( الذاكرون الله كثيرا والذاكرات ...)
يقول الله تبارك وتعالى ( الا بذكر الله تطمئن القلوب ..) وقد وردت أحاديث شريفة كثيرة حول أهمية ذكر الله عزوجل ...عن ابي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( سبق المفردون قالوا : وما المفردون يا رسول الله؟ قال: الذاكرون الله كثيرا والذاكرات ) [أخرجه مسلم رحمه الله ... ومعنى سبق المفردون أي أنهم سبقوا غيرهم بنيل الزلفى والدرجات بسبب كثرة ذكرهم لله تعالى، والمفردون هم الذاكرون الله كثيرا؛ كما هو ظاهر الحديث. قال المناوي في فيض القدير: سبق المفردون أي المنفردون المعتزلون عن الناس من فرد إذا اعتزل وتخلى للعبادة، فكأنه أفرد نفسه بالتبتل إلى الله، أي سبقوا بنيل الزلفى والعروج إلى الدرجات العلى. روي بتشديد الراء وتخفيفها. قال النووي رحمه الله في كتابه (الأذكار): والمشهور الذي قاله الجمهور التشديد انتهى كلام العلامة المناوي رحمه الله .... هذا الحديث الشريف يحثنا على ذكر الله تبارك وتعالى والانشغال بذكره ودعائه عن الشهوات والملهيات الأخرى من أمور الدنيا , فان السبق الحقيقي في الآخرة انما يكون بكثرة الطاعات والاخلاص , وعن ابي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( يقول الله تعالى : انا عند ظن عبدي بي وأنا معه اذا ذكرني فان ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي وان ذكرني في ملاء ذكرته في ملاء خير منهم ) متفق عليه .ان العبد المؤمن يجب عليه ان يحسن الظن بالله تعالى , فهو سبحانه يقبل التوبة ويجيب المضطر اذادعاه , فقد قال الله عزوجل : (أمن يجيب المضطر اذا دعاه ) , وهو سبحانه وتعالى يقبل طاعته ويثيب عليها كما جاء في ( نزهة المتقين ) .ان الذين يذكرون الله كثيرا والذاكرات هم المفردون ؟؟ أي المنفردون , وقد فسر لنا ذلك الرسول صلى الله عليه وسلم في حديثه الشريف الصحيح الآنف الذكر حين قال : ان المفردين هم الذاكرين الله كثيرا والذاكرات ... قال الله تعالى وهو أعزالقائلين في سورة الأحزاب: (ان المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات والقانتين والقانتات والصادقين والصادقات والصابرين والصابرات والخاشعين والخاشعات والمتصدقين والمتصدقات والصائمين والصائمات والحافظين فروجهم والحافظات والذاكرين الله كثيرا والذاكرات أعد الله لهم مغفرة وأجرا عظيما ) . لقد أعد الله سبحانه لكل هؤلاء المؤمنين المتمسكين بشرعه وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم الذين يتصفون بهذه الصفات العالية والعظيمة مغفرة منه جل وعلا وأجرا عظيما على طاعتهم وسلوكهم الطريق المستقيم وليس طريق المغضوب عليهم ولا طريق الضالين , وسلوكهم الطريق الحلال وابتعادهم عن الحرام , والذين يخشعون في طاعتهم لله تعالى فهؤلاء هم الذين يستحقون هذا الأجر والثواب من الله عزوجل و لأنهم انفردوا وتفردوا بهذه الطاعات الجليلة والعظيمة والعبادات لله وحده جلت قدرته ... اللهم اجعلنا من الذاكرين لك كثيرا والذاكرات الذين يستحقون مغفرتك ورحمتك وجنتك التي عرضها السماوات والأرض اعددت للذين آ منوا والأجر العظيم والكبير منك وحدك ياربنا ... اللهم آمين ....
وسوم: العدد 682