القبلة ...
فرض الله سبحانه وتعالى على أمة محمد عليه الصلاة والسلام الصلاة ، وحدد جهتها إلى الكعبة إن كان المسلم في المسجد الحرام ، وإلى عينها إن كان قريبا منها ، وإلى جهتها إن كان بعيدا عنها .
لما هاجر النبي عليه السلام أمر باستقبال بيت المقدس تألفا لليهود فصلى عليه السلام إليه ستة عشر شهرا ، ثم حوّل إلى الكعبة الشريفة ، وكان عليه السلام يتطلع إلى أن تكون قبلته هي قبلة أبيه إبراهيم.
قال تعالى ( قد نرى تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلة ترضاها فول وجهك شطر المسجد الحرام وحيث ماكنتم فولوا وجوهكم شطره ) ١٤٤ البقرة
كان المصطفى عليه السلام في صلاة العصر لما نزل عليه هذا الأمر فتحول إلى جهة الكعبة وهو في الصلاة ، لذا يسمى هذا المسجد(مسجد القبلتين ) .
أحدث هذا التحويل ضجة بين المسلمين واليهود ( سيقول السفهاء من الناس ماولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها قل لله المشرق والمغرب يهدي من يشاء الى صراط مستقيم ) ١٤٢ البقرة
وقد ارتد لذلك جماعة ، وتساءل البعض عن الذين ماتوا قبل التحويل فنزل قوله تعالى ( وماكان الله ليضيع ايمانكم ) ١٤٣ البقرة ، اي صلاتكم إلى بيت المقدس ، بل يثيبهم عليها ،
وتتابع الوحي يقول ( ومن حيث خرجت فولِّ وجهك شطر المسجد الحرام وحيث ماكنتم فولوا وجهوكم شطره لئلا يكون للناس عليكم حجة ) ١٥٠
قال اليهود لعنهم الله : يجحد ديننا ويتبع قبلتنا ، وقال المشركون : يدعي ملة إبراهيم ويخالف قبلته !!!
فقال تعالى ( فلا تخشوهم واخشوني ولأتم نعمتي عليكم ولعلكم تهتدون )
صرنا أمة القبلة الواحدة
كل المسلمين في العالم يتجهون إلى جهة واحدة في صلاتهم من كان في جاوة وسومطرة في أغادير في كشمير في لندن يتجه إلى الكعبة أي جهتها ، ومن كان في المسجد الحرام اتجه إلى عينها ومن كان بعيدا اتجه إلى جهتها حتى من كان في مكة الرصيفة مثلا وهي شرق مكة اتجه غربا ، ومن كان في العزيزية اتجه إلى جهة الكعبة ، من كان في المدينة المنورة اتجه جنوبا ، كنا في نجران نتجه شمالا في الصلاة ، ومن كان في الرياض اتجه غربا ، وهكذا تؤدى الصلاة إلى جهة الكعبة أينما وجد المسلم في أنحاء الدنيا
رب واحد وقبلة واحدة والمؤمنون إخوة ، أبيضهم وأسودهم ، عربهم وعجمهم ( وإن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاتقون ) ٥٢ المؤمنون ..
هذا شأنهم في مصر وافريقيا وأوربا
وبالبوصلة تحدد جهة الكعبة
والمحاريب الموجودة تشير إلى الجهة ، وإن كان اسم المحراب يدل على معنى اوسع !!!!
المحراب فكرته العبادة سواء في الدار أو المسجد ، ولم يكن هذا المحراب الذي نراه اليوم في المساجد على عهد رسول الله صلى عليه وسلم !!!!
وما يكتبه العوام اليوم في أعلى المحاريب ( كلما دخل عليها زكريا المحراب ) ٣٧ ال عمران ليس المقصود من الآية هذا التجويف في جدار المسجد ، المحراب هو المكان الطاهر الذي يحارب فيه الشيطان .
من جانب المحراب يبدأ سيرنا
للمجد لا من ظلمة الماخور
آمنت بالإسلام سرا خالدا
جلت معانيه عن التعبير
آمنت أن النصر مرهون به
من غير تطبيل ولا تزمير
عندما تزرو المدينة المنورة على ساكنها أفضل الصلاة وأتم التسليم سترى مسجدا اسمه ( مسجد القبلتين ) قبلة إبراهيم وقبلة المسجد الاقصى ، لذا تقرأ في تفسير القرآن الكريم وفي التاريخ عن المسجد الأقصى أولى القبلتين وثالث الحرمين ، حرم مكة وحرم المدينة والمسجد الأقصى ثالثهما ..
أقول هذا القول واستغفر الله لي ولكم .
- أما حلب :
( لله دٓرُّكِ ياشهباءُ غاضبةً
فيكِ البطولةُ والإيمانُ عنوانُ
هبت تفُكُّ حصارٓ الذُّل وانطلقت
كأنما الروسُ والاذنابُ ماكانوا )
يحيى حاج يحيى
والله أكبر والعاقبة للمتقين
ها ألمح الليل قد حانت نهايته
لايشرق الفجر إلا في دجى الألم
ونصرك ياقدير
وسوم: العدد 682