على ضفاف العشر الأواخر

الخضر سالم بن حليس اليافعي

‏▫احشد كل طاقاتك وضخ كمياتها في ثنايا أعظم ليالي الدنيا على الإطلاق وتألق في إدارة دقائقها الغالية.

‏▫ليلة القدر منحة خيالية استثنائية لك فلا يسعك سوى الجهد الاستثنائي فيها، واقتناص فرصتها العملاقة.

‏▫ليلة القدر تعادل 30 ألف يوم واختزال هذا الرقم في ليلة واحدة أمر مبهر يفوق الخيال وعرض خاص لن تجد له مثيل.

‏‏▫أعداد هائلة من الملائكة تصل كوكب الأرض يقودهم جبريل -عليه السلام- لشهود هذه الليلة وبركاتها ، يقدِمون بأنواع العطاء والمنح المتتالية لسكان الأرض.

‏▫تأكد أن حياتك ستتغير بصورة لا تتوقعها، وسيتحول مستقبلك إلى عالم آخر، ورؤية جديدة إن أدركت ليلة القدر وعشت تفاصيلها.

‏▫هي ليلة الشرف المثالي لمن تمكن من تقلده، واستطاع السباق للحصول عليه، ومارس فنون العبادة يبثها في تفاصيل هذه الليلة.

‏▫(العفو) هو المنطقة المطلوبة التي ترجو الوصول إليها هذه الليلة، فادفع بأجرام كبيرة منه لمن حولك إن أردت الحصول عليه لنفسك.

‏▫هي ليلة السلام تنذر عشاق الدمار وتهدد نفوسهم الشريرة، فسلم نفسك وسالمها وأسلم هواك تسلم ، وتحسس طرق السلامة.﴿سَلامٌ هِيَ﴾ [القدر: ٥]

‏▫انتج أقصى ما يمكن تصديره من ألوان الدعاء وابعث دعواتك الاضطرارية الضارعة، ونداءات الاستغاثة الملحة تنقذ به أمتك تلك الليلة من أكوام المكر المتلبد سحبا يمطر في الجنبات.

‏▫الاعتكاف صندوق أسود يحتفظ بداخلة بيانات جهدك وجهادك فاحبس نفسك أياما علَّ السجن يربيها ويعصف بثاراتها لتُبعث من جديد.

‏▫ردد تراتيل الذكر الخاشع، ورطب لسانك الجاف بمائه العذب الزلال،  واستدع القلب ليشهد جلسات الحضور.

‏▫العشر الأواخر محطة يعاد فيها ترميم القلب، وإعمار الروح، وتفتيب رواسب النفس المتغوله فإن غادرتها بلا ترميم ولا إعمار فلن تدرك محطة أخرى في الخط الطويل.

‏*﴿فَاستَبِقُوا الخَيراتِ﴾* [البقرة: ١٤٨]. 

وسوم: العدد 674