يوم سعيد ...

الشيخ حسن عبد الحميد

يوم سعيد لكنه ينادي هبوا أيها النيام 

وكيف لا يكون سعيدا وقد أخذت فيه بسنة النبي عليه السلام ، الذي كان يكثر من الصيام في شهر شعبان ، استعددا للضيف العظيم المبارك رمضان 

 ألا تستعد الأسرة كلها لنبأ حضور ضيف عزيز ، الدار تنظف والفرش ترتب ، والفاكهة تحضر ، واللحم يشترى ؟؟

رمضان شهر الله ، ضيف الرب الجليل إلى عباده ، شهر الغفران ، ونعوذ بالله من الدعاء من جاءه رمضان فلم يغفر له ، فلا غفر الله له ، 

نويت صيام الخميس وسايرت الزوجة في طاعة الرحمن ، والمسايرة في حدود المباحات شيء جميل جدا ، وادخال السرور على الزوجة مطلوب شرعا ، المصطفى عليه السلام يرغب في الصدقة ويجعل من لقمة تضعها في فم زوجتك صدقة ، على ألا تجعلها عادة ، أمام الأقارب والبنات ، ذلك كملح الطعام قليله يلذ وكثيره ينغص ، وقد يمرض ، خاصة لمن معه ارتفاع ضغط الدم 

صمت يوم الخميس وأنا أعلم أن الشيخ مثلي يباح له الإفطار حتى في رمضان ، اتل معي قوله تعالى ( وعلى الذين يطيقونه فدية ) وضع لا قبل يطيقونه كما فهم بعض المفسرين 

كنت أتلو قول المصطفى عليه السلام  صوموا تصحوا ، صليت على النبي مئات المرات ، لأني وجدت القوة والصحة في الصوم ، وأنا المريض بالسكر وزيارة الحمام كل نصف ساعة ، لكني لما صمت صمدت الساعات الطوال وانا مرتاح .

بل جفت الينابيع كما جفت عين الطويلة في مدينة الباب وهي فرع من فروع نهر الذهب ، جلست في حديقة صغيرة اتملى نعم الله وماخلق من جمال وكمال ، وبدأت بالتسبيح والصلاة على النبي الكريم ، وحملت المسبحة ، ولا حاجة ان نضيع وقتنا هل هي بدعة أو مبدوعة ، هي حبة فلا نجعلها قبة ، بدعة ؟؟ يالطيف ؟؟

 آمل أن نعيد النظر بقولنا عن المسبحة بدعة ، وقولنا أن السلف الصالح لم يفعلوه ، فهل عرف السلف الصالح المآذن والمحاريب ؟؟ 

رحم الإمام ابن القيم عندما قال : أينما وجدت المصلحة فثم شرع الله 

وجاء المساء واقترب الافطار ، وبدأ إعداد الافطار ، وجيء بسيد الإفطار التمر ، وكله منافع وفوائد ، العلم والطب يقول ذلك ، ونقلنا من مدينة الباب عادة افطارنا على السوس المدر للبول ، وعندي هو مدرور بنفسه ، لكن السوس جميل بلونه وطعمه ، وخاصة وقد طوره العلم فجعله أكياس وظروف خفيفة رخيصة ، غير متعبة تصنيعا وتعبئة واستعمالا .

المائدة جاهزة ، وبقي الدعاء : اللهم لك صمنا ، وعلى رزقك أفطرنا ، فاغفر لنا ماقدمنا وما أخرنا .

 واقترحت الزوجة أن نصوم الأيام البيض ، يقول الجهلاء هل الأيام أيام سود وأيام بيض ؟؟؟

نعم انت الجاهل لم تعرف شيئا عما يغمرك من نعم الله ، ومنها نور القمر في منتصف الشهر ؟؟

ولم انفذ النصيحة ، نعم الطاعة محببة في المباحات ، لكن طاعتها في المحرمات كحلق اللحية ، فهنا عصيانها واجب .

وتذكرت منشد الباب الحاج مصطفى المرطو وهو ينشد أهلا اهلا يارمضان ، يانور قلبي رمضان ، فيك تضاء المساجد ، فيك تمد الموائد ، إن سمعت المرطو في اواخر شعبان ولم تبك ، راجع عيادة قلبية ، باختصار قلبك عليل ؟؟

ويقفذ أحدهم ويقول لي مارأيك في الاجتماع في ليلة النصف من شعبان ، الاجتماع على طاعة الله عمل طيب ومأجور ، لكني أقول : 

إن في دعاء النصف من شعبان أخطاء كثيرة يجب أن نبتعد عنها ، مثل الاعتقاد أن ليلة النصف من شعبان ( فيها يفرق كل أمر حكيم ) ٤ الدخان ، هذه ليلة من شهر رمضان ، لاتجفل ،

 اقرا ماكتب السيوطي في تفسير الجلالين ، والمحلى .

كنت أحضر احتفالات النصف من شعبان وأنا أنكر اعتبار هذه الليلة هي المقصودة بالآية الكريمة ، كلا ، هي في الشهر الذي سماه الله رمضان . 

ولا حاجة للجدل ؟؟

بأن الصحابة لم يفعلوه ، نحن بحاجة إلى عقلية عمر ودرته رضي الله عنه ، عندما توقف عن توزيع الأراضي على الفاتحين بنظر عميق ، واستشراق للمستقبل ، لكن هو الفاروق ، أين لنا بفهم الفاروق ، وأين بدرته تعلو رؤوس مثيري الجدل ، ومحبي ( العلك ) ؟؟؟؟

بهدوء ننفي دعاء ليلة النصف من شعبان مما أدخل عليه . 

وعلى القاعدين وقد بلغ السكين للعظم ؟؟؟ والدماء بلغت الكعبين ؟؟ 

الكف عن الجدل 

 ياناس كفانا جدلا ، اتقوا الله كبروا واقتحموا ميدان الكفاح .

واهتفوا الله أكبر يابلادي كبري ،

 وخذي بناصية المغير ودمري 

أيها الناس بلغ السيل الزبى ؟؟ 

والدم الخلخال ؟؟؟

 من وجد في نفسه القوة فليتقدم ، وليقل ( وعجلت إليك ربي لترضى ) ٨٤ طه .

فالمعركة مصيرية ، حرب بين السنة والشيعة ، إيران تجوس خلال الديار ،

وقاسم سليماني يعد الخطط لتدمير حلب ، ونحن هذه بدعة ، وهذه ضلالة ؟؟؟

أيها الشباب لاتختلفوا في عدد أهل الكهف ؟؟؟

فالكهف كاد يطير ، وهو غارق الآن بالدم 

كبروا واقتحموا ، والله ناصر دينه ولو كره الكافرون .

( يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون ) ٣٢ التوبة 

والله أكبر والعاقبة للمتقين 

وفرجك ياقدير

وسوم: العدد 673