لن يغلب شعب توكل على الله ثم اعتمد على نفسه
في البداية كنا نعتقد أن كل الشعب سينتفض ويخرج الطاغية هارباً بعائلته والمال المنهوب ، ولكن نصف الشعب خاف وسكت ، فلم يهرب .
- ثم ظننا أننا سنغلبه رغماً عنه في معارك طاحنة ، فغلبناه ، ولكن أتت إيران وروسيا وحزب الشيطان لنجدته .
- ثم ظننا أن علينا الصمود حتى يتعب حلفاؤه ويتركوه لهزيمته ، فأزاحوه وأخذوا مكانه، وصارت حربهم .
- ثم ظننا أن علينا الصمود حتى يقرر حلفاؤنا دعمنا بأفعالهم لا بكلامهم ، فاكتفشنا أنهم أهل كلام لا فعل .
- ثم ظننا أن المجتمع الدولي سيقرر التدخل و وقف المأساة الإنسانية لصالحنا ، فبات يتضح لنا أنهم سيتدخلوا ولكن لصالح الأسد .
كثيرة هي الشواهد التي تؤكد ما ظنناه من أننا وحدنا في المعركة لان قضيتنا لا تهم دولاً أخرى في غير مصالحها وأن خير من رعى مصالح العالم هو الأسد وإزالته فيه تعطيل لمصالح من أملنا في تحويلهم لصالحنا .
اتضح لنا أن أصدقاء سوريا هم أصدقاء أرضها وما لهم من مصالح فيها ، لا شعبها الذي ثار لكرامته ومستقبله .
لا يوجد أمل في دعم حقيقي يغير الموازين ، فالإغاثة تأتي لأن هناك مؤسسات دولية تعتاش عليها وتستفيد منها ولأن هناك ضميرإنساني دولي ضائع البوصلة يحتاج لبعض المسكنات ليصمت .
أما السلاح فيأتي لإبقاء بعض المعارك دائرة حتى يفنى الثوار من جهة ويجد الأسد حجة لقصف ما بقي من سوريا ويهجر من قال له " لا " وحتى تحرك بعض الدول الداعمة الموازين بما يخدم مباحثاتها وشروطها للتسوية وتحصيل غنائمها .
أما الحراك السياسي فهو تسلية وشغل وقت لهم ، وعبث وطفولية وضياع بوصلة من طرفنا .
لا أقول هذه الكلمات لبث الوهن والضعف ، وإنما لأقول أنها معركة طويلة لا ينظر إليها بعطف إلاّ قوي واحد هو الله ، والكثير من الناس الذين لا حول لهم ولا قوة .
لن يُغلب شعب اتكل على ربه وقطع سبل رجائه إلا منه ، ولن يُغلب شعب وحد قضيته وحزم أمره واعتمد على قوته الداخلية فقط .
د.محمد ياسر الطباع
حفيد مصطفى السباعي
وسوم: العدد 682