَّذِينَ يَفۡتَرُونَ عَلَى ٱللَّهِ ٱلۡكَذِبَ لَا يُفۡلِحُونَ ) ..

فالذي يملك التحليل والتحريم .. هو الله العليم الخبير ..

والذي يملك التشريع .. ورسم منهج الحياة البشرية .. هو الله العليم البصير ..

فما ينبغي لك – أيها العبد – أن تقول :

أنا الذي أملك أن أحرم .. وأحلل .. وأضع القوانين التي تعجبني .. وتناسبني .. وأنا أعلم بمصلحتي من الله !!!

وإلا فأنت :

حينئذ تنازع الله تعالى في ملكه .. وتصبح شريكا له ..

وثمة قاعدة في التوحيد .. قالها العلماء بخصوص الذي يكفر :

( من أنكر شيئاً معلوماً من الدين بالضرورة .. فقد كفر ) ..

فالذي ينكر الجهاد في سبيل الله مثلاً .. يكفر ..

ولكن :

الذي يقاتل العدو المحتل – الصائل - ضمن مجموعة وطنية .. أو قومية .. أو حزبية .. وهدفه الظاهر المعلن .. تحرير الأرض .. والدفاع عن المستضعفين .. سواء رفع راية التوحيد .. أو راية وطنية .. غير الراية العمية الواردة في الحديث الصحيح :

(عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ قَاتَلَ تَحْتَ رَايَةٍ عِمِّيَّةٍ يَدْعُو إِلَى عَصَبِيَّةٍ أَوْ يَغْضَبُ لِعَصَبِيَّةٍ فَقِتْلَتُهُ جَاهِلِيَّةٌ ) ..

وقد فسر النووي الراية العمية : هِيَ الْأَمْرُ الْأَعْمَى لَا يَسْتَبِينُ وَجْهُهُ

وَمَعْنَاهُ : إِنَّمَا يُقَاتِلُ عَصَبِيَّةً لِقَوْمِهِ وَهَوَاهُ . . انتهى النقل من تفسير النووي ..

وليس هدف المقاتل العصبية .. أو الإنتصار لعصبته أو قومه ..

فهذا ليس بمرتد .. ولا كافر ..

بل :

قد يكون إيمانه أكثر منك .. وأنت الذي ترفع راية التوحيد .. وتتباهى بها .. وتطبل وتزمر ليلاً نهاراً .. أنك تقاتل في سبيل الله ..

فقد يُحبط عملك .. بسبب هذه الإدعاءات المزيفة .. المرائية ..

بينما هو يُقبل عمله .. ويكون من أهل الجنة.

( إنما الأعمال بالنيات .. ولكل إمرئ ما نوى ) .. حديث صحيح ..

كما قال المصطفى صلى الله عليه وسلم ..

فما ينبغي لك إذا قتلته أن تقول متفاخراً .. متباهياً .. ومتشفياً :

قتلت المرتد فلان .. وأرسلته إلى جهنم ..

هذه كلمات في منتهى الخطورة .. على عقيدة القائل لها .. يمكن أن تخرجه من دينه ..

وفيها تألي على الله تعالى .. ومنازعة لملكه .. واعتداء على خصائصه ..

وفيها صفاقة .. ووقاحة .. وسوء أدب مع الملك الجبار .. الذي هو وحده لا شريك له .. من يملك الجنة والنار .. ومن يحدد المصير النهائي للعباد ..

فمن الذي فوضك .. ومن الذي خولك .. أن تحدد مصير الناس في الآخرة .. وأن تختم حياتهم بالكفر .. أو الإيمان ؟؟؟!!!

آ الله أمرك بهذا ؟؟؟!!!

أم أنك تفتري على الله الكذب ؟؟؟

( إِنَّ ٱلَّذِينَ يَفۡتَرُونَ عَلَى ٱللَّهِ ٱلۡكَذِبَ لَا يُفۡلِحُونَ ) ..

وسوم: العدد 673